مقال لعادل رستم
القوى الناعمة هو مصطلح يستخدم لوصف قدرات الدول الثقافية والتي تستخدمها لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية. وتشمل هذه الأساليب الدبلوماسية والثقافية والاقتصادية.
ويمكن ان يكون تأثير القوى الناعمة كبيرًا في تحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية للدول. فالقوى الناعمة يمكن أن تساعد في بناء العلاقات بين الدول وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي.
من أمثلة القوى الناعمة ايضا الدبلوماسية والتي تعني استخدام العلاقات الدبلوماسية لتحقيق الأهداف السياسية.
ونرى انه تأثير القوى الناعمة بصبح إما إيجابيًا أو سلبيًا. فالقوى الناعمة يمكن أن تساعد في تحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية، ولكنها يمكن أيضًا أن تستخدم لتحقيق أهداف غير مشروعة.
وبمكن التدليل على تأثير القوى الناعمة هو تأثير الولايات المتحدة الأمريكية في العالم. فبالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها قوة عسكرية كبيرة، إلا أنها تستخدم القوى الناعمة لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية. منها ان تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية الدبلوماسية والثقافة والاقتصاد لتعزيز علاقاتها مع الدول الأخرى وتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية.
في مصر وفي حقبة الستينات تنامى دور القوى الناعمة المصرية وخاصة في مجال الأدب والفنون والصحافة والاعلام ولايمكن ان ننسى اسماء كتبت تاريخها باحرف من ذهب واثرت في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .
منهم وعلى سبيل المثال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وانيس منصور ويوسف وهبي وسميحه ايوب وأم كلثوم ومصطفى وعلى امين ومحمد حسنين هيكل وعبد الحليم حافظ وغيرهم كثر ..
كل منهم كان سفيرا لمصر وفي كل المحافل بل ان بعضهم كان يستقبل كرئيس دولة اثناء زيارته لدول عربية او غربية .
وقد لفتت إحدى الدراسات إلى إن القوى الصلبة أو التقليدية تُعتبر أحد موارد القوة الناعمة فقد تنتج جاذبية الدولة من إعجاب الآخرين بصورتها كنموذج للنجاح الاقتصادي أو التفوق العسكري (سمعة امتلاك القوة)، أو عبر تبنيها سياسة خارجية تقوم على مبادئ ذات قبول وإعجاب.
وأظننا اليوم ونحن نشهد تغيرات كبيرة في المجتمع العالمي علينا أعادة الاهتمام بالقوى الناعمة بداية لتشكيل وصياغة وصيانه مكتسبات الدولة وفي تحقيق تأثير اكبر لمحيطها العربي والافريقي والدولي.
وتاريخنا طويل وممتد وجذوره ثابته وعلينا استثمار كل الطاقات وبشكل ممنهج للوصول إلى كل الأهداف التي ترسم مستقبل أفضل .
