دوراتها الجديدة تحمل اسمي كريم عبدالعزيز والسقا.. مهرجانات المسرح تلجأ إلى أسماء نجوم السينما للفت الأنظار إليها
– إبراهيم الفرن: وجود نجم فى مهرجان الإسكندرية هدفه جذب الإعلام والترويج
– محمد عصمت: لماذا لا يستعين المسرح بنجوم السينما لاستعادة نجوميته ومكانته مرة أخرى؟
– عمرو قابيل: لم نحصل على أى شكل من الرعاية المادية من وراء ذلك
– د. أسامة رءوف: الاستعانة بالنجوم ليس خطأ.. لكن يجب أن تكون هناك ضوابط
أثار إطلاق اسم الفنان كريم عبدالعزيز على الدورة الخامسة من مهرجان المسرح العربى، والذى سيُقام فى الفترة من 18 إلى 27 أكتوبر المقبل، وكذلك مهرجان الإسكندرية المسرحى الدولى، والذى تحمل دورته هذا العام اسم الفنان أحمد السقا، جدلًا حول فكرة أنهما من نجوم السينما، وأن الأحقية فى التكريم والتقدير يجب أن تكون للمسرحيين الذين صنعوا تاريخًا على خشبة المسرح.
فلماذا تلجأ المهرجانات المسرحية إلى نجوم السينما فى أسماء الدورات والتكريمات؟ والتسويق بأسمائهم.. سؤال طرحته «الشروق» على بعض رؤساء ومديرى هذه المهرجانات وغيرها..
قال رئيس مهرجان الإسكندرية المسرحى الدولى «مسرح بلا إنتاج» الفنان إبراهيم الفرن: نحن نختلف بعض الشىء عن باقى المهرجانات بحكم المدينة، بمعنى أننى إذا كنت فى القاهرة كمهرجان لن ألجأ لميجا ستار كى اطلق الدورة باسمه، لأن لدىّ مساحة من الدعاية والقنوات والصحافة، لكن فى الإسكندرية هذا غير متوافر، وليس لدى إنتاج لتسكين الجهات الإعلامية لتغطية المهرجان، فنلجأ إلى عمل دعاية بوجود ميجا ستار كبير، وهذا يحل أزمة أن يجعل الإعلام هو من يرغب فى التواجد لتغطية الحدث لوجود النجم، وهو جزء كبير من الدعاية الخاصة بالمهرجان.
وأضاف الفرن: «المهرجان عمره 14 دورة ونهتم طوال الوقت أن يكون النجم سكندرى الجذور، ومع انشغال بعض النجوم السكندريين، تعاملنا خارج السياق، وذهبنا إلى نجوم آخرين».
وأكد أن الاتفاق مع الفنان أحمد السقا، والتى تحمل الدورة الحالية من المهرجان اسمه، أن يحضر فى الختام، وعندما كانت إحدى الدورات تحمل اسم الفنان الراحل سمير غانم، نظرًا لانشغال ابنته الفنانة دنيا، حضر شقيق الفنان الراحل وتسلم التكريم.
وأشار الفرن إلى أن التكريم فى حد ذاته للشخص، وهو على قيد الحياة أفضل بكثير من فكرة أن نتذكره بعد موته ونُكرّمه.
وقال مدير مهرجان المسرح العربى الفنان محمد عصمت: «مهرجان المسرح العربى التابع لأكاديمية الفنون والمعهد العالى للفنون المسرحية بالإسكندرية، لديه تقليد وهو أن الأكاديمية تُكرّم ابنائها، والفنان كريم عبدالعزيز، والتى تحمل الدورة الخامسة من المهرجان اسمه، والتى ستقام الشهر المقبل، هو خريج المعهد العالى للسينما بأكاديمية الفنون، والدورة الماضية، والتى كانت تحمل اسم الفنان ماجد الكدوانى، هو أيضًا خريج المعهد العالى للفنون المسرحية، ولذلك تم تكريمه، والدورة الثالثة من المهرجان كانت تحمل اسم الفنان محمد صبحى، وهو أيضًا خريج المعهد العالى للفنون المسرحية، ومنذ أن توليت إدارة المهرجان منذ دورته الثالثة، كانت فكرتى أن يتم تكريم أبناء الأكاديمية المحققين نجاحًا، ويستحقوا التكريم.
