
أصل الحكاية المسجد القدس
دكتور السيد مرسى
كشف دونالد ترامب الملعوب بإعلانه المثير للجدل بشأن قطاع غزة، بجلاء أن حقيقة الصراع بين الفلسطينيين والأمريكان، وتهجير سكانها إلى دول الجوار (مصر والأردن) ، قوبل ذلك بالرفض والنقد ، واعتبرتها حماس “عبثية” والمراقبين وجدوها انتهاك للقانون الدولي ولتجاهل حقوق الفلسطينيين في العودة لديارهم ، ومن ثم أثارت هذه التصريحات العديد من علامات الاستفهام أولها ماذا يريد ترامب من قطاع غزة؟
والاجابة : أصل الحكاية ليست غزة بل المسجد الأقصى، والذى يقع في مدينة القدس داخل البلدة القديمة، وهو جزء من الحرم القدسي الشريف الذي يمتد على مساحة 144000 متر مربعا ويشمل قبة الصخرة والمسجد القبلي والمصليات والساحات ، ويُعتقد أن سيدنا آدم عليه السلام كان أول من وضع أساس المسجد الأقصى، كما ورد في الحديث النبوي الشريف بأن الفرق الزمني بين بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى هو أربعون عامًا، وأن النبي إبراهيم عليه السلام زار المكان، ويقال إنه جدّد البناء، وكذلك النبي سليمان عليه السلام ، وعندما أسري بالنبي محمد ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في حادثة الإسراء والمعراج، أصبح للأقصى مكانة عظيمة في الإسلام ، وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب (636م)، تم فتح القدس وسلمها البطريرك صفرونيوس للمسلمين دون قتال، وقام عمر بتنظيف الموقع وأسس المصلى القبلي في المسجد الأقصى ، وجاء الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان (685م) قام ببناء قبة الصخرة المشرفة، التي أصبحت من أبرز معالم المسجد الأقصى، وفى العصر العباسى شهد المسجد الأقصى تجديدات وإصلاحات عديدة بسبب تعرضه للزلازل في القرن العاشر الميلادى، وقد قام الفاطميون بترميمه ، و احتل الصليبيون القدس عام 1099م،وأظهروا حقدهم الدفين وحوّلوا المسجد الأقصى إلى كنيسة واسطبل للخيول، بينما قبة الصخرة أصبحت كنيسة أطلقوا عليها اسم “معبد الرب” ، وجاء القائد صلاح الدين الأيوبي وحرّر القدس في 1187م، وانسحبت الحملات الصليبية من كافة البلدان ، لان هدفهم فى الاستيلاء على القدس وهى الغاية والمبتغى لكل العصور ، وفى (1948) سقطت القدس تحت الانتداب البريطاني ، واحتل الصهاينة القدس الغربية، وظل المسجد الأقصى تحت الحكم الأردني، وعام( 1967) احتلت إسرائيل القدس الشرقية، وجاءت المقاومة بطوفان الأقصى لتدافع عنه انتهاكات الصهاينة ، و ترامب ( النجاشى ) يظن بالتهجير سيقضى على المقاومة.
لذلك: المسجد الأقصى ليس مجرد مكان عبادة، بل رمز للهوية الإسلامية والحفاظ عليه واجب ديني وقومي، وهو جزء من عقيدة المسلمين والله على كل شيء قدير وللأقصى نصير ومعين وبترامب قادر وكفيل.
الى اللقاء: دكتور السيد مرسى.