آراء وتحليلات

بريكس أفاق التعاون الإقتصادى والثقافى (عضوية مصرية ورئاسة روسية )

 

بقلم / سهام عزالدين جبريل

فى ضوء التحولات الدولية والتغيرات التى يشهدها النظام الدولى نتيجة الأزمات الإقليمية والدولية المتلاحقة القضايا الملحة ، برز دور التكتلات الإقتصادية فى مواجهة التحديات الناتجة من تلك التحولات ، وفى هذا الإطار إكتسبت مجموعة بريكس بتوسعاتها الجديدة إهتمام دولى يعود فى المقام الأول إلى التأثير اٌلإقتصادى والإجتماعى والثقافى المشترك للدول الأعضاء فيها ، وهو الأمر الذى إزداد أهمية بإنضمام أعضاء جدد منذ يناير 2024م مما ينبئ بإمكانية وجود تأثير ملحوظ لهذا التكتل على النظام الدولى فى السنوا ت المقبلة ، ويمثل هذا العام 2024م نقطة تحول فى مسيرة التكتل نتيجة إنضمام خمسة أعضاء جدد من بينهم مصر بالتزامن مع رئاسة روسيا للتكتل والذى جاء على رأس أجندتها الإهتمام الوثيق بالجهود المبذولة لدمج الأعضاء الجدد فى بنية التعاون متعدد الأطراف ومن هذا المنطلق نظم مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية والذى تديرة نخبة من كبار المفكرين والباحثين والخبراء فى مجال العمل السياسي والاقتصادى والاعلامى والتنموى وبحضور نخبة من الوزراء والسفراء وقادة الفكر ورجال الاقتصاد والسياسة مؤتمره (بريكس…أفاق التعاون الإقتصادى والثقافى) تحت شعار(عضوية مصرية ورئاسة روسية) حيث اقام فعالياته فى مقرالبيت الروسى بالقاهرة ، وتضمنت اجندة المؤتمر عدة اهداف :
1-تجمع بريكس: الأهمية والدور فى إطار النظام الدولى
2-قراءة فى مخرجات قمة بريكس الإخيرة والى عقد فى (قازان بروسيا )
3-اوجه التعاون بين دول التجمع فى مختلف المجالات
4-العضوية المصرية فى بريكس : مكاسب عديدة وأدوار متعددة
5-الرئاسة الروسية لتجمع بريكس : قراءة فى حصاد عام .
6-مستقبل بريكس فى إطار التحديات والطموحات .
حيث إنبثقت عن هذه الاهداف محاور المؤتمر التى ضمت محورين هامين وهما:
المحور الأول : بريكس …مفهوم جديد للتعاون الاٌقتصادى ، والذى ضم عدةمسارات هامة وهى :
1-بريكس والامن الغذائى
2-بريكس وأمن الطاقة
3-بريكس والأمن المائى
4بريكس والتعاون المالى والتقدى –أفاق المستقبل
5-بريكس والسياحة تعاون مشترك
6-بريكس والذكاء الاصطناعى…المستقبل المنظور
المحور الثانى : وقد تناول المحور الثانى للمؤتمر الذى حمل عنوان : (بريكس …وصناعة الثقافة )حيث ضم عدة مسارات وثيقة بثقافة وتراث دول البريكس وهى :
1-بريكس والتراث المادى وغير المادى
2-بريكس وصناعة السينما
3-بريكس والترجمة …الية عابرة للحدود .
4-بريكس والتعليم…أفاق جديدة للتعاون.
5-بريكس والإعلام …دور منتظر .
وتناولت جلسات المؤتمر عدة اطروحات مقدمة من خبرات المتخصصين واوراق بحثية للخبراء وشباب الباحثين والذي حضرة نخبة من رجال السياسة والاقتصاد والعلماء الذين ناقشوا اطروحات لمسارات متنوعة اقتصدية وثقافية قدمت تصور لمستقبل تجمع البريكس ودولة التى تمثل دول من عدة قارات ترجمة مفهوم التعاون العالمى المشترك،
اولا-المسار الاقتصادى :
ومن أهم الاوراق التى طرحت من قبل الباحثين ، فى المسار الاقتصادى حيث تناولت الجلسة الاولى للمؤتمر(بريكس والامن الإقتصادى ) عدة اطروحات واوراق بحثية حملت عدة عناوين:
(بريكس والامن الغذائى دور فاعل) قدمها الدكتور فتحى يوسف مدرس الاقتصاد بجامعة بنها، وتناولت دكتور حنان على فهمى استاذ البيو تكنولوجى 🙁 الدور الفاعل لمجموعةبريكس فى الامن الغذائى) وفى ورقة ( بريكس والامن المائى رؤية مشتركة) تناول الدكتور هيثم عمران استاذ العلوم السياسية بجامعة السويس قضية الامن المائى لدول مجموعةالبريكس ، وقدمت الدكتورة هبة محمد خيرى متخصصة اقتصايات الطاقة ورقة (بريكس وافاق امن الطاقة العالمى…مستقبل الطاقة فى مصر) وأضاف الاستاذ مصطفى كمال باحث علوم سياسية ورقةبحثية حول(بريكس وأمن الطاقة: مقاربات جديدة )
