المنتدى الحضرى العالمى يترجم قوة مصر الناعمة
بقلم / سهام عزالدين جبريل
يمثل استضافة مصر المنتدى الحضرى العالمى ترجمة حقيقة لقيمة مصر الحضارية وقوتهاالناعمة كدولة تملك كافة مقومات القوى الشاملة وتحمل الريادة الاقليمية والعالمية فى كثير من القضايا الحضارية والتنموية وتحت اشعار( كل شيء يبدأ محليًا – لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة) والذي اقيم تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، وشهد حضور عدد من رؤوساء الدول ووزارء ووزيرات ونواب وزراء ومحافظين، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية
والذى جاء من خلال الفعاليات التى شهدتها قاعة المؤتمرات بالعاصمة الادارية الجديدة ، حيث يعد المؤتمر الرئيسي للأمم المتحدة المعني بالتنمية الحضرية المستدامة ، والذي استضافته مصر كأول دولة تستضيفه في أفريقيا منذ 20 عامًا، وذلك بمشاركة وفود أممية ودولية رفعية المستوى، ليوجه أنظار العالم صوب مصر وتجربتها التنموية الحديثة ولبحث معالجة قضية التحضر العالمي وإيجاد حلول لأزمة الإسكان العالمية.
ويعد هذا المنتدى نسخة استثنائية في تاريخ المنتدى من حيث أعداد المشاركين والوفود الرسمية وغير الرسمية، حيث شملت مختلف فعاليات المنتدى العديد من القضايا والبرامج التى طرحتها اجندةالمؤتمروالتى تمثل رؤية حضارية للمستقبل وتترجم جهود حقيقية تقوم بها العديد من الدول لمواكبة التطورات الحضارية والتجارب التنموية الناجحة ،
وقد اشار المهندس المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية : أن المنتدى اتاح فرصة لعرض التجربة العمرانية المصرية والفرص الاستثمارية..
كما اكدت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية على اهمية المؤتمر الذى اعطى أهمية كبرى على ضرورة تمكين المجتمعات المحلية لدفع عملية التنمية المتوازنة ،
وأكدت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن أن مصر تاريخ وحضارة متواصلة، مشددة على أن المصريين بطبيعتهم يعيدون التدوير، وذلك منذ الحضارة الفرعونية، وهم من اخترعوا هذا المصطلح منذ القدم، ودعت إلى العمل والتوسع في نشر الفن المستدام وإعادة التدوير مع السن الصغير وتدريبهم على الأفكار المبتكرة الخاصة بإعادة التدوير.وأشارت إلى أن دور الرعاية التابعة للوزارة بها العديد من المواهب ويمكن التعاون مع مؤسسة المنتدى الدولي للفن التشكيلي من أجل التنمية لتنمية تلك المواهب، خاصة أن الوزارة تريد إيصال الفن المستدام لكافة الملفات التي يتم العمل عليها وأعربت عن سعادتها بالمشاركة في هذه الجلسة ضمن هذا المحفل الدولي المقام على أرض مصر، مشيرة إلى أن الفن يعد سلام اجتماعي على كافة المستويات، ومصر تزخر بالعديد من المواهب في مختلف القطاعات والمجالات
كما شهدت الجلسة مشاركة الدكتورة هالة السعيد مستشار رئيس الجمهورية للشئون الاقتصادية، وراندة فؤاد، رئيس مؤسسة المنتدى الدولي للفن التشكيلي من أجل التنمية، وأحمد رزق مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «هابيتات» بالقاهرة ،،،
