
الهيمنة وباب النجار
دكتور / السيد مرسي
لدى اعتقاد يشبه اليقين بالأمثال الشعبية، بإعتبارها دساتير تنظم سلوكيات للأجيال، فالقائل باب النجَّار مخلَّع؟؟ والحقيقة أن باب النجار لا يكون مُخلَّعًا إلا إذا كان نجَّارًا مشغولا بما هو أهم ! ، فلو وجد النجار فراغًا من وقته لالتفت إلى بابه ليُصلحه، وكذلك إذا قلت زبائنه، وهنا يقول “ابن المقفع”: (إذا جعل الكلام مثلاً كان أوضح للمنطق وآنق للسمع وأوسع لشعوب الحديث)، ولقد جاءني هذا التفسير؟ عندما مطالعتي لخبر اصطدام حاملة الطائرات النووية «يو إس إس هاري إس ترومان» مع سفينة تجارية قرب مصر يوم الخميس الماضى ، وكانت هذه السفينة التجارية في طريقها من ميناء العقبة في الأردن إلى مدينة كونستانتا، ولم يتضح حتى الأن سبب هذا التصادم بين السفينة الحربية الأمريكية والسفينة التجارية والمسجلة تحت علم بنما ، وقد قال المتحدث العسكرى الأمريكي ، بأن هذا الاصطدام لم يؤدى إلى أضرار ولم تتأثر معه محطات الدفع النووي لها؟؟؟ ، و هناك حوادث أخرى مماثله وقعت في عام 2017، و وقد أدت هذه إلى مراجعة داخلية وكذلك الى إقلات لقيادات البحرية، جراء تصادم اثنين من السفن الحربية في غرب المحيط الهادئ ، والذى أسفر عن مقتل 17 بحاراً في ذلك العام ، و تم إعفاء قائد الأسطول السابع في اليابان من مهامه، والذى كان المسؤول عن العمليات البحرية في المحيط الهندي والهادئ.، وبعد أكثر من شهرين بقليل من ذلك اصطدمت المدمرة الثانية، يو إس إس جون إس مكين، مع ناقلة النفط ألنيك إم سي، التي يبلغ طولها 600 قدم، قبالة سواحل سنغافورة، فأحدث ثقبًا في بدن السفينة الحربية، ولقي عشرة بحارة أمريكيين حتفهم .
فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا أين هذه الأجهزة الحساسة التي يجب أن تستشعر وجود الاجسام القريبة والبعيدة لبدن هذه السفن، الاجابة هي أن شركات الأسلحة الامريكية الأن في سباق محموم لصالح إسرائيل في حربها على غزة وتقوم ببناء أنظمة الدفاع المتقدمة لها، لاحتمال تمديد حرب الإبادة وتوسعها، وانشغلت المصانع بالأسلحة المرسلة الى إسرائيل، وانهالت عليها المليارات واهملت هذه الشركات ما دون ذلك!! وهنا ابشرك عزيزى القارئ بانه عقب تهديدات ترامب الخاصة بالتهجير الفلسطينيين واستخدام سيناء لهذا الغرض، واعتراض مصر على ذلك، أعلن البنتاجون أنه بصدد وقف جميع صفقات الأسلحة وقطع الغيار لمصر وهذا الخبر سرنى جدا، لأن هذا السلاح الأمريكي منزوع الانياب، وهذا يعنى ان مصر سوف تهتم بالتصنيع المحلي وكذلك بشركات الدول المحترمة، وسنخطو بخطوات واسعة نحو ما لذ وطاب من التسليح والذخائر بدون قيد ولا شرط، لان النجار (أقصد أمريكا) مشغولة بالأحلام الصهيونية وبالتصريحات العنترية.
الى اللقاء: دكتور / السيد مرسى