كما تناولت الجلسة الثانية(بريكس والتعاون الإقتصادى ) عدة اطروحات واوراق بحثية حملت عدة عناوين:
(أثر إنضمام مصرلتكتل بريكس على اتجاهات السياسة النقدية والمالية ) قدمتها دكتور منال خيرى استاذ الاقتصاد بجامعة حلوان، وقدمت الباحثة اميرةحسين ورقتها البحثية (بريكس والتعاون المالى والنقدى-أفاق المستقبل) وقدم الباحثان عمر علاء ونرمين سلام ورقتهماالبحثية تحت عنوان(بريكس وخلق نظام مالى ونقدى جديد) واضافة ورقة الباحثةخديجة ربيع الدمرداش بعدا جددا يحمل عنوان(بريكس والتعاون المالى والتقدى ،أفاق مستقبلية) واتجهت ورقة الدكتور محمد السيد زعير مدرس العلوم السياسية بجامعةدمنهور حول (توسع بريكس وأفاق تطوير القطاع السياحى) واستكملت الباحثة داليا ابو اليزيد المسارالسياحى فى ورقتها (بريكس وتنمية قطاع السياحة فى مصر)واضافت ورقة(الذكاء الاصطناعى فى اطار بريكس) التى قدمتها الاستاذه الدكتورصفاء سيد محمودعميد كلية علوم الحاسب ونظم المعلومات السابق بجامعةعين شمس
ثانيا –المسارالثقافى :
وتناولت الجلسة الاولى والتى حملت عنوان: (بريكس ومسار ثقافى إعلامى )
حيث ضمت الجلسةعدة اوراق بحثية حول : (بريكس والتراث المادى وغير المادى) تقديم د.عبدالله عيسي الشريف خبير فى الشئون السياسية والاستراتيجية،وورقة تحمل عنوان(الثقافات المشتركة بين دول بريكس) للاستاذ ايمن فتحى احمد نائب قطاع التنمية المستدامة بالاتحادالافريقى ، وحول (الثقافة فى بريكس والليبرالية الغربية ) للدكتور اصف ملحم استاذ بمركز الابحاث والدراسات موسكو روسيا الاتحادية، وفى مجال السينما عرضت الدكتورة راندا فيصل محمد ورقتها البحثية(بريكس والقوى الناعمة… السينمانموذجا ) وتحت عنوان(دورالسينما فى تعزيزالتعاون فى تكتل بريكس “المخرجات السينمائية نموذجا”) قدم الاستاذ محمد حسنى الباحث فى الشئون الثقافية بحثة، وفى مجال الاعلام طرحت الاستاذه ياسمين هلالى بحثها(بريكس والاعلام دورمطلوب)كما اضاف بحث الخبير الاعلامى هانى الجمل بحثة تحت عنوان(دوراعلام بريكس فى تحرير عالم متعدد الاقطاب)
كما تناولت الجلسة الثانية مجال : (بريكس والتعليم) حيث ضمت الجلسةعدة أبحاث ، حيث ضمت ابحاث كلا من :د سيد عمارة استاذ الاقتصاد الدولى والتخطيط الاستراتيجى (بريكس والتعليم فرص النمو والتعاون)
وتناولت ورقة الاستاذه الدكتورة منى نورالدين استاذ الجغرافيا الاقتصادية بجامعة الازهر(بريكس وتعزيز الشركات التعليمية والثقافية مناجل مستقبل مستدام)، وتناول الاستاذ بغدادى امام المستشار الثقافى المصرى الاسبق لسفارةمصر فى اذربيجان بحثة حول (دور التعليم فى تقوية الروابط بين دول البريكس)
وفى ختام المؤتمر قدمت الجلسة الختامية توصياتها من اجل صناعة مسارات مستقبلية لمجموعة دول البريكس حيث اوصت اللجنة باتخاذ هذه الابحاث العلمية مدخل لصناعة شراكات لصالح دول البريكس ودعم افاق التعاون العالمى المشترك .
ومن الجدير بالذ كر أن مجموعة البريكس هي تحالف اقتصادي وسياسي يجمع بين خمس دول ناشئة في العالم، هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وقد أُسِّست المجموعة في عام 2006م، فى البداية سميت نفسها(البريكست )ثم اطلقت على نفسها بعد ذلك مجموعة البريكس وهو اختصار للدول الخمس الأعضاء المؤسسين للمجموعة وهي تحالف اقتصادي وسياسي يجمع بين خمس دول ناشئة في العالم ، ومنذ ذلك الحين تحوَّلت إلى قوة اقتصادية وسياسية تهدف إلى تعزيز التعاون والتنمية المستدامة بين دولها الأعضاء، وتتميز مجموعة البريكس بالتنوُّع الثقافي والاقتصادي الذي يمثلها إذ تضم دولاً تختلف في تاريخها وثقافتها وقوتها الاقتصادية، ومع ذلك فإنَّ هذه الدول تشترك في الرغبة في تعزيز التعاون الدولي وتحقيق التنمية المستدامة
