كارول منصور مخرجة «حالة عشق»: القصف على لبنان أصابنا بالاكتئاب خلال التصوير
عرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الفيلم التسجيلي الطويل “the state of passion” حالة عشق، عن عن الأستاذ البريطاني – الفلسطيني غسان أبو ستة المشارك في علم الجراحة، وجراح التجميل والترميم الشهير، والذي ذاع صيته عالميا خلال الحرب الأخيرة والمستمرة على قطاع غزة.
وتدور أحداث الفيلم وتقترب أكثر من الرجل صاحب أشهر الخطابات من أمام مستشفى المعمداني بعد المجزرة التي وقعت هناك في 17 أكتوبر 2023، ويأخذنا الفيلم في رحلة داخل منزله، مع والدته وعمه وزوجته وأطفاله، وينقسم العمل على المستوى التسجيلي بين حياة الرجل خلال الفترة التي قضاها في غزة، وحياته كأب في المنزل وعلاقته مع أبنائه.
ويركز الفيلم، على تأثير رحلات غسان المتكررة إلى غزة أثناء الحروب وخاصة الحرب الأخيرة على عائلته، ويرصد العمل قلقهم وخوفهم وأفكارهم خاصة عندما يتغيب لأيام دون إرسالة رسالة طمأنينة واحدة.
والفيلم من إعداد وإخراج المخرجتين كارول منصور ومنى خالدي، وهما صديقتان لـ”أبو ستة”، وقررتا صناعة فيلم عنه بعد عودته إلى غزة مع انطلاق الحرب على القطاع للمشاركة في علاج الأطفال الجرحى، وحصل الفيلم على تفاعل إيجابي من الجمهور في قاعة العرض، وتقرر إعادة عرضه مرة أخرى مع أفلام تسجيلية أخرى؛ نظرا لإقبال جمهور المهرجان عليها.
وفي هذا السياق، أجرينا حوارًا مع المخرجة كارول منصور، والتي شاركت في إخراج الفيلم مع منى خالدي، وتحدثت كارول منصور عن كواليس صناعة الفيلم لـ”الشروق”.
– لماذا كان اختياركم لمهرجان القاهرة السينمائي النافذة الدولية الأولى لعرض الفيلم؟
مهرجان القاهرة السينمائي مهرجان مهم للغاية، من أقدم المهرجانات في العالم العربي ومعروف، وهذا العام كانت للمهرجان والفنان حسين فهمي وقفة عظيمة مع فلسطين؛ لذا كان مهم جدا بالنسبة لنا أن يعرض الفيلم بمكان مثل القاهرة.
– ما سبب اختيارك للطبيب غسان أبو ستة موضوعا لفيلم الجديد بعد (عودة عايدة)؟
ما يحدث في غزة كان مستفزا لنا وكنا حاسين إنه لازم نقوم بعمل أي حاجة، وكل يوم كنت أفكر ممكن أعمل إيه، هل فيلم قصير أم مجموعة أفلام قصيرة، أو مجموعة منشورات على إنستجرام، كنت غير قادرة على التركيز ومشتتة، ودكتور غسان صديق لي ولمنى، وبالطبع هذه ليست المرة الأولى التي يذهب إلى غزة، وعندما غادر غزة وجاء إلى الأردن هذه المرة، جاءت الفكرة.
وقررنا عمل فيلم عن دكتور غسان؛ لأنه هو ليس طبيبا وجراحا معروفا فقط، إنما إنسان لديه بعد سياسي عميق، وشخص أفكاره منظمة، وهو يعرف غزة جيدا وفلسطيني الأصل وزوجته من غزة، لذلك كان مناسبًا 100% لكي نصنع فيلما عنه.
– كم المدة التي استغرقها الفيلم تصويره ومونتاجه؟
رحلة العمل كانت عبارة عن مواكبة للأحداث مع الدكتور غسان، بدأنا تصوير في 21 نوفمبر 2023، وتجولنا معه في لندن وبيروت والأردن والكويت، وتم التصوير مع عائلته في أماكن مختلفة، كنا نتنقل معهم، وتقريبا انتهينا من التصوير في شهر مارس 2024.
وبدأنا مرحلة المونتاج، والتي كانت مرحلة طويلة وشاقة جدا؛ لأن المادة المصورة كانت كبيرة، لأنه شخص متحدث جيد ولديه الكثير من الأفكار المهمة، لذلك كانت أول نسخة من الفيلم تخرج من المونتاج مدتها 3 ساعات، وهي بالطبع مدة طويلة بالنسبة للجمهور، لذلك عدنا للعمل عليها مرة أخرى، وقد انتهينا من الفيلم قبل المهرجان بـ5 أيام تقريبا.
كنا نعمل كثيرا وفي عجلة من أمرنا، أحيانا كنا نعمل على النسخة لمدة 15 و17 ساعة في اليوم كي نستطيع الخروج بالحكاية وعرضها ضمن برنامج الأفلام الفلسطينية في مهرجان القاهرة السينمائي، وكان ممكن إن الفيلم يخلص مونتاجه قبل هذه المدة، ولكن مع بداية القصف الإسرائيلي على لبنان أصبنا بالاكتئاب وكنا مشغولين في هذه الأحداث.
– ما هي الصعوبات التي واجهتكم في صناعة هذا الفيلم؟
لم يكن هناك صعوبات ضخمة أثناء مرحلة التصوير، من الممكن الصعوبة الوحيدة التي واجهتنا أثناء ذلك هي أن غسان شخص متحرك جدا، وسريع التنقل والتجوال في الأماكن، عندما كنت في لندن كنت ألاحقه بالكاميرا في الشارع وفي كل مكان، وأركض خلفه.
لكن الصعوبة الأكبر ربما كانت بمرحلة المونتاج، كان من الصعب علينا للغاية مشاهدة هذا الكم الضخم من الأرشيف الحقيقي والواقعي من داخل غزة، كان علينا مشاهدة ساعات وساعات من الوحشية والإبادة التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ويمكن اعتبار أكثر صعوبة واجهتنا في هذا الفيلم هي التمويل، نحن حصلنا على تمويل من 3 مؤسسات، ولكن تمويل صغير، وأكملنا إنتاج الفيلم من خلال تمويل أصدقاء وغير أصدقاء من دول مختلفة، وبصراحة ده كمان يخلينا نشوف قد إيه الناس كانت متعطشة لكي تشاهد فيلم عن غسان وتدعمه حتى يخرج إلى النور