
اللهم لا شماتة
كتب الإعلامي: محمد عبد المعز حميد
في العلاقات العاطفية، كثيراً ما تكون الثقة هي الأساس الذي يبنى عليه أي تواصل بين الطرفين. من أبرز الأمور التي يعتمد عليها نجاح العلاقة هي الأمانة والقدرة على احترام خصوصية الآخر، فالانفتاح والوضوح في التعامل يعدان من القيم الأساسية التي تضمن استمرارية العلاقة. ولكن في بعض الحالات، قد تتعرض هذه المبادئ للتهديد بسبب تصرفات غير مسؤولة من أحد الأطراف، مما يؤدي إلى فقدان الثقة ويضعف الرابط بين الطرفين.
على سبيل المثال، قد يكون الشخص في علاقة عاطفية مع شريك يتفق معه على الحفاظ على سرية الأمور الشخصية وعدم نقل الكلام أو الحديث عن تفاصيل العلاقة مع الآخرين. لكن في حالات كثيرة، نجد أن أحد الأطراف لا يلتزم بتلك الشروط، مما يؤدي إلى تراجع التواصل بين الطرفين ويخلق حالة من الشك وعدم الأمان. عندما يفقد الطرف الآخر الثقة في شريكه بسبب هذه التصرفات، قد تنتهي العلاقة فجأة دون سابق إنذار، ويختفي التواصل بينهما لفترات طويلة قد تصل إلى سنوات.
بعد مرور فترة من الانقطاع، قد تفاجأ بأن الشخص الذي كانت تربطك به علاقة قد اختار شريكاً جديداً، وهذه المرة قد يكون الاختيار بعيداً عن المعايير التقليدية أو الاجتماعية التي كان يتبعها في السابق. فمثلاً، قد يرتبط بشخص من مستوى اجتماعي أو مادي أقل، وهو أمر قد يبدو مفاجئاً للبعض خاصة إذا كان الشخص في مستوى اجتماعي أعلى. هذا النوع من الاختيارات قد يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب التي دفعت الشخص إلى اتخاذ هذا القرار، خاصة إذا كان هناك فارق كبير في الخلفية الاجتماعية أو الاقتصادية.
الاختيارات العاطفية ليست دائماً متوقعة أو منطقية بالنسبة للآخرين. ففي بعض الحالات، قد يختار الفرد شريكاً يتناسب مع مشاعره واحتياجاته الشخصية بغض النظر عن المعايير المادية أو الاجتماعية. قد تكون العلاقات التي تبنى على الحب والمشاعر الجياشة أكثر أهمية لبعض الأشخاص من العلاقات التي تعتمد على الظروف الاجتماعية. في النهاية، الشخص هو من يقرر ما يناسبه، وتظل العلاقات قائمة على الأسس التي يختارها كل طرف حسب رؤيته الخاصة.
على الرغم من أن المجتمع قد ينظر أحياناً إلى مثل هذه الاختيارات بعين الاستفهام، فإن كل شخص له معايير واعتبارات مختلفة عند اتخاذ قراراته العاطفية. ومن المهم أن نتذكر أن العلاقات العاطفية تحتاج إلى فهم واحترام متبادل، وتكون في النهاية نتيجة للقرارات الشخصية التي تختلف من فرد لآخر.
اللهم لا شماتة، ولكن أحياناً تبقى التساؤلات مشروعة.