عودة ترامب
دكتور / السيد مرسى
الجدل قائم الأن حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية بإعتبارها الأكثر تنافسية في التاريخ الحديث، فلم يسبق أن كان هذا التقارب الشديد فى استطلاعات الرأي ، وان كان ليس للعرب دور يذكر ، دون الأمريكان من أصول عربية فلهم دور فريد وليس بعجيب ، وتحديدا فى ولاية ميشيغان الأمريكية في أمريكا الشمالية ،والتي يشكل فيها العرب نسبة ليست بالصغيرة ولأنهم ليسوا عرقاً مستقلاً، مثل البيض والسود واللاتينيين، في نظام الإحصاء الأمريكي فمن الصعب حصرهم ، و تشير التقديرات أنهم ثلاثمئة ألف ناخب، وهذا لا يتناسب مع المجموع البالغ ستة ملايين، ومع ذلك لا يستهان بهم لأن ترامب فاز في ميشيغان بفارق عشرة آلاف صوت عام 2016 وخسر ترامب في ذات الولاية بفارق مئة ألف صوت أمام بايدن عام 2020.
والسؤال هل أصبح للناخب العربى الأمريكي قضية واحدة يحارب من أجلها على خلاف الماضى؟ والإجابة كانت بنعم فالتغيير جاء بعد حرب غزة، والتى أصبحت أولوية أولى، واختلفوا في اختيار مرشحهم ، فالأغلبية ترى أن ترامب هو الأفضل لإنهاء الحرب والبعض الأخر يرى أن هاريس هي الأفضل ولا سيما بعد حديثها عن حقوق الفلسطينيين في الأمن والكرامة وتقرير المصير، وعلى الجانب الاخر ترامب يقال أن عهده خالي من الحروب لقوة شخصيته ، و من يقوم له بالدعاية لدى العرب صهره العربى ، مسعد بولس، ناهيك عن هذا الدعم الغير مسبوق لليهود، فى الواقع هذا حلم بأن يصبح للعرق العربى دور في توجيه السياسة الامريكية كما هو حال بالنسبة للأعراق الأخرى فهذه أحلام مشروعة عباره عن تعبيرات و رموز لمحتويات مكبوتة فى اللاشعور مركزها العالم الذى نعيش فيه ليس له علاقه بالخرافات والغيبيات التي تصدر عن أقلام أو أراء المجتمعات المتخلفة ، وهنا أستحضر المثل الشعبى القائل ” الجعان يحلم بسوق العيش ”
وفى الأخير ظهرت عضلات العرب الأمريكان غير المفتولة من خلال شعارات تدعو بالتخلي عن بايدن باعتباره المسؤول عن حرب غزة واستمرارها، وضم هذا التنظيم أئمة المساجد والعرب والمسلمين ، بل ذهب أكثر العرب الديمقراطيين بالرغبة بالتصويت لترامب والجمهوريين ،أو لجيل ستاين مرشحة حزب الخضر، وعملياً هذه خسارة كبيرة لهاريس فهذه الأصوات كانت لبايدن والحزب الديمقراطي ، فالحقيقة ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024 في 5 نوفمبر ، وما تكشف عنه أحدث التوقعات الانتخابية في الولايات الأميركية، وما نذهب اليه ، بتقدم الجمهوري دونالد ترامب على الديمقراطية كاملا هاريس.
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لَا يَعْلَمُونَ﴾ سورة يوسف الآية 21
وإلى اللقاء: دكتور / السيد مرسى