ومن الجدير بالذكر أن القاهرة استقبلت خلال الاسبوع الماضى آلاف الوفود المشاركة من ممثلي الحكومات الوطنية والإقليمية والمحلية والأكاديميين وقادة الأعمال ومخططي المدن والمجتمع المدني، لمناقشة التحديات الحضرية الملحة التي تواجه العالم اليوم، وحشد المجتمع الدولي للتركيز على الدور المهم الذي تلعبه الجهود المحلية في معالجة التحديات العالمية مثل أزمة الإسكان وتغير المناخ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ القائمة في ظل انتقال سكان العالم، باستمرار وبسرعة إلى المدن، أكثر من أي وقت مضى حيث ضم المنتدى الحضري العالمي ما يقرب من 600 حدث وجلسة ركزت على توطين أهداف التنمية المستدامة، وخاصة في معالجة أزمة الإسكان العالمية، وارتفاع تكاليف المعيشة، وحالات الطوارئ المناخية، و أبرز الأحداث حوارات رفيعة المستوى، وطاولة مستديرة وزارية حول الحوكمة متعددة المستويات لتسريع تنفيذ أجندة المدن الجديدة، وأجندة 2030 للتنمية المستدامة، وأجندات عالمية أخرى، وإطلاق تقرير المدن العالمية الرائد 2024 حول المدن والمناخ ،
كنا شملت فعاليات المؤتمر اجندة المرأة وادوارها المتعددة من خلال جلسات وحلقات حوارية فى العديد من القضايا منهاعلى سبيل المثال : التغير المناخى ، التمكين والتمويل، الازمات ، السكن المناسب ،عدم ترك احد، المجال الرقمى ، المساواة بين الجنسين ، ذوى الاحتياجات الخاصة “WUF12″
حيث شهدت العديد من الجلسا ت عروض متميزة عن معرفة التحديات التي تواجه المرأة والاحتياجات والحلول المتعلقة بمجالات الرقمنة واليات تمكين المرأة ودعم تقدمها في المجال الرقمي والذى يتطلب الاهتمام بمفهوم التوطين ، والذى يعنى تكييف بعض القواعد لتتماشى مع البيئة المحيطة، والذى يستوجب تسهيل الرقمنة على المواطنين خاصة النساء وذلك من خلال توفير المزيد من خدمات مثل اتاحة الإنترنت في الأماكن العامة واصدار هواتف ذكية بسعر اقتصادي وتوفير الاستخدام الامن للانترنت لحماية المرأة من مخاطره ، هذا بالاضافة الى امكانية تمكين النساء من الاستفادة من التطبيقات الحديثة والمعلومات التى تتيحه اليات وخدمات التكلولوجيا الحديثة ، هذا بالاضافة الى أهمية محور التمكين الاقتصادي للمرأة والذى يعدّ محوراً أساسياً لتعزيز دورها في المجتمع واستقرار أسرتها ، مشيرة إلى أن المجلس القومي للمرأة يُعد الآلية الوطنية لتمكين المرأة المصرية ، مشيرة الى الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 ، والتى تتضمن أربعة محاور رئيسية، منها التمكين الاقتصادي للمرأة، موضحة أن المجلس يسعى من خلال فروعه فى جميع المحافظات لتحقيق التمكين الاقتصادى للمرأة ومساعدة النساء على استخراج بطاقات الرقم القومي، خاصةً في المناطق النائية، والتى تتيح للمرأة الحصول على العديد من الفرص التى تتيحها الدولة من قروض لتنمية مشاريعها وتمكنها من دعم اسرتها وتمكنها من الاهتمابرعاية اسرتها ودعمورعاية ابنائها فى مجال الرعاية الصحة والتعليم ،
هذ االى جانب ماوفرته الدولة من برامج الدعم والحماية الاجتماعية للمجتمع مثل برنامجحياةكريمة والذى استهدف قرى الريف المصرى هذا بالاضافة الى برامج الدعم والتوعية الاجتماعية والحقوقية للتوعية بحقوق المرأة وبالقوانين والتشريعات التى اقرتها الدولة لحماية حقوقها، كما يُدعم المجلس تمكين الفتيات عبر برامج ومبادرات مثل برنامج نورة ومبادرة“دوي”والتى تمثل الاطار الوطنى للاستثمار فى الفتيات والذى يحظى برعاية سيدة مصر الاولى السيدة انتصار السيسى ،
هذا الى جانب البرامج والحملات التى تطلقها الدولة مثل حملة بناء انسان والتى تشمل كل ربوع الدولة المصرية وتستهدف كافةفئات المجتمع المصري ومثال حملة ” صحة المرأة ..صحة مصر”، من خلال تقديم التوعية والفحوصات التى ساهمت فى تحسين حياة العديد من السيدات والدعم المستمر مما ساهم في توفير رعاية صحية أفضل للنساء فى مصر ،
وشهدت جلسة “تعزيز الرعاية والعدالة المناخية في المدن النسوية والتخطيط الحضري” حيث ناقش .
