أخبار مصر

سمير مرقص: المبادرة الرئاسية للحوار الوطني تجسد المعنى الحقيقي للمواطنة

قال المفكر الدكتور سمير مرقص مساعد رئيس الجمهورية لملف التحول الديمقراطي السابق إن المبادرة الرئاسية بالحوار الوطني جاءت في توقيت رائع، وتجسد المعنى الحقيقي للمواطنة، وأكد أن عبقرية التوقيت تكمن في ملائمتها للمستجدات المتعلقة بالسياق المصري والإقليمي والدولي. 

وأشار «مرقص» إلى أن مصر بحاجة في هذا التوقيت إلى آلية للحوار في ظل ضعف دور الأحزاب السياسية، وأوضح أنه عند طرح المبادرة لاقت استجابةً كبيرةً من جميع فئات الشعب، وحققت تفاعلًا كبيرا بطلبات تواصل من المواطنين مع أمانة الحوار.

تفاعل كبير مع المبادرة

وتباع «مرقص»:  لم يقتصر تلقي طلبات التواصل على أشخاص عاديين فقط بل شملت أفرادًا أو ومؤسسات متنوعة للتفاعل معها، وهو ما يعكس أن هناك طلبًا ورغبة حقيقية في الحوار.

جاء ذلك خلال لقائه مع الإعلامي أحمد العصار في برنامج «حوار عن قرب» الذي يذاع على قناة «TEN » الفضائية.

وأكد أنه لا بد من دعم هذا التوجه بآلية مستمرة، نظرا لأهميته في التواصل مع الأجيال الجديدة وللحفاظ على النشء من التشويش الفكري خاصة عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وما يتم طرحه عليها من أفكار مغلوطة من الصعب التأكد من صحتها في ظل فوضى المعلوماتية عبر الشبكة العنكبوتبة.

وعن مفهوم المواطنة كما يراه قال «مرقص»:  إنها تعني  – بأبسط تعريف – حراك الإنسان اليومي من أجل حقوقه والشعور بالعدالة والمساواة، ولا يمكن أن يكون مواطنا إلا اذا تحرك باتجاه تحقيق هذه الأهداف عمليًا على الأرض.

مخاطر الحداثة التكنولوجية

وأوضح «مرقص»أن هناك أبعاد مدنية وثقافية واجتماعية وسياسية للمواطنة وعلى المواطن أن يتحرك بتناغم من أجل تحقيق هذه الأبعاد عمليًا.

وحذر من الاستخدام الخاطئ للحداثة التكنولوجية، وأكد أنه علينا استكشاف كل المستجدات أولا بأول، وتفادي مخاطرها، والاستفادة من ميزاتها واستشراف ما سيكون عليه العالم في المستقبل وهو ما تضمنه محتوى كتابه «الذكاء الاصطناعي والحروب والتنمية  المستدامة»

ونوه إلى أنه لا أحد يستطيع وقف التطور التكنولوجي بعد أن أصبح بطفرات سريعة متتابعة ومذهلة في التقنيات المختلفة  وتكمن المخاطر في سوء استخدام هذه التقنيات، وهنا يتحتم عمل وعي جمعي بمشروع يلجم مضار هذه التكنولوجيا وهذا الأمر ليس مستحيلًا ونحن نحتاج إلى تحسين التعليم والثقافة ليقدما أفكارًا للمواطن البسيط تكون بمثابة حصن منيع ضد مخاطر أي تكنولوجيا ضارة.

تطور الحركة الثقافة في مصر

وعن تطور الحركة الثقافية عبر أكثر من قرن قال «مرقص» إن الحراك الثقافي المصري شهد تطورات كبيرة بين هبوط وصعود عبر حقب متعددة، وشهد عصر رفاعة الطهطاوي ذروة النهضة الثقافية، في الربع الأول من القرن التاسع عشر  وما بعده .

 وبعد ثورة يوليو عام 1952 كان هناك اهتمام بالثقافة كرؤية ومشروع استطاع استيعاب مبدعي ما قبل يوليو مثل: نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم مع يوسف إدريس ونعمان عاشور بالتوازي مع نهضة سينمائية وبعد حرب أكتوبر حدث تراجع ثقافي ويحسب لحقبة الثمانينيات أنها فتحت المجال الابداعي الثقافي دون تدخل من الدولة وشهدت هذه الفترة عمالقة في الثقافة بمجالات السينما والأدب والطرب وغيرها.

وأوضح أنه ضمن الأسباب الرئيسة لتراجع الحركة الثقافية حين تم النظر للثقافة كمشروع «اقتصادي» ولذا لم يعد هناك مشروع يمكن تبنيه نظرًا لغلبة الإنتاج «السوقي» وانحدار الذوق العام بكثير من الظواهر الفنية السلبية ومنها على سبيل المثال محتوى أغاني المهرجانات، كما شهد عدد الأفلام تراجعًا كبيرًا مقارنة بالعهود السابقة التي كان الإنتاج السينمائي بها يتجاوز 100 فيلم سنويًا.

وأوضح «مرقص» أن التكنولوجيا المتقدمة في المجالات الإبداعية تعطينا  فرصة  من جديد لإحياء المشروع الثقافي على غرار مابدأه رفاعة الطهطاوي وثروت عكاشة ويمكن تبني الفكرة كمشروع  كبير للتنوير.  

أحلام فترة العزلة

وعن ظروف تأليف كتابه «أحلام فترة العزلة» أوضح مرقص أن الفكرة جاءته أثناء عزلته في منزله خلال فترة انتشار فيروس كورونا عام 2020، وحوَّل هذه الفترة لحالة بحثية لاستشراف ملامح العالم ما بعد الكورونا وكان الكتاب محاولة لفهم هذا العالم الجديد خاصة أن العالم بعد كورونا لم يعد كما سابقه بعد التسارع الرهيب في التقنيات التكنولوجية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *