آراء وتحليلات

زيطة وزمبليطة

 

دكتور / السيد مرسى

بعد مخاض عسير وحلم رواد قطاع غزة وأحرار العالم لأكثر من 15 شهرا، بوقف آلة التدمير والخراب الإسرائيلية التى طالت البشر والحجر، تم وقف اطلاق النار رغم انف نتنياهو بعد فشله امام المقاومة الباسلة ، ومعه عمّت الأفراح في أرجاء فلسطين والقطاع ودق الشباب الطبول واطلقوا الأبواق وارتفعت الزغاريد والضحكات ورقص الأهالي بالشوارع وخرج المواطنون إلى الأزقة والمناطق المتضررة، يعانقون بعضهم البعض، ويتنفسون الصعداء بعد فترة عصيبة عاشوها تحت القصف والدمار، وهتفوا لرجال المقاومة ،وعم الفرح فى بلدان كثيرة في ارجاء المعمورة ، فى مشهد يصعب بل يستحيل تصويره في سينما هوليوود ، حيث واصل الألاف من الفلسطينيين النازحين العودة إلى شمال وادي غزة وقد حملوا القليل من أمتعتهم في طريق العودة الشاق في مسير يبلغ طوله سبعة كيلومترات وصولاً إلى مدينة غزة، وفى هذا المشهد تجمعت أعداد كبيرة من المركبات، وهذا الاصطفاف يصل إلى أكثر من ثلاثة كيلومترات على طريق صلاح الدين في طريق العودة إلى مدينة غزة، من خلال شارعي الرشيد وصلاح الدين، وسط أجواء فرحة وعزيمة وإصرار تؤكد وبقوة على إفشال مخطط ترامب فى التهجير الى كلا من مصر والأردن ، والمخالف لاتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر في مادتها 49 بشكل قاطع النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين من الأراضي المحتلة، كما يصنف نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في المادة 8 بأن التهجير القسري جريمة حرب تستوجب المحاكمة الدولية ، وكذلك اثبتت هذه العودة الجماعية لشمال غزة بالتشبث بالأرض ، و كذلك رفض المسئولين فى مصر والأردن هذا التهجير ، وان كنت أود ان يكون هذا الرفض يكون من اعلى سلطة في البلدين كما فعل بيترو رئيس كولومبيا الذى هاجم تصريحات ترامب بشأن المهاجرين وقناة بنما وشدد على عدم خشتيه من الحصار الأمريكي ، وارسل طائرته الخاصة لنقل المهاجرين الكولومبيين.

وكذلك هذا المشهد المهيب في الشكل والمضمون الذى صنعته فصائل المقاومة عند تسليم الدفعة الثانية ، من خلال مشهد عسكري تشارك فيه رجال المقاومة ، على متن مركبات حديثة الصنع صنعت ابهار للمشهد ، وجاء بعضهم على متن دراجات نارية، وحضور المجندات الإسرائيليات الأربع دانييل غلبوغ، وليري إلباغ، ونعمه ليفي، وكارينا أرئيف، وقد اعتلين منصة مراسم التسليم مبتسمات، ويلوحن بأيديهن للحشود الذين يلوحون بالأعلام الفلسطينية ويلقون الورود على رجال المقاومة ، لأعظم تعبير على التلاحم العميق بين أهالي القطاع و المقاومة – طِبتُم يا أهل فلسطين وغزة في القلب، وطَاب عِيدكُم بالنصر المبين بِرفقة من تُحبون.

الى اللقاء: دكتور / السيد مرسى

 

مقالات ذات صلة