قبل ساعات من حفل الختام..قراءة فى الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائى
– الفيلمان المصريان «الفستان الأبيض» و«رفعت عينى للسما» يحققان أعلى نسب مشاهدة
– «الحجرة المجاورة» و«الجميع يحب تودا» ينالان إعجاب الجمهور.. وبرنامج الأفلام القصيرة يحافظ على مكانته
– المهرجان واجه صعوبات بسبب عوامل خارجية لم يكن له يد فيها.. وطلب من المصورين عدم الاهتمام بالفنانات اللاتى يستهدفن التريند بفساتين مكشوفة على السجادة الحمراء
تختتم غدا فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائى، بحفل توزيع الجوائز، على صناع الأفلام الفائزين فى المسابقات والأقسام المختلفة، والتى شهدت تنافسا على مدار 8 أيام متواصلة، استطاعت خلالها مجموعة من الأفلام الاستحواذ على اهتمام الجمهور، وتكون عروضها كاملة العدد، وفى مقدمتها الفيلمان المصريان، الأول، «رفعت عينى للسما» إخراج ندى رياض وأيمن الأمير، الذى ينافس ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة فى الجونة، بعد حصوله على جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلى فى الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائى، أما الفيلم المصرى الثانى فهو «الفستان الأبيض» الذى ينافس ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، تأليف وإخراج جيلان عوف وبطولة ياسمين رئيس وأسماء جلال وأحمد خالد صالح وسلوى محمد على ولبنى ونس وأروى جودة، ورغم أن ردود الأفعال النقدية حول الفيلمين كانت متباينة، إلا أن عروضهما كانت الأكثر إقبالا فى المهرجان كعادة الأفلام المصرية فى المهرجانات العربية وليس فقط المصرية، حيث نفدت التذاكر المخصصة لهما، ورفع شباك التذاكر لافتة كاملة العدد، قبل موعد عرضهما بفترة طويلة، عكس أفلام أخرى تكون متاحة للحجز حتى موعد بداية عرضها على الشاشة.
من الأفلام الأخرى التى حازت على اهتمام الجمهور، وجمعت بين الإقبال والإعجاب، كان فيلم «الحجرة المجاورة» للمخرج الإسبانى بيدرو ألمودوفار، والذى عرضه المهرجان ضمن اختياراته الرسمية خارج المسابقة، بعد أن عرض فى الدورة 81 لمهرجان فينيسيا السينمائى، وفاز بجائزة الأسد الذهبى.
الفيلم هو التجربة الأولى باللغة الإنجليزية لألمودوفار، وهو مستوحى من رواية «ما الذى تمرّ به» للكاتبة الأمريكية سيجريد نونيز، ويضم عددا من النجوم، من بينهم تيلدا سوينتون وجوليان مور، إلى جانب جون تورتورو وأليساندرو نيفولا، كذلك حاز الفيلم المغربى «الجميع يحب تودا» إخراج نبيل عيوش، على اهتمام جمهور المهرجان، كما حازت بطلته مريم توزانى على إشادات من غالبية الذين شاهدوا الفيلم، الذى ينافس ضمن المسابقة الروائية الطويلة، وكان عرضه العالمى الأول فى الدورة الأخيرة لمهرجان «كان».
وكعادة المهرجان فى كل دوراته، شهد برنامج الأفلام القصيرة إقبالا جماهيريا لافتا، حيث يتنافس عى جوائز المسابقة 13 فيلما بينها فيلمان من مصر هما «فجر كل يوم» إخراج أمير يوسف، و«أمانة البحر» إخراج هند سهيل.
أما بالنسبة لأكثر محاور المهرجان تطورا هذا العام، فهو الجزء الخاص بمنصة سينى جونة، سواء فيما يتعلق بالجلسات النقاشية والحوارية المتنوعة، التى سيطرت على اهتمام الجمهور بكل فئاته وأنواعه وكانت فى غالبيتها كاملة العدد، وتشهد تفاعلا كبيرا فى الأسئلة والحوار بين ضيوف الجلسة والحضور، وكذلك الاهتمام أكثر من جانب المهرجان بالدعم الذى يقدمه لأصحاب المشاريع التى تتنافس فى النسخة السابعة من «سينى جونة لدعم إنتاج الأفلام»، على جوائز قيمتها تتجاوز 360 ألف دولار أمريكى، منها 180 ألف دولار نقدًا، بالإضافة إلى إطلاق منصة أخرى بعنوان «سينى جونة للأفلام القصيرة»، هدفها تمكين صناع الأفلام المصريين، ودعم صناعة الأفلام القصيرة فى مصر، وتقدم جوائز قيمتها 2 مليون و250 ألف جنيه.
خلال الدورة السابعة للجونة السينمائى، واجهت إدارة المهرجان صعوبات وعقبات لم تكن مسئولة عنها ولا لها يد فيها، ولكنها كان لها تأثيرها السلبى على نسبة الاهتمام المعتادة من الجمهور على مواقع التواصل، فإلى جانب أن الأجواء والمزاج العام ليس فى أفضل حالاته بسبب معاناة الشعب الفلسطينى المستمرة فى غزة منذ عام تقريبا، هناك عوامل أخرى، كان أولها إقامة مباراة الأهلى والزمالك فى نهائى السوبر المصرى بالإمارات فى نفس توقيت حفل الافتتاح، مما جعل كثير من الأنظار تذهب للمباراة، ويتأثر الاهتمام على مواقع التواصل بالافتتاح، الذى عادة تعقد عليه المهرجانات آمال كبيرة فى أن يصنع انطلاقة كبيرة ومؤثرة تجذب اهتمام الجمهور لباقى الفعاليات حتى الختام، لكن الاهتمام على السوشيال ميديا بنتيجة المباراة واستمرار الحديث عنها لليوم التالى كان له تأثيره السلبى على المهرجان، وقبل أن ينتهى تأثير نهائى الكأس، جاءت مباراة الأهلى مع العين الإماراتى يوم الثلاثاء الماضى، لتأخذ جزءا من الاهتمام ولو كان أقل بكثيرمن قمة الأهلى والزمالك، ثم جاءت وفاة النجمين حسن يوسف ومصطفى فهمى، لتزيد الأمور صعوبة، فرغم التعامل السريع والإيجابى من المهرجان مع الحدث، ونعيه النجمان الكبيران عبر بيانات رسمية وعلى صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعى، بل ودعوته الحضور فى أكثر من مناسبة على مدار اليوم للوقوف دقيقة حداد على أرواحهما، إلا أن ذلك لم يحمِ المهرجان والنجوم الحاضرين من الحرج، خاصة الذين ظهروا على السجادة الحمراء فى يوم الوفاة، ولم يحضروا الجنازة. وعلمت الشروق أن المهرجان طلب من المصورين عدم تسليط الضوء على الفنانات التى يتعمدن لفت الأنظار وإثارة الجدل بارتداء فساتين مكشوفة، سواء مصريين أو عرب أو أجانب لعدم استفزاز الجمهور على مواقع التواصل، وكذلك لعدم تصدير صورة سلبية عن المهرجان بأنه مهرجان الفساتين المكشوفة، وهو ما أثار حالة من الجدل، حيث تردد أن غياب الفنانة رانيا يوسف عن الظهور على السجادة الحمراء فى أكثر من ليلة بالنصف الثانى من المهرجان كان لهذا السبب.
يضاف إلى كل ما سبق، التأثير السلبى لتغيير فيلم الافتتاح «آخر المعجزات» إخراج عبد الوهاب شوقى، قبل ساعات من حفل الافتتاح، دون توضيح سبب لهذا التغيير الطارئ حتى الآن.