أخبار الفن

بسبب منع عرض بعض الأفلام.. الرقابة في مرمى نيران صناع الفن

يواجه جهاز الرقابة على المصنفات الفنية برئاسة دكتور خالد عبد الجليل حملة هجوم شرسة، عبر عنها عدد من صناع الفن والمهتمين به، إما في تصريحات صحفية، أو عبر حساباتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد انتشار شائعات تشير إلى أن “الرقابة” هي كلمة السر وراء تأجيل ومنع عرض مجموعة من الأفلام، أبرزها “شرط المحبة”، “الملحد”، “هاني”، و”آخر المعجزات”. يأتي هذا في ظل صمت المسؤولين عن الرقابة وعدم التعليق عما يثار حولها. في هذا التقرير، نرصد أهم الأعمال التي اتهم صانعيها جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بأنه السبب وراء تعطل عرض أعمالهم.

“شرط المحبة.. ممنوع التصوير”

البداية كانت مع المخرجة هالة خليل التي شنت هجومًا ضارياً على الرقابة على المصنفات الفنية، واتهمتها بالتعنت في منحها تصريح تصوير فيلمها “شرط المحبة”. وكتبت مناشدة لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي على حسابها الخاص بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» للتدخل وحل أزمتها، خاصةً وأنه الداعم الأكبر للإبداع والمبدعين في مصر الذين يقدمون أعمالاً هادفة ترتقي بالأخلاق والقيم.

وقالت في تصريحات سابقة لـ”الشروق” إنها استجابت لكل التعديلات التي طُلبت منها، حيث اجتمعت مع اثنين من كبار الرقباء بجهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وتناقشت معهما في كل تفاصيل السيناريو. وتمت مراجعة كل التعديلات المطلوبة، وانتهى اللقاء بالحصول على إشادة هذين الرقيبين وثنائهما على الموضوع وقيمته، ووعداها بعرض تقرير على رئيس الرقابة، خالد عبد الجليل، ومنحها تصريحًا نهائيًا للتصوير.
وأضافت أنه بعد إجراء التعديلات اللازمة، بدأت مرحلة التحضير بالاتفاق مع أبطال الفيلم، منى زكي وإياد نصار، ومعاينة أماكن التصوير. وقبل أيام قليلة من تصوير المشاهد الأولى، فوجئت بأن رئيس الرقابة رفض إعطاءها التصريح. وكشفت أن “شرط المحبة” مصنف كفيلم رومانسيا اجتماعيا يستعرض علاقة بعض الأشخاص، ويدعو للمحبة والتسامح والمواطنة.

“الملحد.. المنع ليس الحل”

ثم جاءت الواقعة الثانية بتأجيل عرض فيلم “الملحد” لأجل غير مسمى، بعد طرح البرومو الرسمي له، وهو الفيلم الذي لعب بطولته كل من أحمد حاتم ومحمود حميدة، تأليف إبراهيم عيسى وإخراج محمد العدل. تباينت الأسباب حول أسباب تأجيل الفيلم، فهناك من قال إن المخرج انشغل بإعادة مونتاج بعض مشاهده، والآخر أشار إلى أن جهاز الرقابة طلب تعديلات في النسخة النهائية للعمل. وفي ظل الصمت المستمر للرقيب، فجر المخرج محمد العدل مفاجأة من العيار الثقيل، حينما نشر “منشورا” عبر حسابه بموقع فيسبوك: كتب فيه “المنع مش الحل”، مشيرًا إلى أن الرقابة هي كلمة السر وراء تأجيل عرض الفيلم، وهو ما أشار إليه أيضًا مؤلف الفيلم، الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، في أكثر من مناسبة.
تدور أحداث فيلم “الملحد” حول أحمد حاتم الذي يواجه صراعًا مع والده -محمود حميدة-، رجل دين متشدد، يتفاجأ بأن ابنه ملحد. وتحاول والدته، التي تقدم شخصيتها صابرين، أن تحميه من والده على أمل أن يعود لصوابه. والفيلم يدور في إطار اجتماعي تشويقي ويناقش ظاهرة الإلحاد في المجتمع.

“الإطاحة بـ هاني خارج الغردقة السينمائي”

ورغم احتفاء مهرجان الغردقة لسينما الشباب بعرض الفيلم الروائي “هاني” للفنان أحمد مالك، ضمن أفلام الدورة الثانية للمهرجان التي أقيمت سبتمبر الماضي، في عرضه الأول عالميًا، لكن جاء قرار منع عرضه قبل ساعات من استعداد مخرجه محمد علام للسفر إلى الغردقة لحضور عرض فيلمه. جاء هذا القرار عقب استجابة المخرج لطلب المسؤولين عن المهرجان بحذف بعض لقطات من الفيلم، وبعض جمل الحوار، قبل إرسال النسخة للرقابة حتى لا تعترض على الفيلم. ورغم استجابة المخرج، اعترضت الرقابة ولم تمنح الفيلم إجازة بعرضه.
وانتشرت أخبار أن الرفض جاء بسبب وجود مشاهد مثلية جنسية بالفيلم، وهو ما نفاه مخرجه، مؤكدًا أن فيلمه خالٍ من أي مشاهد من هذه النوعية. وأشار إلى أن الاعتراض كان بسبب وجود ألفاظ خارجة يتم تداولها في الشارع، وأنه تدارك الأمر وقام بحذف هذه المشاهد، ثم فوجئ بقرار المنع.
فيلم “هاني” سيناريو وحوار محمد هشام عبية، وبطولة أحمد مالك وأمينة أنسي وأحمد طارق. وتدور أحداثه بين عامي 1997 و1998، بعد عامين من اختفاء شاب يدعى هاني، حيث تعثر صديقته سحر على شرائط فيديو خاصة به وتقرر مشاهدتها لتتعرف عليه أكثر.

“آخر المعجزات.. المنع قبل العرض بـ 24 ساعة”

أما آخر الأفلام التي تم منع عرضها، فهو فيلم “آخر المعجزات” للمخرج عبد الوهاب شوقي، والذي كان مقررًا عرضه مساء اليوم في افتتاح الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي، لكن قبل 24 ساعة من عرضه فوجئ صناعه بقرار منع عرضه بسبب رفض الرقابة.
وشن الناقد طارق الشناوي هجومًا على الرقابة، وكتب عبر حسابه بفيسبوك: “إلغاء عرض الفيلم القصير (آخر المعجزات) إخراج عبد الوهاب شوقي، في اللحظات الأخيرة، وسحب الموافقة قبل افتتاح مهرجان الجونة بـ 48 ساعة، يؤكد أن الرقابة المصرية تعيش في عالم آخر، ولا تدرك أن تلك القرارات العشوائية تضعنا أمام العالم في مواقف محرجة”.
وأضاف: “أنتظر أن تراجع الرقابة موقفها، وتتوقف عن النفخ في الزبادي”. والفيلم مأخوذ عن قصة “معجزة” وهي من ضمن المجموعة القصصية “خمارة القط الأسود” للكاتب الراحل نجيب محفوظ، الصادرة عام 1969، وينتمي للأفلام الروائية القصيرة، ومدته 20 دقيقة، وتدور أحداث الفيلم حول “يحيى”، وهو محرر في قسم النعي، يوبخه مديره بسبب خطأ في كتابة اسم شيخ صوفي معروف، ليهرب يحيى إلى إحدى الحانات، وفي تلك الأثناء يتلقى مكالمة مفاجئة من الشيخ المتوفي نفسه. الفيلم من بطولة أحمد صيام وعابد عناني، وتشارك غادة عادل كضيفة شرف.

خالد عبد الجليل لـ “الشروق”: أدير الرقابة بعقل بارد

وفي تصريحات سابقة خص بها دكتور خالد عبد الجليل “الشروق”، تحدث عن طريقة إدارته لجهاز الرقابة على المصنفات الفنية، حيث قال إنه يديرها بعقل بارد، لا يؤثر فيه أي عامل محيط، سواء من سوشيال ميديا أو إعلام، أو ضغط منتج أو نجم. وأوضح أنه يمارس عمله كجراح أمامه جسم المفروض أن يخرجه من غرفة العمليات في أصح حالة له، وكل من حوله لا يؤثرون عليه، ولا ينسحب كثيرًا للشارع مهما كان قراره. ورفض مقارنة الرقابة في عهده بمن سبقوه، مؤكدًا أن المقارنة مع غيره من الرقباء السابقين غير منطقية، فلم يحدث أن الرقباء قبله واجهوا المنصات والسوشيال ميديا مثله بكل أعبائها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *