آراء وتحليلات

الأسد أضحى فأرا

دكتور/ السيد مرسى

بشـــغف كبير، تابع الشرق والغرب فرار بشار الأسد فجر الثامن من ديسمبر الحالي و دخول فصائل المعارضة دمشق، وانتهت بذلك القبضة الحديدية لعائلة الأسد على سوريا والتي ظلت زهاء 54 عاما ، وصاحب فرار رأس الأفعى الى روسيا بعد أرتكبه العديد من الجرائم والانتهاكات ضد السوريين قبل وبعد اندلاع ثورتهم في مارس 2011، وقد شملت هذه الجرائم انتهاكات جسيمة للقانون الدولي وحقوق الإنسان، وتعتبر هذه الجرائم الأسوأ في القرن الحادي والعشرين، حيث تم قصف مناطق مدنية عديدة مستخدما البراميل المتفجرة والقذائف والصواريخ، ودمر العديد من الأحياء السكنية والبنية التحتية في حلب والغوطة ودرعا، وكذلك استخدام حصار تجويع المدنيين في الغوطة الشرقية ، واستخدم السلاح الكيماوى مثل السارين والكلور على مناطق مدنية أشهرها مجزرة الغوطة عام 2013 ، ومجزرة الحولة ومجزرة داريا، ذلك تحول ملايين السوريين إلى لاجئين ونازحين داخل سوريا وخارجها، وسمح نظام بشار الأسد بتدخل قوات أجنبية، مثل روسيا وإيران، والمرتزقة والمليشيات الطائفية بتنفيذ جرائم عرقية، وفقدت معه سوريا البشر والتراث الثقافي.

ولأجل إعادة بناء الدولة ينبغى، تحقيق ما جاء على لسان أحمد رحال، الضابط السوري المنشق عن نظام الأسد في يوليو 2012، بعدم وجود رجال دين في مواقع قيادية مثل وزارة الدفاع لأنه يثير المخاوف بشأن عقلية إدارة الدولة،” إن عقلية الدول لا تُقاد بعقلية الفصائل أو المشايخ أو التطرف”. لذلك نحن بحاجة إلى جيش سورى وطني يعكس تنوع الشعب السوري بكل مكوناته، ولا إلى تبعية دينية أو عرقية معينة.

والسؤال المطروح حاليا على الساحة هل يستطيع الجولانى ( أحمَد حُسين الشرع) أن يلعب هذا الدور الحاسم ويحقق الاستقرار في البلاد بعد انهاء خدمات جميع المنتسبين للجيش ، والأعلان عن إنشاء جيش سورى جديد يتكون من نخبة هذه الفصائل أصحاب الكفاءات بدون تدخلات عربية أو أجنبية ولاسيما انه لا توجد حاليا معارضة، لأنها هي التي تدير شؤون البلاد الأن ، وسوف نتغافل مؤقتا حول هذا السقوط السريع للعاصمة السورية دمشق و الذى لم يأخذ اكثر من عشرة أيام وهذا الترحيب الكبير من كافة الارجاء الغربية والأمريكية والأخرى العربية للجولانى القائد العام لهيئة تحرير الشام المُسلَّحة التي أسقطت نظام بشار الأسد خلال الحرب الأهليّة بل ارجو وأتمنى من سويداء قلبى أن لا يكون عبارة عن ماريونت يتلاعب به أخرين سواء فى واشنطن أو انقرة أو تل ابيب ، والأَيَّامْ حِبْلَى وَالاَمُورْ عَوَانْ ……….فَهَلْ تَرَى مَالاَ يَكونْ وَكَانْ .

الى اللقاء: دكتور/ السيد مرسى

 

 

مقالات ذات صلة