وكيل الأزهر: إن لم نخطط للتعامل مع الذكاء الاصطناعي للإفادة من فرصه وتجنب مخاطره فلن نضمن نتائجه
أكد وكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضويني، أن الذكاء الاصطناعي مجال جديد يثبت أقدامه يوما بعد يوم في مجالات الحياة، مشيرا إلى أنه إن لم نخطط للتعامل معه بمعايير تضمن الإفادة من فرصه، وتجنب مخاطره المحتملة، فلن نضمن نتائجه.
وأضاف الضويني، خلال مشاركته في المؤتمر العاشر لكلية التربية بجامعة الأزهر، أمس، تحت عنوان: «الذكاء الاصطناعي ومنظومة التربية: بين الطموحات والمخاطر»، أنه من الواجب أن نلقى الذكاء الاصطناعي بتخطيط استراتيجي مرشد، والتاريخ يثبت أن الأمم التي تتبنى التخطيط كأسلوب للحياة يمكنها أن تتدارك أخطاء ماضيها، وتحسن إدارة واقعها، وتتنبأ بمستقبلها.
وذكر أن التخطيط من مميزات الحضارة الإسلامية، فهو مبدأ ديني بامتياز، وقد تجلى هذا التخطيط في كثير من آيات القرآن، ووقائع السيرة النبوية.
ولفت الضويني إلى أن ما نعيشه اليوم من فيض معرفي وتكنولوجي يوجب علينا أن نحرص على أن تكون الأمم صاحبة خطط طموحة وواقعية، وإلا كانت في خطة غيرها، مؤكدا أن التربية وعلومها لن تكون بمعزل عن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، التي يمكن أن تسهم في تطوير العمل التربوي، وتحسين استراتيجياته، واتخاذ القرارات بصورة عامة.
وذكر وكيل الأزهر الشريف، أنه إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرا على تطوير الأنظمة والبرامج التي تحاكي قدرات العقل البشري في التحليل المنطقي والاستنتاج الموضوعي، من خلال قدرته على معالجة كم هائل من البيانات بكفاءة وسرعة مع ضمانة تفوق الإنسان في بعض العوامل؛ فإننا لا بد أن نأخذ في الحسبان التحديات الكبيرة والمخاطر المتعددة التي قد تصحبه؛ مثل التهديد للوجود البشري، أو التدمير الناتج عن استخدام تطبيقاته بطرق غير أخلاقية.
وتابع: العصر المعاصر الذي لا يمكن تجاوزه، ولا التغافل عن عطائه، شأنه شأن كل منجز حضاري، لا يملك الإنسان رفاهية الاختيار في رفضه أو قبوله؛ وإنما عليه أن يتلقاه بالإيجابية، وحسن الاستثمار، والتفاعل المثمر؛ ليكون أهلا للخيرية التي وصف الله بها الأمة للحياة. ومن الواجب على العقلاء الأمناء أن يحسنوا قراءة ماضيهم وهضمه، مع حسن استثمار لمعطيات العصر ومنجزاته.
وأعرب وكيل الأزهر، عن ثقته بأن هذا المؤتمر قادر على الإجابة عن التساؤلات التي يمكن أن تطرح حول قدرة الذكاء الاصطناعي على ترفير تجارب تعليمية تثري العملية التربوية، وأثر هذه البرامج على العمل الجماعي والبيئات التربوية، وما تضيفه من مهام جديدة للتربويين، وإمكانية أن يكون الذكاء الاصطناعي فرصة حقيقية لتوصيل المعرفة إلى الأماكن النائية والمحرومة، آملا في أن تسهم أبحاث المؤتمر في تقديم رؤية متكاملة حول التعامل مع الذكاء الاصطناعي بحذر ويقظة، مع ضمانات الحفاظ على القيم والهوية.