آراء وتحليلات

كلمة العدد 1391.. “”الصبر الاستراتيجي””

يكتبها د. محمود قطامش

كثيرون كانوا ينتقدون ولو همسا سياسة الصبر الاستراتيجي التي انتهجتها الاداره المصريه في التعامل مع الملفات الساخنه والاكتفاء بالتعامل مع اثار المشكله دون الانغماس الظاهري فيها نقدم عزيزي القارئ اليوم نموذج بعد عام من التقارب المصري التركي والذي شهد وقتا طويلا من الاخذ والجذب انتهي بزياره تاريخيه للرئيس المصري الي تركيا ردا علي زيارة الرئيس التركي الي مصر وهذا النموذج لا يحتاج الي خبير ليطلعنا علي نتائج هذا التقارب مما لا شك فيه ان تجاوز الخلافات او تبريدها علي الاقل احدث تاثيره علي الساحه الافريقيه فتحولت دول من ساحات للصراع والمنافسه والتضاد الي ساحات للتعاون والتوافق والفائده المشتركه والتي سيتم ترجمتها مستقبلا الي مصالح اقتصاديه جيوسياسيه مشتركه انظر الي الساحه الليبيه ستجد ان طرفي الصراع في ليبيا اتجها للعمل معا لحل مشاكلهم التاريخيه لخلق فرصه لاعادة بناء الدوله وتعزيز المصالح المشتركه بين ليبيا ومصر وتركيا في آن واحد ….. ولا شك ايضا ان التقارب المصري التركي انتج تعاونا مشتركا في الملف الصومالي المتشابك امام محاولات الامتداد الاثيوبي للوصول الي ساحل البحر الاحمر عبر اقرار اعتراف بجمهورية ارض الصومال المنفصله عن الصومال مقابل منحهم ارض علي ساحل البحر الاحمر عشرين كيلو لانشاء ميناء تخدم المصالح الاثيوبيه وقد تهدد المصالح المصريه في الملاحه عبر البحر الاحمر الي قناه السويس الأمر الذي يتعارض مع رغبه الدوله المصريه في اقرار اتفاق قانوني ملزم لتنظيم تشغيل سد النهضه احتراما للحقوق التاريخيه لدولتي المصب في مصر والسودان …. واليوم تفوز المعارضه في جمهورية ارض الصومال وربما يكون ذلك اثرا من اثار الوجود المصري علي ارض الصومال والذي من الممكن ان نري اثاره مستقبلا في رفض التوقيع ومنح اثيوبيا منفذا علي البحر الاحمر ……. نذكر هذه الامثله عزيزي القآرئ مؤكدين علي اهميه الصبر الاستراتيجي الذي انتهجتها الاداره المصريه خلال العشر سنوات السابقه بالاكتفاء بالتعامل صبرا مع اثار المشكلات دون الانغماس الفعلي فيها والانتظار لحين احداث الانفراج للنفاذ للحل الذي يحقق المصالح الاستراتيجيه المصريه وقد قدمنا دليلا لنجاح هذه السياسه في كل من ليبيا والصومال نتيجة لهذا التقارب بعد صبر طويل من الاداره المصريه علي كل المماحكات التركيه السابقه .
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش
[email protected]
مصر تلاتين

مقالات ذات صلة