آراء وتحليلات

يحترقون ويحترقون ويحترقون

دكتور السيد مرسى

أثار إهتمامي هذا الإحتراق المتكرر لعصابة بنى صهيون في شهر أكتوبر تحديدا، بعد أن ظنوا بان الموت الإكلينيكي أصاب القضية الفلسطينية مع هذا الغياب المؤقت للذاكرة العربية من خلال بوصلة العقول المهادنة.

الإحتراق الأول : من خلال الهجوم الصاروخي الضارى من دولة ايران ، في أول أكتوبر بالطائرات المُسيَّرة ، بالتنسيق مع المقاومة الإسلامية في العراق، وحزب الله اللُّبناني وأنصار الله الحوثي اليمني ، وهذا هو الهجوم الأول من نوعه الذي تتعرض له إسرائيل من قبل دولة في المنطقة منذ ضربات الصواريخ العراقية أيام صدام حسين وقد وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه الأقسى من ناحية الأهمية والسياق، منذ قيام هذا الكيان ، والإحتراق الثانى: من خلال الهجوم المصرى المباغت في السادس من أكتوبر، من خلال الخداع الاستراتيجي الذى نظمته العقلية العسكرية والذى قضى على غرور وخيلاء الجندى الإسرائيلى بعد حر ب 1967 والذى إنقلب الى شعور عميق بالذل والانكسار ، والإحتراق ثالث : والذى جاء مع طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر من خلال المقاومة الإسلامية وتم الاحتراق و القهر من رحم الاحتلال والحصار والممارسات الوحشية والهمجية في قطاع غزة والضفة والقدس، وقد تبدد معه غطرسة هذا المحتل و استخباراته الفاشلة ، لأن لديهم عقيدة قتالية تقوم على التحرير رغم إمكانيات العدو العسكرية ،فمن خلال هذه الإرادة أصبح عندهم أحفاد خالد بن الوليد والقعقاع بن عمر وسعد بن ابى وقاص ،وقد ظهر هذا الإقدام وتلك البسالة من خلال الإلتحامات المباشرة من المسافة صفر والابداع الذى نراه مع في كل ضربة ورشقة صاروخية وهذا الجلد والصبر على قضاء اللهِ، بل تجدهم يجمعون أشلاء الأحبة ويحمدون الله ، دون سخط على قدرهم بل يجففون الدموع بيد وباليد الأخرى يحاربون العدو ، لأن عقيدتهم امتلأت بها قلوبهم ففاضتْ على جوارحهم.

معنى هذا – ببساطة شديدة أن اسرائيل خسرت الحرب ضد الذاكرة العربية وأصبحت مقاومة المحتل الصهيوني في إزدياد ، ولم تعد خياراً أو ترفاً، بل واجب وحق شرعى، من أجل صناعة عصر جديد لأجيال قادمة، لأن الدماء التي تتساقط في أرجاء فلسطين ولبنان واليمن والعراق، وسوريا تمهّد طريقاً معبدا للمرور، وإن كان صعب ومؤلم ويحتاج لصبر وقوة وعزيمة، لكن في نهايته النصر والانفراجة الكبرى، مع فشل المراهنات حول القضاء على محور المقاومة، كما فشلت من قبل ، وستبقى المقاومة وأهلها ، من أجل فجرٌ جديد في المسجد الأقصى، من دون حواجز أو حدود ، وفى الأخير سحقا سحقا لمجلس الامن وحقوق الانسان والقانون الدولى صنيعة المنظومة الغربية والتى تعمل في السر ضد العرب مناقضة لما تصرح به في العلن

والى اللقاء : دكتور السيد مرسى

مقالات ذات صلة