كلمة العدد 1398.. “”( سوريا الجديده ) اكثر العبارات ترديدا””
يكتبها د. محمود قطامش
في حوار نقله الصحفي الكبير هيكل بين الرئيس السوري الراحل شكري القوتلي والرئيس الراحل جمال عبد الناصر ايام الوحده مع سوريا تعليقا علي توقيع اتفاقية الوحده في فبراير عام ١٩٥٨ قال ” انت لا تعرف ماذا اخذت سيادة الرئيس اخذت شعبا يعتقد كل من فيه انه سياسي ويعتقد ٥٠٪ من ناسه انهم زعماء ويعتقد ٢٥٪ منهم انهم أنبياء بينما يعتقد ١٠٪ منهم علي الاقل انهم آلهه ” هذا التصنيف او قل هذا الوصف من الخبير والعارف باهله هدفه التدليل علي انعدام التجانس والتناغم المجتمعي والسياسي والثقافي بين المكونات السوريه ذات الولاء المتناقض للقوي الخارجيه والذي ينتج دوما حوار طرشان بين السوريين وعدم القبول لبعضهم البعض وعدم الاعتراف ببعضهم البعض ونتيجه لهذا سيكون من الصعب حكم هذه البلاد وقاطنيها .
……… قد تحتاج دليلا علي ذلك عزيزي القارئ سوريا من عام ١٩٤٩ ولمدة ٢١ عاما حتي عام ١٩٧٠ شهدت عشرة انقلابات عسكريه ناجحه وعشرة انقلابات عسكريه اخري فاشله حتي استولي الاسد وأجهز علي كل التقاليد في عام ١٩٧٠ …….. فهل التاريخ يعيد نفسه حيث تبدا المناكفات السياسيه بعد زوال حكم الاسد واستلام الإسلاميين السلطه المؤقته الحاليه او قل السلطه الدائمه المستقبليه وهذه المناكفات قد تتمدد او تنكمش في قادم الايام لانتاج نموذج (( سوريا الجديده )) التي ينادي بها مختلف السوريين وقواهم المسلحه والسياسيه كل علي هواه وعلي ماينتمي لكن الأكيد ان الكل يغني علي ليلاه …… سوريا الجديده اكثر العبارات ترديدا واستخداما هذه الايام لكن المعني يختلف باختلاف قائلها والجهه التي تنشدها فهل سوريا الجديده ستكون كما يقول البعض ( مدنيه ديموقراطيه ) او كما يطالب اخرون ( مدنيه ديموقراطيه لامركزيه او فيدراليه ) او ( سوريا إسلاميه معتدله ) او ( سوريا إسلاميه متشدده ) لكن التاريخ علمنا ان من ينتصر هو وحده الذي يستطيع ان يفرض نموذجه في النهايه بالطبع بالمشاركه مع من تولي دعمه وإيصاله الي الكرسي وغدا لناظره قريب لكني هنا احذر ان نشوة التغيير قد تخفت وتنقشع بسرعه وقد تتحول الي غضب شعبي إذا اكتشف السوريون ان مايسمعونه مجرد شعارات .
مع تحياتي
محمود صلاح قطامش
[email protected]
مصر تلاتين