
أثر عنايات الزيات فى معرض الكتاب.. “الحب والصمت” رواية يتيمة وحضور دائم
كتبت الكاتبة الراحلة عنايات الزيات رواية وحيدة أثارت إعجاب العديد من النقاد والكتاب، فقد كان العمل الأول لها هو الأخير وهو رواية “الحب والصمت” التى صدرت بتقديم المفكر الكبير الراحل مصطفى محمود عام 1967، وقد كان انتحارها الغامض في سن الشباب وصدور روايتها بعد موتها سببًا لظهور اسمها في عالم الرواية العربية آنذاك، كما تم إنتاج فيلم سينمائي ومسلسل إذاعي مستوحيين من الرواية.
وهذا العام وفي الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، عاود اسم “عنايات الزيات” الظهور مجددًا في معرض الكتاب بعد غياب، بعدما أعادت “الهيئة العامة لقصور الثقافة” إعادة طباعة روايتها مجددا هذا العام.
وفي نوفمبر 2019 كتبت عنها الشاعرة إيمان مرسال كتابًا يتتبع أثرها، ويحاول كشف سيرتها الذاتية والسر وراء انتحارها بعنوان “في أثر عنايات الزيات” ونُشرت الطبعة الثانية من كتاب “فى أثر عنايات الزيات” في يناير 2020 كما صدرت الطبعة الثالثة في مارس 2020، كما فازت عنه إيمان مرسال بجائزة الشيخ زايد للكتاب.
في 18 مارس 1967، كتب أنيس منصور مقالة في جريدة الأخبار بعنوان “ولكن صدر كتابها بعد وفاتها بسنوات” حيث أشار فيها إلى قيام عنايات الزيات بعرض إنتاجها الأدبي – الذي وصفه “بالمتواضع” من مقالات ومشروع قصص قصيرة وتأملات رغبة منها في الاستفادة برأيه، وتشير إيمان مرسال في كتابها أن الكاتب أنيس منصور كرس معظم المقالة لعرض أحداث الرواية ومقتطفات منها، ولكنه أثناء ذلك قدم معلومات متناثرة لما يعرفه عن عنايات ومنها أنه أعطى لها ملاحظاته على مسودة الرواية، وهي رفضت أن تأخذ بها، كما أشار إلى أن الكاتبة لا تعرف اللغة العربية إلا بصعوبة وأن كل دراساتها بالألمانية.
ويعتبر الحوار الذي صدر في مجلة المصور في 16 مايو 1967 بعنوان “نادية لطفي تروي سر انتحار عنايات الزيات” من أبرز مصادر المعلومات المتاحة عن الكاتبة عنايات الزيات، حيث تشير فيه نادية لطفي إلى أن عنايات الزيات كانت زميلة الطفولة المبكرة لها، وأنها جلست بجوارها بالمدرسة واكتشفت أنها تحب الرسم مثلما تحبه نادية لطفي.
وفي هذا الحوار تشير نادية لطفي إلى أنهما كانتا تذاكران معاً، وتذهبان إلى السينما معاً، وتشير نادية لطفي إلى أن عنايات قد دفعت بروايتها “الحب والصمت” إلى الناشرين فتلكؤوا في الرد عليها، ثم جاءها الرد من الناشرين بأن الرواية لا تصلح للنشر.
ومن مقاطع رواية عنايات الزيات “الحب والصمت” التى عنيت فيها بفكرة تسجيل المشاعر في حالات مختلفة: “أنا في الثامنة عشرة، سن الشباب كما يقولون، لكني أشعر أننى هرمت فجأة وأصبحت كهلة. أوراق الشجر تتساقط على أرض الحديقة، وتتجمع في زوايا الشَّارع، ويتساقط معها فيض من الذِّكريات الحزينة في خاطري، ويدفع بإحساس حزين ساحق إلى قلبي فيغمره بظلامه، ويجتاح نفسي من جديد شعور حاد بالضياع”.