عرض «لا مكان» للمصري خالد عبدالله رسالة جريئة من أجل السلام
يقدم النجم البريطاني العالمي صاحب الأصول المصرية خالد عبدالله، عرضا مسرحيا جديدا، على مسرح مركز باترسي للفنون في العاصمة لندن.
العرض يحمل اسم “لا مكان”، ومدته 90 دقيقة، وهو عرض “مونودراما” مباشر يعتمد على أدائه فقط على خشبة المسرح مع استخدام عديد من المواد المصورة، والتي تؤكد كلماته ودلالات أدائه الحركي.
العرض عن نص كتبه ويخرجه عمر إليريان، ويمزج فيه بين تجربته شخصية ومواقف سياسية، ويرصد العديد من الأحداث التي أثرت على تعامل الغرب مع العرب بشكل عام ومعه هو بشكل خاص، بداية من الاستعمار الغربي للدول العربية، مرورًا بهجمات 11 سبتمبر، وحرب غزة، وأزمة الهوية البريطانية وتأثيرها على العرب هناك، بالإضافة إلى ما يواجهه من تصنيف كممثل من أصول عربية.
وفي تقييمها للعرض، قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن عرض خالد عبدالله الفردي جريء ولا يحاول إبراز انتمائه للمجتمع البريطاني أو الهوية العربية، ولكنه يتطرق لما هو أبعد من ذلك، من خلال الصور والتعليقات الصوتية والقصص الشخصية والأغاني والرقص، لتستمع لكلمات تيريزا ماي، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، عن المواطنة والتي تقول فيها: “إذا كنت تعتقد أنك مواطن عالمي، فأنت مواطن لا مكان”.
وتابعت الجارديان في تقيمهها للعرض، قائلة: “خالد يصف نفسه بشكل ساخر بأنه سيرة ذاتية مضادة حتى في الوقت الذي يأخذنا فيه إلى حياته، وهو صاحب أصول مصرية من مواطني مدينة “جلاسكو”، وينحدر من عائلة من المعارضين السياسيين، وكان هو نفسه متظاهرًا في ميدان التحرير بالقاهرة أثناء ثورات الربيع العربي، وقد واجه تحيزًا صارخًا ضد العرب في الغرب، ونعرف كيف اشتد هذا التحيز في أعقاب هجمات برجي التجارة العالمي في 11 سبتمبر، وأيضًا بسبب اختياره أن يكون ممثلا”.
وأضافت الصحيفة أن عرض “لا مكان” مزيج من الشخصي والسياسي، ويتناول الصراع الحالي في الشرق الأوسط وإزالة الطابع الإنساني عن العرب، وينسجه مع قصة صديق مصري مصاب بسرطان في مراحله الأخيرة، ويتناول من خلاله الإرث الذي تركه الاستعمار الغربي للعالم العربي، وهجمات الـ11 من سبتمبر، والسابع من أكتوبر، والإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل والتي تم بثها مباشرة على الهواتف الخلوية.
ويروي العرض الإهانات التي يتعرض لها الإنسان نتيجة العيش تحت الاحتلال الإسرائيلي، وحصار غزة، وتدهور الحياة الفلسطينية.
وأشارت الجارديان إلى أن الصور في العرض تتحدث بصوت أعلى من الكلمات، حيث إن هناك صف من الملابس ملقى على الشاطئ، يمثل الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل في غزة، والذي يمتد على مدى أميال ولا يصل إلى نهاية، وفي بعض الأحيان يتم تلخيص الحياة في صور فوتوغرافية تحتوي على نفس المزيج الشخصي والسياسي كما هو الحال في النص، من صورة لعبدالله وهو طفل إلى رونالد ريجان إلى مسيرات الاحتجاج ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، إلى أسامة بن لادن، إلى سجن أبو غريب.
وأضافت، “لا يوجد مكان يحتوي على إبداع غير منضبط، وأحيانًا غير منضبط بشكل محبط، ولكنه في نفس الوقت يحتوي على لحظات غنية لدرجة أنه يبدو أكثر من مجرد مسرح، ويطلب شيئًا من جمهوره برسالته التي تثير الوعي من أجل السلام في النهاية، والتي تبدو وكأنها عمل جذري وعاجل في عالمنا”.
واختتمت الجارديان تقييمها للعرض قائلة: “يستمر الصراع في الشرق الأوسط في تدمير حيوات لا حصر لها، طاردت المشاهد المؤلمة منذ السابع من أكتوبر من غزة وإسرائيل الملايين في جميع أنحاء العالم، وفي الوقت الحالي مع تزايد التوترات في لبنان والضفة الغربية، ومع وصول الحرب إلى مرحلة جديدة، فإن فهم ما يحدث وما سيأتي، أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى”.