ماذا بعد..
دكتور / السيد مرسى
أتفهم، أن لديك الحق في مخالفتي حول رأى فى الشخصيات العامة والسياسية ، وإن كنا نتفق حول أن العديد من الناس لهم آراء قوية حول دونالد ترامب، سواء بالسلب أكثر منها بالإيجاب، وذلك جراء سياساته وتصريحاته ، رغم انى أعلنت من هذا المكان في حلقة قبل السابقة معنونة “عودة ترامب” صاحب الشخصية المثيرة، لأنه نرجسى ومحب للظهور ويميل إلى تسليط الضوء على إنجازاته بشكل كبير، ويحرص دائمًا على إظهار شخصيته كقائد قوي لا يقهر. يعتبر البعض أن هذا التركيز على الذات جعل منه رئيساً منفصلاً عن المشاكل الحقيقية للبلاد، فبعد تربع ترامب صاحب 78 عاما سدة الحكم في أمريكا وحسم الجمهوريون اغلبية مجلس الشيوخ يضمن له دعم خطط ترامب وتوجيهاته خصوصا فيما يتعلق بالمهاجرين والتعريفات الجمركية ، فالاقتصاد هم ترامب الأكبر، لآن المعروف عن دونالد ترامب أنّه يُخضِع السياسة للاقتصاد والمال، وليس العكس، أي أن السياسة خادمة للاقتصاد ، فهو لا يستنزف الأموال من أجل المعارك ، لآنه يبحث عن المال والصفقات الرابحة ، من أجل ذلك السياسة عنده أحد روافد الاقتصاد وليس العكس .
من هنا يستبشر الكثير أن تتوقف الحروب في الشرق الأوسط في ظل هذه العلاقة الاقتصادية الوثيقة التي تربطه بالخليج العربي وفي المقدمة المملكة العربية السعودية التي حظيت بأول زيارة له في فترة حكمة الأولى ، وقام بالتوقيع معها على العديد من الصفقات والاتفاقيات التي تجاوزت 400 مليار دولار، رغم توجهاته المنحازة لإسرائيل بشكل أعمى، ولكن في ظل هذا التعاطف العالمي الكبير مع القضية الفلسطينية، وربط السعودية التطبيع مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو عام 1967 ، وكذلك الاتفاق بين القوى الإقليمية كإيران وتركيا، ، سيمهد لتسوية الخلافات في المنطقة وترسيم الحدود في بعض البلدان وتحديد خارطة إسرائيل الجديدة حتى لا يمتد استيطانها إلى دول عربية مجاورة، بما أن مساحتها تبدو صغيرة كما زعم ترامب ذاته اثناء حملته الانتخابية، ويضاف الى ذلك التفاؤل بأنه سوف تتوقف الحرب الأوكرانية، وآية ذلك ما جاء على لسان فيكتور أوربان رئيس الوزراء المجري والذى قال ما نصه “بأن لديه شكوك حول استمرارية الدعم الأمريكي لأوكرانيا بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات”
نتاج ذلك، الإشارة الحمراء التي سلطها ملايين الأمريكيين العرب ومن غير العرب أصحاب الضمير الحى الذين قاطعوا الانتخابات ولذلك خسرت كامالا هاريس وتراجع حظوظ الحزب الديمقراطي مما يؤدي إلى إعادة تفكير الجمهوريين في استراتيجياتهم تجاه قضايا الأقليات من أجل الاستفادة من هذا الدعم مستقبلا.
الى اللقاء : دكتور / السيد مرسى