مشاهد النزوح جزء من تاريخ العدوان الإسرائيلي سجلته السينما المصرية
تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي صور النزوح من جديد، منذ شهور وصور النزوح المتكرر لأهالي غزة تتناثر عبر الصفحات، وحالياً أضيفت لها صور أخرى ولكن هذه المرة من جنوب لبنان، حيث تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي هجمات غاشمة على الجنوب، كما نادى المتحدث الرسمي الناطق باللغة العربية لجيش الاحتلال سُكان هذه المناطق للمغادرة، وقد أدت حصيلة الهجمات إلى استشهاد ما يقرب من 500 شهيد وما يزيد عن ألف مصاب حتى الآن.
كما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية إن سلاح الجو الإسرائيلي بدأ موجة أخرى من الهجمات على جنوب لبنان، في 24 سبتمبر الجاري، وقد شن الطيران الحربي الإسرائيلي منذ فجر 23 سبتمبر الجاري، سلسلة غارات عنيفة على العديد من البلدات والقرى اللبنانية في شرق وجنوب البلاد.
كانت مشاهد النزوح والتهجير واحدة من أبرز أشكال الأرشيف الذهني الذي تكون في ذاكرة المواطن العربي، منذ أن قررت إسرائيل أن تحتل فلسطين، ثم وقوع واحد من أبشع عمليات التهجير في القرن العشرين ضد الشعب الفلسطيني عام 1948، ثم تكرر هذا المشهد بصور مختلفة وفي أماكن مختلفة، وقد وثقت السينما المصرية هذه المرحلة من عمر مصر التي خاضت فيها حروبا ضد العدو الإسرائيلي.
قد ركزت السينما في أعمال كثيرة على مشاهد التهجير والنزوح التي عاشها المصريين، خلال فترة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 أو عام 1967، بعد الهزيمة المرة التي لحقت بنا في ذلك الوقت، ووثقت السينما هذه اللحظات الصعبة في كثير من الأعمال، وكونت أرشيف خاص يعبر عن تاريخ مصر مع هذا العدو، نتذكر منها:
-فيلم الخوف
تدور أحداث الفيلم حول فتاة من السويس تضطر لمغادرة مدينتها، متجهة إلى مدينة القاهرة، مثلها مثل الآلاف في ذلك الوقت، بعد أن فقدت أسرتها في عدوان 1967، وفي القاهرة تتعرف على المصور الصحفي أحمد وتعيش حياة حزينة نتيجة لمأساة الخراب والدمار وموت أمها بين يديها، وتجربة النزوح القاسية.
الفيلم من تأليف وإخراج سعيد مرزوق، ويركز في كثير من المشاهد على توثيق عدد كبير من مشاهد وصور الدمار والنزوح التي عانى منها أهالي السويس بسبب العدوان الإسرائيلي وتأثير هذه المشاهد على حياة الشخصية الرئيسية، وهو من بطولة سعاد حسني ونور الشريف.
-فيلم ليلة القبض على فاطمة
تدور أحداث الفيلم داخل مدينة بورسعيد، حول شخصية فاطمة وصراعها مع شقيقها جلال، وتمتد الأحداث خلال فترة المقاومة عام 1956، وما تلاها، وتبرز كثير من مشاهد الفيلم حالة النزوح والدمار التي حلت على مدينة بورفؤاد البورسعيدية بفعل العدوان على مصر.
الفيلم من بطولة فاتن حمامة، وشكري سرحان، ومحسن محي الدين، وصلاح قابيل، ونعيمة الصغير، وعلي الشريف، وهو من تأليف سكينة فؤاد وسيناريو وحوار عبد الرحمن فهمي، وإخراج هنري بركات.
-الباب المفتوح
على الرغم من أن أغلب مشاهد الفيلم تدور داخل مدينة القاهرة، إلا إن ذكر مدينة بورسعيد هو أحد مفاصل الفيلم الرئيسية، ونقطة التحول الكبرى التي تجعل البطلة تغير مسارها في اللحظات الأخيرة وتأخذ قراراً شجاعاً بالسفر إلى المدينة التي تتعرض للعدوان، بعد رؤيتها الأطفال والنساء والرجال وهم آتون والإصابات تملئ أجسادهم، نتيجة للهجمات الإسرائيلية ، نازحين إلى مدينة القاهرة.
الفيلم من بطولة فاتن حمامة، وصالح سليم، وحسن يوسف ومحمود مرسي، ومحمود الحديني، سيناريو وحوار يوسف عيسى، وعن رواية بنفس الإسم للكاتبة لطيفة الزيات، وإخراج هنري بركات.
كما أن ذكر النزوح والهجرة من مدن القناة كانت واضحة في كثير من الأعمال الأخرى، منها التلفزيونية وليس السينمائية فقط، مثل الشهد والدموع، ودموع في عيون وقحة، وهذه المشاهد هي التي تترسخ في أذهان أجيال متتالية لا يمكن محوها، لأنها تكون ذاكرة بصرية حول مدى بشاعة العدوان ونتائجة على البشر.