إسكندرية مارية
دكتور / السيد مرسى
ذهبت ماشيا نحو شاطئ الإسكندرية ، للبحث فيما سوف أقدمه لكم هذا الاسبوع ، وشريط الاحداث المحلية والعالمية أمامى يدور، تارة حول أبطال غزة وقد سطروا أروع ملاحم البطولة في العصر الحديث ، وحزب الله في لبنان والصهاينة الأشرار، وتارة أخرى هذا الصراع الدائر بين ترامب وهارس و دخول إيلون ماسك أغنى رجل في العالم ،والداعم الرئيس لحملة ترامب ،وعلاقته ببوتين، وقيام كامالا هاريس بالتقارب مع الجاليات الإسلامية لاكتساب أصواتهم في الخامس من نوفمبر، هذه الأفكار وغيرها تدور في رأسي وانا أقف على الشاطئ ، أشاهد غروب يصاحبه غيوم وقطرات الندى تتساقط على وجهى مع انخفاض طفيف فى درجات الحرارة ، تناسيت هذه الاحداث ،وتذكرت روعة شتاء إسكندرية ماريه ، وماريه هذه ما أطلقه أهل الأندلس الفاريين من بطش الأسبان، على الإسكندرية لأنها تشبه مدينتهم ماريه الخلابة وفيها يزرع الزعفران.
فالإسكندرية في الشتاء عبارة عن لوحة طبيعية في غاية السحر والجمال ، حيث الأجواء الباردة نسبياً، مع سقوط الأمطار بغزارة تعطي المدينة طابعًا شتويًا رائعًا ، وتتناغم الأمواج مع هدير البحر المتصاعدة عاليا أحيانا، في مداعبة رقيقة للشاطئ والكورنيش والسيارات والمارة تضيف للمشهد جمالاً وهيبة، ونحن عشاق لهذه الأجواء، والتي فيها يتم إرتداء الملابس الشتوية الدافئة، ونذهب للسمر بالمقاهي المنتشرة بطول طريق الكورنيش للاستمتاع بمشهد البحر وسقوط الأمطار ومعها تحلو ساعات السمر العائلى ،وتزداد روح الدفء بين الأصدقاء ، وتنتشر رائحة المشروبات الساخنة كالسحلب والكاكاو الشاي والقهوة ، كما يُعد فصل الشتاء بالإسكندرية موسمًا مميزًا لعشاق السمك، حيث تعتبر الأسماك الطازجة جزءًا من المائدة الشتوية، خصوصاً مع وجود العديد من الأسواق والمحلات ذات شهرة محلية ودولية ، والتي تحمل العديد من الذكريات.
ولأجل الحفاظ على جمال هذه المدينة الخلابة ، لابد أن تتضافر جهود الأفراد والهيئات للحفاظ عليها ، من خلال عدم إلقاء قمامة على الأرض ، شريطة أن تعلق المحليات صناديق بالأعمدة ، ولديها الأن ميزانية جيدة بعد رفع حصيلة رسوم النظافة بفاتورة الكهرباء، لجمع الكرتون والمواد الصلبة، ومن الضروري تفعيل المادة 71 من القانون، والتي تعاقب بغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على 100 ألف جنيه كل من ألقى أو تخلص من المخلفات غير الخطرة في غير المواقع، أو الأماكن المخصصة لذلك، والمبادرة بزارعة الأشجار فمناخ الشتاء يساعد على نمو الأشجار والنباتات، وتعمل على تحسن جودة الهواء وتضفي جمالاً على المدينة ، وتقلل التلوث البيئي وتحافظ على نظافة الهواء. والمباني وصيانتها وعلى هويتها التاريخية.