حارس السر الإلهي.. روايات استعادت جلال الدين الرومي
تمر اليوم، ذكرى رحيل العلامة الصوفي مولانا جلال الدين الرومي، إذ رحل عن عالمنا في 17 ديسمبر من عام 1273م، قدم جلال الدين الرومي المكتبة الإنسانية بالعديد من المؤلفات الشعرية، وكان لشعره التأثير الكبير في الأدب الفارسي والتركي والعربي والأردي، كما أثر في التصوف، كما غنى نجوم موسيقى بوب غربيون مثل مادونا ترجمات أشعار الرومي لتعظيمه قوة الحب، واعتقاده في الفائدة الروحية للموسيقى والرقص.
وكانت حياة جلال الدين الرومي، ورباعياته مادة غنية للباحثين على مدار السنين، وكذلك جذب القطب الصوفي الروائيون لتناول سيرته، وتحويلها إلى رواية أدبية، ومن أبرز الأعمال الأدبية التي ظهر فيها “الرومي”:
لا تسقني وحدي
رواية تأخذنا بلغتها الغنية إلى العالم الصوفيّ الشفاف، كتبها سعد مكاوي بخيال طموح يمزج الأزمنة، ويقيم علاقات مدهشة بين الشخصيات، احترف بناءها منذ روايته الفذة «السائرون نياما»، ماذا سيحدث لو اجتمع السهروردي جنبًا إلى جنب مع ابن الفارض والشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي والشيخ العز بن عبد السلام؟ ماذا سيقولون عن خبرة الإنسان ومعاناته من أجل الوصول إلى الحقيقة؟ ماذا سيعلّمون «علاء الدين» بطل هذه الرواية الصعيدي المصري الذي هجر الجنوب مع زوجته، ليلحّن المواويل على نايه ويحفّظها للناس؟
قواعد العشق الأربعون
تتحرك الرواية التي كتبتها الروائية التركية أليف شافاق وحققت نجاحا كبيرا حول العالم، عبر ثلاث روايات مرة واحدة وفي زمنين مختلفين تفصلهما ثمانية قرون تقريبا، تحكي عن شمس الدين التبريزي مؤسس “قواعد العشق الأربعون” الذي استطاع أن يغير شخصية صوفية فذة كجلال الدين الرومي ليصبح شاعراً.
وتحكى الرواية قصة تحول جلال الدين الرومي الفقيه الخطيب المفوه الذي استحوذ على مشاعر الناس في القرن الثالث عشر، قرن الصراعات الدينية والطائفية، بفعل هذا الصوفي إلى داعية عشق لا نظير له فخرج من قفطانه الديني الثقيل إلى لباسه العادي وهو يدعو إلى وحدة الأديان وتفضيل العشق الإلهي على غيره من متع الحياة.
في عام 1244 ميلادية، يلتقى الرومى بشمس الدين التبريزى الدرويش الجوال وقد غير لقاؤهما هذا حياة كل منهما، وبعد لقاء الرومى بهذا الرفيق الاستثنائى، تحول من رجل دين عادى إلى شاعر يجيش بالعاطفة، وصوفى ملتزم، وداعية إلى الحب، فابتدع رقصة الدراويش، وتحرر من جميع القيود والقواعد التقليدية.
حارس العشق الإلهي
وتحكى الرواية عن التاريخ غير المعروف لجلال الدين الرومى، وبحسب مؤلفها الروائي آدهم العبودى، فإن الرواية تقتفى أثر التاريخ الجغرافى والمكانى والإنسانى فى حياة كل من جلال الدين الرومى وشمس الدين التبريزى قبل أن يلتقيا، وترصد اجتياح التتار لبلدان الشرق وتدميرها، مدينة بعد مدينة.