أهداف منظمة البريكس:
– تحقيق نمو اقتصادى شامل، وتعزيز الاندماج الاقتصادى والاجتماعية .
– توحيد الجهود لضمان تحسين نوعية النمو عن طريق تشجيع التنمية الاقتصادية المبتكرة القائمة على التكنولوجيا المتقدمة وتنمية المهارات.
– تعزيز الأمن والسلام من أجل نمو اقتصادى واستقرار سياسى.
– تقديم المساعدة الإنسانية والحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، وهذا يشمل معالجة قضايا مثل الأمن الغذائى العالمى.
– التعاون بين دول بريكس فى العلوم والتعليم والمشاركة فى البحوث الأساسية، والتطور التكنولوجى المتقدم.
– التنسيق والتعاون بين دول المجموعة فى مجال ترشيد استخدام الطاقة من أجل مكافحة التغيرات المناخية
وبرغم أنها دولاً تختلف في تاريخها وثقافتها وقوتها الاقتصادية، ومع ذلك فإنَّ هذه الدول تشترك في الرغبة في تعزيز التعاون الدولي وتحقيق التنمية المستدامة
دول تملك البريكس فى عضويتها قوى عالمية كبرى، مثل الصين وروسيا، ودولا تعد من الكبرى في قاراتها مثل جنوب أفريقيا والبرازيل. وسيبلغ عدد سكان المجموعة بعد توسعتها نحو 3.5 مليار نسمة، أي حوالي 45 بالمئة من سكان العالم. وتبلغ قيمة اقتصادياتها مجتمعة أكثر من 28.5 تريليون دولار، أي حوالي 28 بالمئة من الاقتصاد العالمي ، ومع انضمام دول اقليمية جديدة فى المجموعة هذا سيضيف قوة اقتصادية وعالمية جديدة الى المجموعة حيث قدمت مجموعة البريكس الدعوة مع بداية العا م الحالى إلى 6 دول للانضمام لعضويتها بدءاً من يناير 2024، وهي مصر والسعودية والإمارات وإيران والأرجنتين وإثيوبيا ، وهذا مايعزز قوة البريكس مما يسهم فى اقامة نظام عالمى جديد يسهم فى توازن القوى الدولية ،
مكاسب الانضمام إلى مجموعة بريكس:
هناك العديد من المكاسب الاقتصادية والجيوسياسية المترتبة على الانضمام إلى البريكس من بينها:
– تشجع مجموعة بريكس التعاون الدبلوماسى بين الدول الأعضاء.
– تعمل مجموعة بريكس على زيادة الاستثمار بين الدول الأعضاء.
– تعمل مجموعة بريكس على تعزيز التعاون الأمنى ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
– تعمل على تبادل الخبرات والتكنولوجيا فى مجالات الصناعة والزراعة والطاقة وغيرها.
– تشجع مجموعة بريكس على التعاون التجارى بين الدول الأعضاء
انضمام مصر إلى تجمع البريكس:
أعلن رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوسا، خلال قمة مجموعة البريكس فى جوهانسبرج أن مصر – إلى جانب المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والأرجنتين، وإيران وإثيوبيا – من المقرر أن تنضم إلى الكتلة بداية من عام 2024. تضم مجموعة البريكس بعض الاقتصادات الكبرى فى العالم. ويمثل هذا التجمع نحو 30% من الاقتصاد العالمى و43 من سكان العالم.ومن خلال إنشاء هذه الكتلة الاقتصادية، سعت الدول المؤسسة إلى تحقيق عدد من الأهداف الاقتصادية والسياسية والأمنية التى من شأنها تشجيع التعاون الاقتصادى. وبشكل منفصل، سعى أعضاء البريكس إلى إنشاء نظام اقتصادى عالمى موازٍ قادر على كسر هيمنة الدولار الأمريكى واحداث عملية التوازن في التداول للعملات بين الدول ودعم اقتصادياتها،
ويعدانضمام مصر إلى تجمع دول البريكس خطوة مهمة نحو فض الارتباط بشكل تدريجى بالدولار الأمريكى مما سينعكس على الجنيه المصرى من عدة جوانب أهمها ارتفاع سعره أمام الدولار، لاسيما فى حالة الاتفاق على التصدير بنظام الصفقات المتبادلة، أو بنظام العملات المحلية المتبادلة مع تجمع بريكس .
هذا مااكدتة الاوراق البحثية فى المؤتمر على أن العالم يشهد تحولات عالمية لصالح قوى جديدة تصنعها مجموعة دول البريكس .
خالص تحياتى دكتور/ سهام عزالدين جبريل

مقالات ذات صلة