
جنون العظمة.. دروس من التاريخ
كتبت / سوسن حجاب
أليس ما نمر به الآن من أحوال فى العالم وما نسمعه هو نوع من الجنون ؟جنون العظمة مثلا أو غرور القوة أو كما يقول المثل أو الحكمة:إذا هبت رياحُك فاغتنمها حتى ولو على جثث الأبرياء،أو كما قال الشاعر:ثُب على الفرصة فى موضعها فهى لا تبقى ولا تُستكسب،فما يحدث الآن بشأن غزة لا مثيل له فى أشد حالات الظلم وأقساها عبر التاريخ إلا إذا قارناها بالهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين ولكن الفرق أن ما يجرى الآن من مؤامرات ومذابح وسكوت عن الحق واستهانة بكل القوانين والأعراف ولىّ للحقائق ،على عينك يا تاجر كما نقول بالعامية يعنى كله متسجل ومتشاف وردود الفعل كلها كلام لا يسمن ولا يُغنى من جوع ومن بيده الحل منحاز ومتآمر وطامع ويحاول الآن أن يثب على الفرصة بدعوى أنهم حريصون على أهل غزة ولا يريدون لهم البقاء فى وسط هذا الدمار الهائل ،وكأنهم ليسوا هم أصحاب السلاح الذى دمر وقتل،وكأنهم ليسوا أصحاب الفيتو الذى أعطى الفرصة للمُعتدى أن يتمادى،أدعياء حقوق الإنسان الذين انسحبوا من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ،والذين فرضوا عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية،والذين يرتعون ويستهزئون بكل القيم والمبادىء ويطبقون المثل الأمريكى السىء هل وجدته يبكى إذن فاقضى عليه!أصحاب مبدأ ما لا يأتى بالقوة يأتى بمزيد من القوة،وكللوا بجاحتهم بإعلان شراء غزة ثم بيع أجزاء منها،ومرة أخرى من لا يملك ومن لا يستحق يتحكمان ويوزعان ويطغيان ،شرطى العالم وتابعه،وأحيانا لا تدرى من يتبع من فيهما ومن المتحكم فى الآخر أم هو توزيع أدوار حسب الموقف والحاجة،
الراجل الكُبارة المخفى..بيلفق تُهمة أو يعفى..يشعلل فيما بينا النار..ويشارك ويّانا ويطفى
يوهمنا إنه بيحمينا…وسلاحه قال ها يقوينا..وينهب بترولنا ومالنا..ولا راضى يخلينا ف حالنا
بيخطط هوّ وأزنابه..يستولى ازاى على أموالنا
مرتزقة ما يؤمنوا بإله..أكترهم عبد لمولاه ..مولاه الأموال والجاه..وطبعهُ قاسى وغدّار
مرتزقة ولو كانوا كبار..بيديروا العالم بالنار..مبدأهم بس ف قوتهم..حِفنة ظَلَمة وأشرار
منطق الاستعلاء والقوة هذا وجدناه فى التاريخ كثيرا وكانت النهاية مأساوية لأصحابها كما تذكر وقائع التاريخ وفى الكتب السماوية أيضا،فالظلم ظلمات،ومن نافلة القول أن لكل ظالم نهاية فيها عبرة وآية كما يقولون،ومن زاد افتراؤه قرُب فناءه وهذه الأقوال نتاج مشاهدات ووقائع تحفظها لنا الكتب السماوية وكتب التاريخ والسيَر،والعاقل دائما من اتعظ بغيره لا من أعمته أسباب قوته التى يمكن أن تزول فى لحظة ،فإذا شُيد المُلك على خداع فلا يبقى المشيد ولا المشيد