روائيون: الافتتاحيات المؤثرة للروايات تجذب القارئ من السطور الأولى
أكد روائيون متخصصون في أدب التشويق أهمية البداية المؤثرة في أي رواية، حيث تشكل الافتتاحية عنصرًا حاسمًا لجذب القارئ وإثارة فضوله منذ السطور الأولى، واستعرضوا دور التفاصيل والشخصيات في ذلك، مع التركيز على إبداع أسلوب سردي يجمع بين الغموض والتشويق، بهدف إبقاء القرّاء في حالة دائمة من الترقب.
وأكد الروائي والشاعر السعودي عثمان عابد أن صياغة افتتاحيات رواياته لا تتطلب وقتاً طويلاً، بينما تكمن الصعوبة في مرحلة المراجعة والتقييم، موضحًا أنه يسعى إلى خلق حالة من التباين العاطفى، حيث يمزج السعادة الشديدة بالصدمة، مما يجعل القارئ يشعر بصدمة عميقة نظرًا لتغير المشهد بشكل مفاجئ، واستعرض بعض النماذج الافتتاحية من رواياته، مشيرًا إلى أنه يفضل التدرج في بناء الشخصيات ببطء لضمان عدم ملل القارئ.
وتحدثت الروائية الأمريكية كاثلين أنتريم عن أهمية بناء حبكة تشويقية من خلال عدم كشف تفاصيل الجريمة مباشرة، بل دفع القارئ إلى محاولة حلّ اللغز بنفسه، مشيرة إلى أن عنصر الغموض يمثل حجر الأساس في روايات التشويق، مع الإبقاء على الوتيرة التصاعدية للأحداث.
00:00 / 01:48
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Share
Vidverto Player
وأكدت أنتريم على ضرورة طرح الأسئلة المستمرة في البداية لإبقاء القارئ في حالة اندماج، مع الحرص على تطوير الشخصيات بشكل تدريجي ومفاجئ لإثارة فضولهم، لفته إلى أن أول 5 صفحات من الرواية تشكل العامل الحاسم في الحفاظ على القارئ، ولا بد أن تكون ثرية بالتساؤلات التي سيبحث القارئ بشغف عن إجاباتها، جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “فن صياغة روايات التشويق”، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024.
ومن جانبه لفت الروائى المصرى أمير عاطف، إلى أن السطور الأولى فى الرواية تعد عنصرًا أساسيًا لجذب القارئ، مشيرًا إلى أنه يكتب افتتاحيات رواياته أحيانًا أكثر من عشرين مرة لضمان قوتها.
وأوضح “عاطف”، أنه يسعى دائمًا لجعل القارئ متورطاً في عنصر التشويق منذ الجملة الأولى، ويعتمد على رسم شخصيات ذات خلفية درامية معقدة، ما يدفع القارئ للبحث عن تفاصيل ماضيها وتأثيراته على حاضرها. وأكد أن عنصر المفاجأة في النهاية يساعد على إبراز خدعته السردية، ليُظهر للقارئ كيف أن التفاصيل الصغيرة التي مرت أثناء القراءة كانت تحمل إشارات لم يُدركها في البداية.