وزير الأوقاف: الطنطاوي نموذج أزهري نسعى لإعادة إنتاجه وتجديده للعالم وللإنسانية
الأزهري: الطنطاوي رحل لسانت باترسبورج قبل ١٨٤ ونجح في بناء الجسور في مختلف الأديان والثقافات
قال وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، إنه قد عاش في مدينة روسيا الشيخ محمد عياد الطنطاوي، ثم تخرج من الأزهر الشريف ونال شهادة العالمية، وكلفه شيخ الأزهر حسن العطار أن يسافر إلى روسيا في رحلة استمرت 70 يومًا عانى فيها مشقة السفر حتى وصل إلى هنا حيث الأرض الطيبة مدينة سانت بطرسبرج العظيمة والعريقة، وأقام فيها 21 سنة حتى توفي ودفن في ضاحية فولكوفا، وأقام فيها يعلم اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وامتدت أواصر الصداقة والأخوة بينه وبين بقية العلماء والدارسين من جنسيات متعددة ومن أديان مختلفة.
جاء ذلك خلال كلمة “الأزهري” في الجلسة الافتتاحية للقمة الدينية العالمية الأولى بعنوان: “دور القيم الروحية والأخلاقية في الأديان التقليدية.. وسبل تعزيز قيم الحوار بين الطوائف والأعراق في العالم المعاصر”، والتي تنظمها الإدارة الدينية لمسلمي سانت بطرسبرغ والمنطقة الشمالية الغربية من روسيا، والإدارة الدينية لمسلمي القسم الأسيوي من روسيا، وقسم العلاقات الخارجية للكنيسة البطريركية في موسكو، وجامعة سانت بطرسبرغ الحكومية، وصندوق دعم الثقافة الإسلامية والعلم والتعليم.
وأكد وزير الأوقاف، أن الطنطاوي يمثل هدية مبكرة من أرض الكنانة مصر، ومن أزهرها الشريف إلى أصدقائنا وأشقائنا في جمهورية روسيا الاتحادية، والتفاعل والتواصل والانسجام الذي حصل بين الدارسين والعلماء الروس يمثل نموذجًا مبكرًا لما يمكن لنا أن نعيد إنتاجه وتجديده وإخراجه للعالم وللإنسانية.
وأشار إلى أن الطنطاوي كان عالمًا جادًّا، بعيد النظر واسع الأفق نجح في بناء الجسور في مختلف الأديان والثقافات، وحظي بتقدير الدولة الروسية؛ حيث قلده قيصر روسيا في ذلك الحين أحد أرفع الأوسمة، وأعجب به تلامذته وأصدقاؤه من الروس وغيرهم حتى ألف عنه الأستاذ كراتشكوفسكي كتابًا باللغة الروسية عن حياة هذا العالم الجليل، وقمنا في مصر بترجمة هذا الكتاب وطباعته، وسفير روسيا في مصر قبل عدة سنوات ذهب إلى القرية التي ولد فيها هذا العالم الجليل وأقام له تمثالًا في مدخل قريته، ويحرص سفير روسيا كل سنة أن يذهب لوضع إكليل من الزهور عند تمثال هذا العالم الجليل الذي يمثل صورة مبكرة لما تنادي به هذه القمة الدينية العالمية الأولى، ويمثل نظرة مبكرة لما يمكن أن نصنعه سويًّا ونقدمه من خير ومن عطاء لبلادنا ولأوطاننا وللإنسانية كلها.
وأضاف أن الطنطاوي قد ألف كتابًا عن روسيا وشعبها الكريم، وعاداته، وأخلاقه، وملابسه، وأزيائه، والأكلات المفضلة عنده، وسمى هذا الكتاب “تحفة الأذكيا في أخبار بلاد روسيا” وقد طبع هذا الكتاب.