وزير الأوقاف: اللغة العربية عصمة من الإلحاد والإرهاب معا.. وأمن قومي وصناعة للحضارة
وزير الأوقاف: المجلس بداية مشروع تدريبي جاد للاعتزاز باللغة العربية وفصاحتها
قال الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، إن اللغة العربية هي بداية بناء الحضارة، وصناعة الفكر وارتقاء الذوق والخوض في ميادين الجمال والتألق في اختيار أرقى وأعمق وأفصح الألفاظ والتراكيب، التي تقوي الفكر ويستقيم بها منهج التفكير، فالعناية باللغة العربية ليس ترفًا، وليس أمرًا تكميليًا أو زائدا، بل هو من صميم العلاج لأزماتنا المعاصرة من خلال بناء وعي واسع ومنطق فصيح، يفهم التراكيب اللغوية ويدرك معاييرها حتى يختار أعذب الألفاظ بما يستقيم به العقل من أفكار.
جاء ذلك خلال افتتاح وزير الأوقاف، للموسم الثقافي الجديد بعنوان “اللغة العربية ثقافة وجمال وحياة” وحاضر فيها الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور علاء جانب عميد كلية اللغة العربية بالقاهرة، وذلك بمسجد الرحمن الرحيم بالقاهرة.
وأوضح الأزهري، أن اللغة العربية عصمة من الإلحاد والإرهاب معًا، وأن اللغة العربية هي بداية لاستخراج ما في القرآن من معانٍ مصلحة للعقل وللفكر وللذوق، وأن اللغة العربية أمن قومي، وحصن وبداية للنهضة، ومدخل لصناعة الحضارة، فاللغة العربية ثقافة وجمال وحياة.
وأكد الأزهري، أن الهدف من عنوان المجلس هو إشاعة وإجلال وتبجيل اللغة العربية، وفتح ميادين الدراسة لها، واستجلاء أسرارها ومكنوناتها؛ حتى تعود اللغة العربية غضة حية طرية على ألسنتنا وعقولنا وتفكيرنا، موضحا أن البعد عن اللغة العربية وغيابها سبب للإلحاد والإرهاب معا؛ فبغيابِ اللغة العربية يغيب فهم القرآن الكريم، وتنغلق خزائنُ فهمِ بيانه ودررِه ومراميه، وتغيب معالم الإعجاز فيه، فيمر الشخص بالآيات دون أن يدرك عظمة النظم المعجز الذي أعجز الفصحاء والبلغاء، وفهم اللغة العربية عصمة من الإرهاب والإلحاد معًا.
وحث وزير الأوقاف، رسالة ونصيحة للأئمة والخطباء بضرورة الاهتمام الزائد والإقبال على دراسة النحو كاملًا ولو من خلال أحد متونه السهلة، وإعادة دراسة البلاغة كاملةً ولو من خلال المتون البسيطة كمتن “الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون”، ثم الانتقال إلى فقه اللغة وتراكيبها الرائعة، ثم انتقاء أعذب الشعر وألطفه وأجوده؛ تدريبًا للسان على فصاحة النطق، فهذه المحاور مجتمعة تعد ركيزة أساسية لفصاحة الخطاب الدعوي.
وأوضح وزير، أن هذه الندوة بداية مشروع تدريبي جاد لتدريب اللسان وإظهار فصاحته؛ رجاء خروج الكلام عن الركاكة إلى الفصاحة والبلاغة، فبدراسة العلوم اللغوية من نحوٍ وبلاغةٍ وبيانٍ وفقه لغة وشعر يثقل من جمالِ منطق الدعاة، واستساغته لدى السامع، بشرط وجود التدريب المتميز.
ولفت وزير الأوقاف إلى أنه بدراسة اللغة العربية بهذا التأصيل يرقي ويدهش العقل والفكر بما فيه من تمكين المعاني ولطف الإشارة وعجيب الانتقال وبراعة الاختيار، فتنفتح له خزائنه وتستخرج ما فيها من معانٍ وعلوم، ويتزود بما فيه من هداية، ويكون صاحبه بحق من ورثة النبوة.
ودعا وزير الأوقاف كل أبناء المجتمع المصري إلى الاهتمام باللغة العربية، وبالتنسيق الكبير بين وزارة الأوقاف وجامعات مصر باستضافة أساتذة اللغة العربية لاستمرار هذه المحاضرات في اللغة العربية، والعديد من الفعاليات، وأنشطة المسابقات التي تحقق، وتنعش، وتعيد الاهتمام الفائق باللغة العربية، حتى تكون خطوة على الطريق الصحيح والوصول إلى الأجيال الجديدة في عالم السوشيال ميديا، كيف يحبون اللغة، ويرون جمالياتها.
ومن جهته، قال الهدهد إن فلاسفة علوم الاجتماع أشاروا إلى أن الذي يشكل الهوية الوطنية ثلاثة أمور، اللغة والدين والتاريخ، وهذا مطرد في كل أمة، وهذه الأمة العربية كانت في جاهليتها كانت أسبق الأمم في العناية بالكلمة، فاعتنوا باللغة عناية لم تسبقهم فيها أمة، لأن اللغة هى صدى حضارة الأمم، ووعاء لثقافة الأمم ونتاج حالها.
وأشار الهدهد إلى أن إتقان اللغة تعصم الهوية من أن تسحق، وأن اللغة العربية تمتلك من وسائل العالمية ما لا تمتلكه لغة أخرى، فقد هيأ الله من غير العرب من يملكون زمام هذه اللغة، مما يرد على كل مدع أن هذه اللغة صعبة، فعلماء اللغة والسنة والفقه وغيرها من العلوم من الأعاجم.
ومن جهته، أشاد عميد كلية اللغة العربية بالقاهرة، بجهوده في تطوير وزارة الأوقاف والنهوض بها وكوادرها الدعوية، مؤكدًا أن اللغة العربية تتسم بالسعة وكثرة المفردات حيث يفوق عدد كلماتها عدد الكلمات في جميع لغات العالم، مما يبرهن انها تستوعب المسلمين وغير المسلم لتنظم لهم حياتهم في الدنيا والآخرة، ولذلك فالإسلام دين يسع جميع المخلوقات، ولذلك تتسم الشريعة الإسلامية بالسهولة والتيسير، فـ”ما خُيِّرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ أمْرَيْنِ قَطُّ إلَّا أخَذَ أيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا”.