أخبار الفن

مهرجان vs film يناقش إشكالية علاقة الأفلام القصيرة جدا بين شاشة العرض والسوشيال ميديا

نظم مهرجان vs film للأفلام القصيرة جدا، اليوم الثلاثاء، ندوة ضمن المحور الرئيسي لدورته التأسيسية تحت عنوان: “الأفلام القصيرة جدا بين شاشة العرض ومنصات السوشيال ميديا”، شارك فيها الدكتور عمر الجاسر الأمين العام لاتحاد الفنانين العرب، والدكتور وليد شوشة عميد المعهد العالي للنقد الفني، والفنانة العراقية كلوديا حنا، وإدارها الناقد الفني محمد الروبي.
وفي بداية الندوة، وجه الروبي، التحية لإدارة المهرجان لفتحها الحوار حول موضوع يتعلق بمستقبل السينما.
وقال إن الأفلام القصيرة جدا أصبحت مثار اهتمام كبير، مشيرا إلى استقبال المهرجان طلبات مشاركة من صناع 800 فيلم تتراوح بين دقيقة واحدة إلى خمس دقائق.
وأكد أن هذه الأعمال تمثل التحدي الجديد لصناع السينما، حيث تراهن في انتشارها على الوصول لجمهور السوشيال ميديا الذي بدأ يتشكل عبر القدرة على التكثيف والتحول بالسباق إلى البحث عن عناصر جذبدة، والتعامل مع مشاعر اللحظة.
وتحدثت الفنانة كلوديا حنا، عن مأزق صناع الأفلام التقليديين، بعد فتح الأبواب لمبدعون جدد من أجيال الشباب، يقدمون أعمالا بإمكانيات بسيطة، ودون أية محددات رقابية، وهي الطاقات التي يمكن الاستفادة منها لو تم توجيهها؛ لتقديم أفلام تحمل محتوى هادف، ويقدم مضمون ومعلومة للمتلقي.
وأوضح أن الأفلام القصيرة يكمن أن تفتح الباب أمام المئات من الممثلين أصحاب المواهب ممن يبحثون عن فرصة لتقديم أنفسهم، والتعبير عن قدراتهم ومواهبهم، كما أنها تفتح عيون النجوم الذين سيطروا على الواجهة في صناعة الأفلام وأن جيلا جديدا قادما من خلفهم، وعليهم الانتباه لاختياراتهم.
وأبدت كلوديا، استعدادها للمشاركة في أفلام قصيرة مدتها دقيقة واحدة طالما كانت الفكرة جيدة وهادفة.
وفي مداخلته، قال دكتور وليد شوشة، إننا أمام فن جديد في حالة سيولة لم تستقر بعد لنتعرف على ملامحها، مشيرا إلى أن السينما بدأت قصيرة للغاية قبل أن تتحول إلى فن وصناعة وعلم.
وأضاف أن الجديد في عصر السوشيال ميديا هو الوسيط الذي يربط بين مبدع الفيلم والمتلقي، والتي دخلت خلال السنوات الأخيرة لمرحلة جديدة حيث اختلطت صناعة الأفلام بالاقصاد والسياسة، وظهرت كيانات مثل نت فليكس، والتي لا نعلم كيف تدار، ومن صاحب القرار والاختيار فيها.
وألمح المخرج السعودي عمر الجاسر، إلى أهمية موضوع الندوة، قائلا إنها تعتبر خلاصة فكر المهرجان، وتحقق جزءا مهما من أهدافه.

وأضاف: “الآن أصبح ممكنا لكل من يملك موبايل أن يكون صانع فيلم، ويحب على صناع السينما الانتباه إلى هذا”.
وحذر الجاسر، من تسرب أشياء ضد تقاليد المجتمعات وقيمها، مطالبا بتزكية التجارب الجادة وخلق حالة تواصل مع أصحابها عبر إنشاء مهرجانات للأفلام القصيرة في المنطقة العربية؛ لتكون منصات لعرض الأفلام وإقامة الحوار البناء مع مبدعيها.
وكشف عن الاتجاه لإطلاق برنامج تلبفزيوني بشكل أسبوعي، يضم مسابقة ويقدم جوائز للأفلام القصيرة جدا التي يصوت لها الجمهور.
وتحدث رئيس المهرجان الدكتور أسامة أبو نار، عن اهتمام العالم بالأفلام القصيرة جدا، والذي انطلق قبل 26 سنة في أووربا كتطلع لمستقبل مشاهدة السينما في عصر السرعة، وأقامت فرنسا أول مهرجان لهذه النوعية من الأعمال السينمائية في باريس، وانتشرت في العالم ومنها مصر التي عرفت هذه النوعية من الأفلام في 2015، واستضافة أفلام مهرجان تريكور الفرنسي ضمن 60 دولة تعرض فيها عام 2019، قبل أن يؤسس أبو نار مسابقة الأفلام القصيرة جدا بموافقة إدارة تريكور الفرنسي في مصر المهرجان تحت اسم vs film، وشارك في دورتها الأولى 400 فيلم من مختلف دول العالم، وهي التي كانت نواة لإقامة المهرجان الذي تستضيفه محافظة السويس في العين السخنة.
وتحدث الناقد السينمائي دكتور وليد سيف، عن وسائل عرض هذه النوعية من الأعمال السينمائية، وقال إنها ارتبطت بثورة الديجتال كنا نرى فيها ديمقراطية الوسيط؛ لأنها تتيح لاي شخص عرض فيلمه بلا تدخل غير رقابة المواقع مثل يوتيوب وفيسبوك.
وأشار إلى أن صناع المحتوى يتعاملون في أفلامهم مع عقلية الجمهور ويطرحوا أفلام جاذبة للمشاهدة بصرف النظر عن المحتوى، ويجب علينا كمتخصصين أن نقدم منتج جيد لأن متابعة المشاهد للرديئة لا يستمر كثيرا.
وطرح الفنان باسم شريف، من زاويته كممثل عددا من التساؤلات حول تأثير الاتجاه لأفلام قصيرة عبر وسائل التواصل، والتي ألقت بظلالها على الدراما، وظهر ما أسماه بالتمثيل التيكتوكي، والحبكات الدرامية التكتيكية.
وأبدى مخاوف على الأعمال الكلاسيكية التي يتم تقطيعها وتفريقها بين المواقع.
ودافعت المنتجة نيفين كامل، عن الأفلام القصيرة جدا، التي وصفتها بالاتجاه المحمود والمفيد للصناعة.
وقالت: “أي فيلم كبير أو قصير يبدأ من فكرة صغيرة، وفي الأفلام القصيرة تكون الفكرة هي البطل، ولأنها لا تعتمد على الأسماء المعروفة يصدق المشاهد الحكاية؛ لأنه لا تعرف الأبطال”.
واختتمت قائلة إن هناك مشكلة تكمن في الموزع؛ لأن الفيلم القصير هو منتج لا يسوق، وفقط يعرض بالمهرجانات أو عبر المواقع الإلكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *