أبو الغيط: إسرائيل اختارت توسيع دائرة النار والدم
• الأمين العام لجامعة الدول العربية يطالب مجلس الأمن بالتحرك قبل فوات الأوان
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط إن شرارة النار التي أشعلها الاحتلال الإسرائيلي في غزة انتقلت إلى لبنان، داعيا مجلس الأمن الدولي للتحرك قبل فوات الأوان.
وقال أبو الغيط، في اجتماع مجلس الأمن حول لبنان، إن ما نخشى منه قد وقع وصار واضحا، لقد انتقلت شرارة النار، التي أشعلتها الاحتلال في غزة قبل عام، إلى لبنان الذي تعرض سكانه خلال يومين لضربات عشوائية غاشمة لم يروا مثيلاً لها منذ عقدين”.
وأضاف: “الآن نفهم لماذا رفض الاحتلال الإسرائيلي المقترح تلو المقترح لوقف إطلاق النار في غزة، إسرائيل ببساطة لم تكن ترغب في وقف الحرب، وإنما في توسيعها، معرِّضةً شعوب المنطقة كلها لوضع بالغ الخطورة، ومقامِرةً بحياة الناس، ومستقبل السلام الذي ترسخ مع بعض الدول العربية لعقود وضاربةً عرض الحائط بكل محاولات وقف هذا الانزلاق المتهور نحو الهاوية.
وأوضح أبو الغيط “لقد كان الطريق واضحاً من أجل نزع فتيل التصعيد، مؤكدا أن “وقف الحرب الظالمة والغاشمة والدموية على غزة، كان كفيلاً بتهدئة الأوضاع على الجبهة الشمالية مع جنوب لبنان،وإعطاء الدبلوماسية فرصة لجلب الهدوء، ولكن إسرائيل اختارت توسيع دائرة النار والدم، لتعتدي على دولة عربية ذات سيادة يعيش شعبها اليوم في قبضة الخوف والترويع”.
وأكد أبو الغيط أن العجز أمام مواجهة الوحشية في غزة بما في ذلك عجز هذا المجلس الذي يجسد الإرادة الدولية هو ما شجع قادة إسرائيل على التصعيد”.
وتابع: “لقد وجدوا الطريق ممهداً ومفروشاً بغياب المحاسبة وغياب العقاب، بل وغياب أي ضغط حقيقي لتغيير المسار”.
ومضى قائلا :” نحن نعرف كيف تشتعل الحروب لأننا عشنا هذه التجارب الأليمة في الشرق الأوسط لعقود، مشيرا لما تفعله إسرائيل اليوم وهو استدعاء متعمد وأحمق لعاصفة، لن يكون أحدٌ بمنأى عن أذاها ومخاطرها، ولن يكون أحد بمنأى عن أذاها ومخاطرها.
وأضاف أن “ما تفعله إسرائيل، شهدنا مثله كثيراً في التاريخ الحديث للشرق الأوسط وتعلمنا الدروس واستخلصنا العبر ولكن البعض تُصوِّر له غطرسة القوة أنه قادرٌ على تحقيق أهدافه بقتل أكبر عدد ممكن من البشر.. البعض يتصور أن السلام لا يتحقق إلا مُخضباً بالدم، وأن الدول تعيش بالسيف وحده.
وشدد قائلا :” إذا تُرك هذا الجنون ليسود، سنجد أنفسنا أمام سلسلة لا تنتهي من الدم والخراب”.
واختتم الأمين العام الجامعة العربية كلمته قائلا إن هناك اليوم فرصة حقيقية للتراجع عن الهاوية، مشيرا لما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن ثمة فرصة للحل الدبلوماسي.
وشدد أبو الغيط على أن مجلس الأمن لابد أن يضطلع بمسئولياته لجعل هذا الحل واقعاً في أسرع وقت، وأن هذه الحرب يجب أن تتوقف اليوم في هذه الساعة، في غزة وفي الضفة وفي لبنان، قائلا : “علينا أن نتحرك قبل فوات الأوان”.