آراء وتحليلات

حرب العقول

دكتور: السيد مرسى

حكم محمد على للشام أكثر من 10 سنوات و بعده العثمانيون، و بعدهما البريطانيين عقب الحرب العالمية الأولى في عام 1917، ثم وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني عام 1948، وانسحبوا منها لإفساح المجال لليهود لإقامة دولتهم المزعومة على أرض فلسطين والمسماة بإسرائيل ومنذ هذا اليوم ونحن جميعا نبحث عن المُخَلَّص أي المنقذ الذي تتحقق معه الآمال والاحلام، لإنهاء عنترية بنى صهيون.

وجاءت الأقدار بيحيى السنوار الذى سطع سطوعًا باهرًا، وبرزت مواهبه وملكاته القتالية في الكر والفر على النحو يثير الإعجاب والتقدير، وذلك من خلال تخطيط وتنفيذ طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 بغية إنهاء المخططات إسرائيلية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وعدم السيطرة الكاملة على الأرض وتهويدها، والسيادة على المسجد الأقصى و لإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى من السجون، وتحقيق الحرية والاستقلال كباقي الشعوب، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وفى 17 أكتوبر 2024، أورد الإعلام خبراً منسوباً للجيش الصهيوني: ” قتلنا يحيى السنوار”، بعد أن تم تسرب صور له وهو يقاتل فى الميدان ، فلم يتمكن الصهاينة من تلفيق احداث مكذوبة وملفقة كالعادة ، فاعترفوا بأنه قاتلهم بشجاعة، واستُشهد مقبلًا غير مدبرً، وذهبت الأكاذيب التي روّجوها لعام كامل مضى أدراج الرياح، فلم يكن مختبئاً ، أو محتمياً بالرهائن ، أو يحتمى بالمدنيين أو في الانفاق المعزولة والمكيفة كما صوّروه ، بل كان يقاتل العدو وجها لوجه، فهزم استخباراتهم واستخبارات دولهم المعاونة ، وسطر القدر سيناريو مخالفا تماما لأحلام نتنياهو، فيتم استشهاده في غزة، لأنه لم يهرب من قطاع غزة كما زعموا.

بل كان السنوار فوق الأرض وليس في الانفاق وفي موقع ليس فيه حماية خاصة، فقد عاش حياة كل مقاوم من مقاومي غزة، واستشهد كما يستشهد كل مقاوم ، وحسبه وحسبنا أنه لم يصاب بناء على تخطيط جاء من الجيش الإسرائيلى، بل هو الذى باغتهم ووجدهم وقاتلهم ، ولم تكن هذه القوات خاصة كوحدة الكوماندوز مثلًا، لأن هذا المشهد المفاجئ ، على غير ما خطط له بنيامين نتنياهو تماما ، وفى ذلك قال غولدشميت – في مقطع فيديو بثه برنامج “فوق السلطة” لنتنياهو- إن “يحيى السنوار” القادم من مخيم اللاجئين في خان يونس-جنوبي قطاع غزة، والذي أطلق سراحه في صفقة شاليط، هذا الشخص هزمك في حرب العقول”.

عاش السنوار مناضلاً من فصيل القادة العظام، وختم حياته شهيدا، فهنيئاً له هذه الشهادة، لأنها بداية الارتقاء والعروج لجنة الخلد، رحم الله كل الشهداء، لأن دمائهم ستظل لنا شعلة توقد طريق الصمود والثبات.

إلى اللقاء / دكتور: السيد مرسى

 

 

مقالات ذات صلة