بين التقاليد والحداثة.. لماذا يتعرض مسلسل البحث عن علا لبعض الانتقادات؟
عادت علا عبدالصبور، الشخصية الدرامية الشهيرة، إلى الشاشة مرة أخرى، على منصة نتفلكس، حيث يتكون الجزء الجديد من 6 حلقات، تدور أحداثه حول شخصية علا، ومشاكلها مع أسرتها وعملها، ومحاولاتها بناء علاقة جيدة مع أبنائها.
تستمر علا في الجزء 2 من “البحث عن علا” في رحلة البحث عن ذاتها بعد الطلاق، وتحمل مسئولية الحياة العملية والتوازن في حياتها الأسرية، وفي ذات الوقت يطاردها حلم الحب والزواج من رجل، وضغط والدتها عليها.
يشارك في الجزء الجديد الفنان ظافر العابدين، بالإضافة إلى عودة حازم شقيق علا (طارق الإبياري)، واستمرار نجوم الجزء الأول، محمود الليثي، وندى موسى، وهاني عادل، وأيسل رمزي، وياسمينا العبد، والفنانة القديرة سوسن بدر.
لماذا وجه بعض الجمهور انتقادات لـ علا؟
ارتبطت شخصية علا عبد الصبور منذ عام 2010 مع الجمهور بشكل معين من الحياة، فتاة صيدلانية من أسرة متوسطة، والدها يعمل موظفا ووالدتها مدرسة، وهذه الحياة كان لها سمات معينة تنعكس على شكل السكن والديكور وأزياء الشخصيات، جميع هذه التفاصيل جعلت بعض جمهور العمل لا يتقبل الحياة الجديدة التي أصبحت عليها علا عبدالصبور.
تسعى علا أن تصبح سيدة أعمال بعد الطلاق، لكي تعوض سنوات الغياب عن العمل، وقررت صناعة مشروع جديد خاص بها، فكرته الأساسية صناعة منتجات طبيعية للبشرة والحياة الطبيعية، بعيدا عن منتجات العناية بالبشرة المنتشرة الممتلئة بالمواد الكيميائية، وتبني الدعاية الخاصة بها على تقبل عيوب البشرة بعيدا عن محاولة إخفائها.
كما يضم العمل الجديد كثيرا من الأفكار الحديثة البعيدا نوعا ما عن حياة علا الفتاة البسيطة القديمة، ولكن يمكن اعتبار ذلك تطورا في شخصيتها الجديدة، والتي تحاول فيها الابتعاد عن تربية والدتها لها، وتقدم تربية مختلفة لأولادها، وخاصة ابنتها.
وجهت بعض الانتقادات لتغير علا على المستوى الشكلي، وخاصة الملابس، فقد تغيرت تماما عن ملابس الفتيات خلال العمل الأول، ولكن يمكن اعتبار ذلك تطورا في حياة علا يتناسب مع الحياة الممتلئة بـ”البلوجرز” ومحاولات تنسيق الملابس، لأن حتى الفتيات من البسطاء حاليا يعتمدن تنسيق ملابسهن واتباع الموضة وصيحاتها، حتى وإن كانت أشياء بأسعار أقل.
يتعرض المسلسل لبعض الانتقادات التي ترتبط بالتربية الحديثة التي تركز عليها علا مع ابنتها تحديدا، وهذا الانتقاد يعود لتمسك البعض بتقاليد التربية التي تمثلها سهير (سوسن بدر) والدة علا، وهي نفسها الأفكار التي ينتقدها المسلسل على لسان شخصيات المسلسل، وتبرز في مواقف مثل تعامل علا مع ابنتها عندما بدأت دورتها الشهرية، أو السماح لها بصداقة أحد زملائها في المدرسة، وتحاول إصلاح علاقتها معها بكل الطرق بعيدا عن التحكمات والأفكار التي ورثتها من والدتها.
يتعرض المسلسل لسلوك الأبناء مع الآباء، من حيث الصراحة وعدم التقدير أحيانا للمسؤوليات الضخمة التي يتحملونها، لذلك نجد انتقاد واضح من شخصية الابنة نادية تجاه والدتها علا، على الرغم من انبطاح علا مع والدتها المستمر، ويرصد ذلك التغير في طريقة تفكير الأجيال، وإن كان ذلك أيضا محل انتقادات من بعض الجمهور.