مرصد الأزهر ينظم محاضرة لوفد من الدبلوماسيين البولنديين عن التطرف وآليات المواجهة
أكدت الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، سعي المرصد من خلال مبادراته وفعالياته إلى توعية جميع الفئات العمرية، وفي مقدمة المستهدفين طلبة المدارس والشباب، باعتبار هاتين الفئتين الأكثر عرضة للتجنيد في التنظيمات المتطرفة.
وأوضحت أن المرصد يعمل عبر 13 لغة لرصد جميع أنشطة التنظيمات المتطرفة وأيديولوجياتها، بهدف تفنيد الأفكار المتضمنة فيها وتقديم صورة دقيقة لجميع الشرائح المجتمعية المستهدفة. جاء ذلك خلال استقبال المرصد لوفد من الدبلوماسيين البولنديين المتدربين، في إطار جهوده لتعزيز الوعي بمخاطر التطرف وتأثيره المتزايد على استقرار المنطقة والعالم، وفق بيان المرصد عن الزيارة.
وعلى هامش زيارة الوفد البولندي، نظم المرصد محاضرة حول ملامح التطرف وآليات المواجهة، قدم خلالها الدكتور أسامة رسلان، المشرف بالمرصد، تحليلًا مستفيضًا للتنظيمات المتطرفة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، موضحًا آليات نشأتها وتطورها على مدار العقود الأخيرة، وكيف ساهمت الأزمات السياسية والاجتماعية في تعزيزها.
كما تطرق إلى التكوين الهيكلي لهذه التنظيمات وأساليب التمويل التي تعتمد عليها لدعم عملياتها الإرهابية، بما في ذلك الإتجار بالبشر وتجارة المخدرات وغيرها من الأنشطة غير القانونية التي تلجأ إليها تلك الجماعات. علاوة على ذلك، استعرض استغلالها للفجوات القانونية والاقتصادية في بعض الدول لتمويل أنشطتها.
وتضمنت المحاضرة عرضًا لأهم الاستراتيجيات الدعائية والإعلامية التي تتبعها هذه الحركات لجذب المقاتلين، حيث تستغل الفضاء الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي كأدوات فعالة لنشر أفكارها المتطرفة وتحقيق التعاطف الدولي مع أجندتها.
وفي ختام المحاضرة، استعرض الدكتور أسامة رسلان خريطة تفصيلية لأبرز التنظيمات المتطرفة في العالم العربي، ونطاق انتشارها وتحركاتها في مختلف المناطق. كما ركز على أهمية فهم الديناميكيات الإقليمية والدولية التي تسهم في استمرار هذه التنظيمات، مشيرًا إلى أن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي، بل يجب تبني استراتيجيات شاملة تتضمن جوانب اقتصادية واجتماعية وثقافية لمكافحة التطرف من جذوره.
واختتمت المحاضرة بتفاعل متميز من قبل الدبلوماسيين المتدربين، حيث تم طرح أسئلة حول كيفية تعزيز التعاون الدولي لمكافحة التطرف بفعالية، ودور المؤسسات الدينية والتربوية في نشر ثقافة التسامح والتعايش.
وعقب المحاضرة، أعربت الدكتورة رهام سلامة عن تقديرها لتفاعل الوفد البولندي مع محتوى المحاضرة، مشيرة إلى أن هذه الفعالية أتاحت فرصة ثمينة لتعميق الفهم حول ظاهرة التطرف وسبل مكافحتها عالميًا. ودعت الوفد إلى نقل الصورة الصحيحة للأديان، والتأكيد على أهمية الفصل بين ما تروجه التنظيمات المتطرفة التي تتخذ من الدين ستارًا لممارساتها الإجرامية وغير المشروعة في سبيل تحقيق أجندات تخدم مصالح قادتها ومموليهم، مشيرة إلى تزايد أعداد اللاجئين والنازحين حول العالم، خاصة في إفريقيا التي تعاني من تصاعد وتيرة العنف والإرهاب وفقًا لمؤشر المرصد الشهري.