وزير الأوقاف: تصاعدت فكرة الإلحاد بشكل كبير في العالم منذ 2005
الأزهري: ضرورة إجراء نقاش فلسفي عميق على غرار أطروحات ابن رشد والغزالي
أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وجود تصاعد كبير في ظاهرة الإلحاد عالميًا منذ عام 2005، حيث بدأت هذه الموجة بالتوسع لتصل إلى العالم العربي والإسلامي بعد عام 2011مضيفًا أننا وجدنا نماذج من الرموز العربية في الثلاثينيات والأربعينيات سلكت مسلك الإلحاد؛ مثل عبد الله القصيمي، وجميل صدقي الزهاوي، وإسماعيل مظهر، وإسماعيل أدهم، الذين قدموا أطروحات ملحدة خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، لكن هذه الموجة سرعان ما انحسرت.
جاءت تصريحات الأزهري خلال مشاركته في افتتاح مؤتمر دار الإفتاء الدولي الرابع والثلاثين، الذي عُقد بالتعاون مع الجمعية الفلسفية المصرية تحت عنوان: “الفلسفة الإسلامية حاضرها ومستقبلها في العالم”، برئاسة الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، والدكتور مصطفى النشار، رئيس الجمعية الفلسفية المصرية.
وأضاف الأزهري أن موجة أخرى من الإلحاد ظهرت في السبعينيات، حيث ناقشها المفكر مصطفى محمود في كتابيه “رحلتي من الشك إلى الإيمان” و”حوار مع صديقي الملحد”، لكنها أيضًا تراجعت لاحقًا. إلا أن الموجة الحالية للإلحاد تمثل تحديًا فكريًا كبيرًا، إذ إنها تنشر مفاهيمها بين قطاعات واسعة من الشباب، واجتهدنا في حصر ما يمكن أن يزعج العقل فيما يتعلق بالإيمان.
وأكد وزير الأوقاف رصد ما يقرب من سبعين إشكالية وزعت على ثلاثة أنماط من العلوم، علم الكونيات، وعلم الفيزياء، وعلم الفلسفة، مشيرًا إلى أن أشهر من نَظِّر للإلحاد “ستيفن هوكنج”، و”كارل ساغان”، وغيرهما من الأساتذة، مضيفًا أنه ظهر كتاب (وهم الإله) لهوكنج، الذي تصدى لمناقشته من البعد الفلسفي الفيلسوف المسيحي “وليام لين كرايغ”، وألَّف كتابًا اسماه (حجة الكلام الكونية)؛ تأثرًا منه بعلم الكلام عند المسلمين واشتباكًا مع أطروحة الإلحاد.
وأوضح وزير الأوقاف أن الإلحاد يدور في أربع مدارس، هي: الملحد المطلق، وهو الذي ينفي الألوهية بكمالها، والملحد الربوبي، وهو الذي يعترف بالألوهية وينفي الشريعة والوحي، والملحد اللاأدري، والملحد المنفجر نفسيًا، مضيفًا أن هناك فلاسفة يؤمنون بوجود الإله، ونقلوا الإيمان من منطق الدليل العقلي إلى منطق الدليل الأخلاقي قائلين بأن الله لا يستدل عليه بالعقل.
وأكد الأزهري على أهمية تجديد النقاش الفلسفي العميق في العالم الإسلامي، مستلهمًا أطروحات الفلاسفة المسلمين الكبار مثل ابن رشد، والغزالي، وعلاء الدين الواسطي. كما دعا إلى ضرورة إحياء العلوم العقلية والفلسفية التي أُهملت لفترات طويلة، مشيرًا إلى أهمية إعداد أجيال جديدة من المفكرين والفلاسفة القادرين على مجابهة التيارات الفكرية والإلحادية المعقدة.
وفي ختام كلمته، أشار إلى مناقشة أجراها مع قداسة البابا حول قضية الإلحاد، موضحًا أن التصدي لها يتطلب العودة إلى الفلسفة والعلوم العقلية التي تم تحجيمها أو تحريمها في بعض الفترات.