آراء وتحليلات

شرق أوسط جديد يخلق السلام والتنمية

عايض السراجي

استمرت الحروب الطائفية في الشرق الاوسط وتسببت في تهجير الكثير من سكان تلك المناطق، ففضلت تلك الاسر الهاربة من ويلات الحرب ان يلقون بأنفسهم في ويلات اشد مرارة من مرارة الحرب وهي الهجرة الى الضفة الاخرى حتى ولو كانت على صفائح من الفلين، كانت امنياتهم للبحث عن وضع افضل من بلادهم ففضلوا الموت غرقا في اعماق البحار حيمنا سلموا ارواحهم وارواح اطفالهم الى عصابات التهريب التي استغلت ظروفهم وحملتهم على قوارب من الخشب والفلين تفككت اجزائها في عرض البحر وغرقت بمن فيها ونقلت الرياح جثث هؤلاء الضحايا وأضحت متناثرة على ضفاف البحار حول العالم، مناظر مروعة كان البعض محتضن اطفاله حينما تقاسموا الموت غرقا، والبعض الاخر مزقت جثثهم القروش والحيتان التي تجمعت حول ما تبقى من حطام قوارب الموت.

يقول البعض من العرب لن ننتصر في حروبنا ولن نحقق نجاحا اقتصاديا حتى نطبق الاسلام الصحيح وهو دين كل دول الشرق الاوسط والدين لم يقف في طريق التطور الحضاري والاقتصادي.. نأخذ على سبيل المثال اليابان بعد الحرب العالمية الثانية التي احتلت من قبل الحلفاء امريكا والمملكة المتحدة واستراليا وهي المرة الاولى التي تحتل فيها اليابان من قبل دولة اجنبية، فتحت اليابان صفحة جديدة بعد معاهدة سان فرنسسكو التي وقعت في سنة 1958 ونشأت اللبيرالية اليابانية في القرن التاسع عشر واتفقوا على تغيير سياسة البلاد بعد الحرب العالمية واخذت اغلب الاحزاب الصبغة الليبرالية التي خفضت حدة تشدد ديانة الشنتو في البلاد وخلقت اجيال محبة للسلام تجاه الغرب وخصوصا اميركا العدو السابق لليابان وفتحت اليابان صفحة جديدة مع امريكا وقبلت بالهزيمة المرة، هذا ما خلق جيل لا يرغب في عداوة امريكا بل النهوض بالبلاد.. اليوم نشاهد اعلانات كبرى الشركات اليابانية على ناطحات السحاب في كل عواصم العالم.. التغيير التكنولوجي وجودة المنتج قفزت بالاقتصاد الياباني حتى اصبح ثاني اقتصاد بعد امريكا وبعد ظهور التنين الصيني كقوة اقتصادية حافظت اليابان على احتلال المركز الثالث بعد امريكا والصين.

مقالات ذات صلة