وأضاف عصمت: «تابعت فى الفترة الأخيرة الهجوم الذى حدث على فكرة تكريم الفنان كريم عبدالعزيز، وأن الدورة المقبلة من المهرجان باسمه، وغير مقصود تمامًا أن يتم وضع اسم الفنان على الدورة لجذب الانتباه أو التسويق للمهرجان من خلاله، لكن ما دام لقى ذلك تساؤلات أو هجوم، فهذا سبّب شهرة للمهرجان أكبر، فماذا لو أصبح ذلك اتجاهًا مسرحيًا لإحياء المسرح، والذى يُعد أبوالفنون، حيث تتم الاستعانة بالنجوم فى فعالياته لاستعادة مكانته مرة أخرى.. فلِمَ لا؟
وحول فكرة أن النجوم تكون الدورة باسمهم لكن لا يحضرون لتسلم تكريمهم، أكد مدير مهرجان المسرح العربى أن الفنان ماجد الكدوانى، والتى كانت تحمل الدورة الماضية من المهرجان اسمه، كان حريصًا على الحضور فى حفل الختام حتى آخر لحظة، لكن نظرًا لسفره خارج مصر لتصوير عمل ما، لم يتمكن من الحضور، وأصر على أن يُرسل فيديو اعتذار عن عدم حضوره من مكان التصوير الذى كان موجودًا فيه، أما فى الدورة الثالثة والتى كانت تحمل اسم الفنان محمد صبحى، فحضر بنفسه وتسلم تكريمه، والفنان كريم عبدالعزيز والتى تحمل الدورة المقبلة من المهرجان اسمه أكد وجوده فى حفل الختام، نأمل أن تسمح ظروفه، ويتسلم تكريمه بنفسه.
فيما أوضح المخرج عمرو قابيل رئيس ومؤسس ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى أن فكرة تكريم نجوم السينما فى مهرجانات المسرح أثيرت عندما أعلن مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى العام الماضى، تكريم الفنانة ليلى علوى والعام الحالى عن تكريم الفنان محمود حميدة، والذى له تأثير كبير فى المسرح، ربما هذا التأثير لم يصل للجمهور بشكل عام، الذى ربما لا يعرف بشكل كافى عن تجاربه المسرحية، الانطباع الأكبر عن محمود حميدة أنه نجم سينما، وكل ذلك يعود إلى دور الإعلام فى تسليط الضوء على ذلك.
وأكد قابيل أنه ضد مصطلح التسويق باسم النجم، لكن إطلاق اسم نجم على دورة أو تكريمه يلقى الضوء على المهرجان، لأن كلمة تسوق وكأننا نروج لسلعة، فعلى سبيل المثال عندما كرمت دكتور يحيى الفخرانى فى دورة الملتقى الأولى، لم يكن تسويقًا لأننى لم أستفد من هذا التكريم تسويقيًّا بمعنى الحصول على رعاة أو داعمين ماديًّا، وهذا لم يحدث، ولا أعتقد أن هناك أى مهرجان حصل على أى شكل من أشكال الرعاية المادية من وراء تكريم نجم، ولكن كما ذكرت الأمر يكون تنوير على المهرجان، بمعنى أن الجهات الإعلامية والصحفية يهتمون بوجود نجم معروف فى الحدث ليغطوه، وبالتالى يتم ترويج المهرجان.
واستكمل المخرج عمرو قابيل: «كل مهرجان تكون له معاييره لاختيار النجوم المكرمين، فعلى سبيل المثال معاييرى فى الملتقى أن يكون النجم له تأثير فى المسرح الجامعى، وتكون له رحلة إبداعية فادت المسرح الجامعى بشكل خاص والمسرح بشكل عام، وتكريمه يكون تقديرًا لعطائه ولرحلته الإبداعية».
وختامًا قال المخرج الدكتور أسامة رءوف، رئيس ومؤسس مهرجان أيام القاهرة الدولى للمونودراما: «فكرة تكريم نجوم فى مهرجانات شىء طبيعى، وليس خطأ أن يتواجد نجم مشهور يلقى الضوء على المهرجان، لكن يجب أن تكون هناك ضوابط تحكم ذلك، من وجهة نظرى يجب أن يكون نجمًا له أصول مسرحية، وفى الواقع أغلب الفنانين لهم جذور مسرحية سواء أكاديميًا أو مارس المسرح فى المسرح الجامعى أو قدم عروضًا مسرحية، لكن الحقيقة وهذا واقع يجب أن نعترف به أن النجوم تتحقق نجوميتهم بالعمل فى السينما والتليفزيون، فالتليفزيون يشاهده ملايين الأشخاص والسينما أيضًا، الفيلم الواحد يتم عرضه فى عشرات وربما مئات دور العرض ويحقق جمهورًا كبيرًا، غير المسرح الذى يكون محدودًا بفترة عرضه وبعدد مشاهدينه، فنجومية المسرحيين لا تكون بقوة السينما والتليفزيون.
وأضاف رءوف: «عندما أُكرّم فنانًا يجب أن تكون أصوله مسرحية، لأن مهرجان المونودراما مهرجان مسرحى، وبالتالى غير منطقى أن أكرم فنان ليس له جذور مسرحية، وهم قلة، وهذا ما نحاول تحقيقه طوال دورات المهرجان، ففى الدورة السابعة من المهرجان هذا العام سنكرم الفنانين نيللى وهانى رمزى، وتكريم النجم كما ذكرت يلقى الضوء على المهرجانات، لكن غير مسئول عن نجاحه أو إخفاقه، لكن محتوى وهوية وتوجهات المهرجان هى المسئولة عن نجاحه أو إخفاقه، وإلى أى مدى هو مؤثر.