آراء وتحليلات

الصعود الى الهاوية

دكتور / السيد مرسى

المؤكد أن مسلسل نظام التعليم ما قبل الجامعي أصبح فى “سبنسة” اهتمامات المجالس النيابية المتعاقبة واللجان المتخصصة عن التعليم ما قبل الجامعي ، فقضية التعليم ما قبل الجامعي سؤال مهم ومطروح ، لأنه يعكس قضايا مرتبطة بالاقتصاد والتعليم في مصر، وهناك عدة أسباب تجعل البعض يعتمد على الدروس الخصوصية كمصدر إضافي للدخل لأن الرواتب الممنوحة للمعلمين في القطاع الحكومي غالبًا ما تكون متدنية مقارنةً بمتطلبات المعيشة المرتفعة، مما جعل الطلاب وأولياء الأمور يعتمدون بشكل كبير على الدروس الخصوصية بسبب ضغط الامتحانات والمناهج المكثفة التي قد يصعب تغطيتها بالكامل خلال ساعات الدراسة الرسمية، بالإضافة الى وجود فجوة في جودة التعليم داخل المدارس الحكومية والخاصة يدفع أولياء الأمور للاعتماد على الدروس الخصوصية، مما يُغري بعض المعلمين بالتركيز عليها ، يضاف الى ان الإنفاق العام على قطاع التعليم في مصر غالبًا ما يكون أقل من المطلوب بكثير لأجل تحسين أوضاع المعلمين والبنية التحتية للتعليم التي تؤثر على جودة التعليم وقدرته على تحقيق اهداف التنمية ، مع نقص عدد المدارس في المناطق النائية والريفية مما يحد من فرص التعليم للأطفال وعدم صيانة المدارس ، وقلة المعامل العلمية المجهزة والتكنولوجيا الحديثة ( مثل أجهزة الكمبيوتر والانترنت ) أو التعليم الإلكترونى أو التعليم عن بعد.

فالحل الأمثل لذلك : هو زيادة رواتب المعلمين لتتناسب مع مستوى التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، مع تقديم حوافز مالية إضافية مرتبطة بالأداء والالتزام، وتحسين بيئة العمل داخل المدارس لتشجيع المعلمين على تقديم أفضل ما لديهم لتطوير النظام التعليمي وليقل معه الاعتماد على الدروس الخصوصية.، وهذا الأمر يتطلب إرادة سياسية قوية، تتضافر جهود الدولة والمجتمع لتحسين أداء المعلم المهني، ولا يترك الامر برمته الى اجتهادات السادة وزراء التعليم والتي تدور بين تحديد 6 سنوات أو 5 سنوات للمرحلة الابتدائية ، أوما بين شهادة ثانوية العامة أو بكالوريا ، فالأهم تقديم رؤية شاملة لمقترح جديد اسمة خروج نظام التعليم ما قبل الجامعي من هذا النفق المظلم ، ويُطرح ذلك الأمر للحوار المجتمعي من خلال دراسات مكثفة يشارك فيها خبراء تربويون وأعضاء المجلس القومي للبحوث التربوية وأساتذة كليات التربية، مع زيادة المخصصات المالية لقطاع التعليم وراعية الموهوبين ، حتى يتخرج أمثال الاديب الراحل عباس محمود العقاد الذى لم يعجبه التعليم المصرى عام 1949 ، فماذا سيقول العقاد الآن عند رؤيته للتعليم ما قبل الجامعي في مصر ؟

الى اللقاء: دكتور / السيد مرسى

 

مقالات ذات صلة