الشيخة/ جواهر إبراهيم دعيج الصباح مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان خلال مؤتمر المرأة والسلام والأمن” بجامعه الدول العربية
هناء السيد
القت الشيخة/ جواهر إبراهيم دعيج الصباح
مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان كلمه الكويت خلال
المؤتمر الوزاري الرابع تحت عنوان
“تعزيز الحماية والإستجابة الشاملة لإحتياجات النساء في مناطق النزاع: نساء يواجهن الحروب” بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية
وقالت في البداية، يطيب لي أن أتقدم بجزيل الشكر للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمكتب الإقليمي للدول العربية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، على إستضافة النسخة الرابعة من المؤتمر الوزاري الرابع رفيع المستوى حول المرأة والسلم والأمن تحت عنوان “تعزيز الحماية والإستجابة الشاملة لإحتياجات النساء في مناطق النزاع : نساء يواجِهن الحروب”.
والذي يأتي إستكمالاً للمؤتمرات الوزارية الثلاثة السابقة في سياق إنفاذ أجندة المرأة والسلام والأمن، وبالتماشي مع قرار مجلس الأمن 1325.
كما أوَّد أن أثني على تلك المحاور الجوهرية التي ينطوي عليها جدول أعمال المؤتمر، والتي من خلالها سيتم تقديم فهم متكامل وشمولي حول معاناة المرأة في مناطق النزاعات.
إيماناً من دولة الكويت بدور المرأة فقد شَكَّلت لجنة وطنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1325 في ديسمبر 2023، علاوةً على السعي نحو مضاعفة أعداد النساء في كافة المناصب القيادية ومراكز صنع القرار، فضلاً عن القطاعات الأمنية، العسكرية، القضائية، والدبلوماسية، كما وتلعب المرأة الكويتية دوراً هاماً في قطاعات تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية في المناطق المنكوبة، لاسيما في الدول الشقيقة، حيث إرتفع مستوى دولة الكويت في مؤشرات المرأة والسلام والأمن WPS والصادر عن معهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن.
هذا ونظمت اللجنة الوطنية ورش عمل تدريبية متعددة بالتعاون مع المنظمات المعنية، تعريفاً بالقرار رقم 1325، وبالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الإقتصادية والإجتماعية لغرب آسيا (الأسكوا) والأمم المتحدة.
علاوةً على ذلك وبالتعاون مع بيت الأمم المتحدة في دولة الكويت ووفد الإتحاد الأوروبي والممثلة الخاصة للأمين العام لحلف الناتو لشؤون المرأة والسلام والأمن، وبالتعاون مع دولة الكويت ممثلة بوزارة الخارجية، منتدى يوم السلام بمناسبة الذكرى الـ 24 لإعتماد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن، وبما يسلط الضوء على جهود المرأة في مجالات السلام والأمن في دولة الكويت وخارجها.
إن إنعقاد هذا المؤتمر الوزاري، يأتي في ظل توقيتٍ دقيق للغاية، نظراً لما تمر به المنطقة العربية من أزمات ونزاعاتٍ متلاحقة، تُلقي بظلالها على كافة الفئات، لاسيما الضعيفة والمستضعفة منها، كالمرأة والأطفال، ولعلَّه باتَ من الواجب واللازم، إتخاذ كل ما يلزم إستشعاراً بمعاناتهم.
وإننا في دولة الكويت، إذ نُعرب عن بالغ قلقنا إزاء ما يتعرض له الأشقاء في فلسطين، لبنان والسودان، من إتساع في دائرة الإقتتال والعنف، وماتُخــلِّفه الصراعات هناك من تداعياتٍ مُدمية على الحالة الإنسانية، وتزايد في أعداد الشهداء والمدنيين الأبرياء، والتي تسترعي منَّا جميعاً مضافرة الجهود للوصول إلى حلٍ حاسم لوقف آلة القتل، وبشكل فوري، وندعو في هذا الصدد المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية المدنيين، وتأمين الحماية اللازمة لها، وضمان وصول المساعدات الإنسانية لمحتاجيها، والعمل على دمج إحتياجاتهم في الإغاثة وإعادة الإعمار.
كما نوّد أن نشير في هذا السياق بأن دولة الكويت ، ومن منطلق حرصها على دعم الأشقاء في غزة، وفي إطار تنفيذ هذا القرار، رعت وعبر وزارة الخارجية أكثر من فعالية، منها مؤتمر المرأة العربية السلام والأمن بتنظيم من الإتحاد الكويتي للجمعيات النسائية تحت شعار “وقف الحرب على غزة الآن وليس غدا” وبالتعاون مع منظمة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية، ومشاركة واسعة من الدول العربية، كما رعت معرضاً فنياً إنطوى على حلقة نقاشية حول المرأة الفلسطينية تحت عنوان ” نساء في الحرب – من فلسطين ” و بالتعاون مع مؤسسة الشيخة إنتصار سالم العلي الصباح الخيرية .
هذا وأود أن أشاطركم القلق نحو أهمية أن تضطلع الدول الأعضاء في دورها نحو إعمال حيثيات قرار مجلس الأمن رقم 1325، وما تلاه من قراراتٍ أممية ذات صلة، ووضعها محل تنفيذ، وبالتعاون مع كافة الأطراف المعنية لتحقيق الأهداف المرجوة، لاسيما في مجال تعزيز مشاركة النساء في مجالات السلم والأمن الدوليين، خاصةً في ظل تداعيات الأزمات والنزاعات في المنطقة العربية.
ختاماً، إن دولة الكويت ومن خلال هذا المؤتمر توجه نداءً للمجتمع الدولي، لإمعان النظر بالدَّور الهام الذي تَضطّلع به المرأة، وأن تدعم مسيرتها، وتُحيي صمودها، لاسيما في مناطق الإقتتال والنزاع المُحتَدِم، كما ونجدد دعوانا بأن تتكلل أعمال هذا المؤتمر بالنجاح وفق المأمول والمرجو.