دعم غير مشروط لفلسطين ولبنان فى افتتاح مهرجان وهران للفيلم العربى الـ 12
• تكريم حميدة وجافراس وسط استقبال حافل ..وكلمة مصورة لمحمد لخضر حمينا حول القيمة الإنسانية للسينما
وسط حضور سينمائى عربى كبير، افتتح أمس الأول مهرجان وهران الدولى للفيلم العربى بالجزائر دورته الـ 12، وشهد حفل الافتتاح تضامن المهرجان اللا مشروط مع فلسطين ولبنان ضد العدوان الصهيونى، باعتبار أن السينما مرآة الحرية وصوت المقاومة.
وغمرت الفرحة الجميع بعودة المهرجان الجزائرى الأهم وخاصة الجمهور الذى يسعى بشغف لمشاهدة العروض فى قاعات وسط المدينة منذ اللحظات الاولى، واصطف على جانبى قصر المؤتمرات ليرحب بنجوم المهرجان، فيما استقبل عبد القادر جريو محافظ المهرجان ضيوف حفل الافتتاح مرتديا الشال الفلطسينى فى إشارة دعم لأهالى غزة، وقال جريو إن التظاهرة التى تعد حدثا ثقافيا جزائريا تعتبر نافذة للسينمائيين العرب ومكسبا لهم وفضاء لتبادل الأفكار والرؤى.
رحبت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجى بعودة المهرجان مرة أخرى كساحة لإبداع صناع السينما العربية، وقالت: رغم غيابه السنوات السابقة إلا أن حضوره فى ذاكرة وتطلعات السينمائيين ظل حاضرا.
وكشفت الوزيرة، خلال كلمتها بحفل الافتتاح، إن الجزائر دشنت أول مدينة سينمائية وأنشأت المركز الوطنى للأرشيف السينمائى ورقمنته، ومعهد للسينما ومدرسة ثانوية للفنون تعليم النشء فنون السينما.
وأشارت إلى أن الأفلام الجزائرية التى أصبحت تنافس وتنال الجوائز، مضيفة أن وزارة الثقافة تؤكد موقف الجزائر تجاه أم القضايا «فلسطين»، وتخصص برنامج العروض أفلام المسافة صفر للمخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى.
واوضح سعيد سعيود، والى ولاية وهران، بأن الثقافة والفنون بدأت عهدا جديد فى الجزائر، وقال إن السينمائيين العرب يحتاجون إلى أن يتلاقوا من أجل أن يقاوموا بأفلامهم عدوا غاشما فى فلسطين ولبنان.. سلاحنا هو فننا ضد استعمار يحاول محو تاريخنا.
وأكد سعيود أن وزيرة الثقافة والفنون حرصت على أن تأخذ هذه التظاهرة التى تحمل البعدين العربى والعالمى مكانتها من جديد فى الساحة السينمائية بعد انقطاع دام ست سنوات لتصبح وهران عاصمة السينما العربية.
وخلال الحفل كرم المهرجان الفنان محمود حميدة، الذى استقبله الحضور بحفاوة كبيرة، ومن جانبه أشاد حميدة بأهمية المهرجان السينمائى العربى.
كذلك تم تكريم المخرج العالمى كوستا جافراس صاحب الفيلم الشهير «زد»، وزوجته المنتجة الفرنسية ميشال راى جافراس، وقدمهما المخرج أحمد راشدى، وكذلك المخرج الجزائرى محمد لخضر حمينا صاحب فيلم «وقائع سنوات الجمر»، والذى نال عنه السعفة الذهبية لمهرجان «كان»، ويعد أيضا تجربته الوحيدة كممثل، وتسلم الجائزة نجله طارق، فيما أرسل حامينا برسالة مؤثرة إلى المهرجان عبر الفيديو، أكد فيها على أهمية السينما ورسالتها الإنسانية فى مواجهة أى احتلال والوقوف مع العدالة.
وعرض المهرجان صباح أمس فيلم الافتتاح «عين لحجر» للمخرج الجزائرى لطفى بوشوشى الذى قال إن الفيلم هجاء فى شكل كوميديا درامية، انطلاقا من قصة حب لـ«مليكة» أجمل فتاة فى واحة النخيل، وفى الفيلم تتعرض قرية مهملة لاضطراب كبير وتم ترك السكان ليواجهوا مصيرهم بأنفسهم .
فيلم «عين لحجر» يأتى بعد النجاح الكبير الذى حققه لطفى بوشوشى بفيلمه «البئر»، والذى يروى وقائع محاصرة جنود الاستعمار الفرنسى لسكان قرية نائية بمنطقة الجنوب وقت حرب الحريرية.
وفى إطار تضامنه مع الشعب الفلسطينى يقدم المهرجان برنامجا خاصا تحت عنوان «المسافة صفر.. من غزة إلى وهران»، تشمل عرض 22 فيلما تم تصويرها وإخراجها وإنتاجها فى قطاع غزة لمبدعين تحدوا الكيان الصهيونى، وكل الظروف لإيصال صوتهم، حسبما ذكره عبد القادر جريو الذى أوضح أنه سيكون تقديم هذه الأفلام فى يوم 7 أكتوبر، ليواكب الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، كما أن عرض هذه الأعمال يعد طريقة لمساندة صناعها للوصول إلى المنصة العالمية الأوسكار وللتنديد بجرائم الكيان الصهيونى.
كما يتم تقديم عدد من الأفلام العراقية الجديدة ببرنامج تحت عنوان «نظرة على السينما العراقية» وإقامة أيضا ندوة حول الفن السابع العراقى وعرض أفلام أخرى فى برامج «وثائقيات وهران» و«أفلام السجادة الحمراء» و«كلاسيكيات وهران» وتنظيم ندوة حول الافلام المرممة.
تعرض الدورة 12 لمهرجان وهران الدولى للفيلم العربى هذا العام 60 عملا سينمائيًا تتنافس على جوائز «الوهر الذهبى والفضى»، وتضم المسابقات الرسمية 11 فيلمًا روائيًا طويلا، و14 فيلمًا روائيًا قصيرًا، و8 أفلام وثائقية قصيرة، و10 أفلام وثائقية طويلة.