المشاركون خلال الجلسة عدد من القضايا من بينها مفهوم مدن الرعاية وكيفية جعل وسائل التنقل والخدمات العامة في المدن ملائمة للنساء، وكيف أن العدالة المناخية من شأنها توفير مسكن وغذاء أفضل للجميع، كما تم استعراض تأثير الكورونا السلبي على الإسكان والنساء. واستعرض المشاركون خبراتهم من البلدان المختلفة المشاركة في كل من أوروبا وأفريقيا. مؤكدين على أهمية التمكين الاقتصادي للنساء والذي يتحقق بدعم المؤسسات والحكومات، كما استعرضوا المشروعات التي ساهمت في دعم توفير مدن آمنة للنساء.
كما تم التاكيد على أهمية دعم المرأة الفقيرة وغير عاملة، و أهمية توفير الدعم وبخاصة للمرأة التي تقضي أغلب الوقت في الأعمال غير مدفوعة الأجر، إلى جانب ضرورة توفير و إتاحة الخدمات للمرأة على كافة المستويات في المدن المختلفة. مشيرة إلى أهمية توصيل احتياجات المرأة من كافة المجتمعات لواضعي البرامج والسياسات، خاصة وأن النساء على مستوى العالم يقضين ما يزيد عن 16 مليون ساعة في الأعمال غير مدفوعة الأجر. هذا مع أهمية أن يراعي القائمين على التصميم الداخلي والخارجي للمدن والمباني احتياجات النساء والفتيات في كافة المجتمعات المختلفة، إلى جانب دعم البرامج التنموية على المستوى المحلي والدولي على كافة المستويات،
هذه مجرد لمحات من برامج هامة تم طرحها عبر المنتدى الحضرى والتى تظهر جهود مصر واستراتيجيتها الوطنية للتنمية والبناء والتى تبدأ من قيم الدولة المصرية الراسخة لدعم وبناء الانسان المصري الذى هو احد اهم ركائزة قوة مصر الشاملة و اساس التنمية والبناء الحضارى ،،،
ومن الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة قد أنشأت المنتدى الحضري العالمي في عام 2001 لمعالجة واحدة من أكثر القضايا إلحاحاً التي تواجه العالم اليوم: التوسع الحضري السريع وتأثيره على المجتمعات والمدن والاقتصادات وتغير المناخ والسياسات.
هذا المنتدى الذي يعقده برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة)، وهو منصة رفيعة المستوى ومفتوحة وشاملة لمعالجة تحديات التحضر المستدام
ويهدف المنتدى الحضري العالمي إلى تحقيق الأهداف التالية :
زيادة الوعي بالتوسع الحضري المستدام بين أصحاب المصلحة والدوائر المعنية، بما في ذلك عامة الناس;
تحسين المعرفة الجماعية حول التنمية الحضرية المستدامة من خلال النقاش المفتوح والشامل، وتبادل أفضل الممارسات والسياسات، ومشاركة الدروس المستفادة ، وتعزيز التعاون والتعاون بين مختلف أصحاب المصلحة والدوائر المعنية المشاركة في النهوض بالتحضر المستدام وتنفيذه.
خالص تحياتى د/ سهام عزالدين جبريل