
الأغنية الشعبية: نشأة وتاريخ
للكاتب والشاعر / عبد الكريم الشعراوي
نشأت الأغنية الشعبية منذ بدء الخليقة، من خلال أصوات الإنسان، ثم اخترعت الآلات الموسيقية نتيجة متابعة الإنسان لأصوات الطيور والحيوانات، وفعل الرياح والرعد والمطر. وتأثرت الأغنية الشعبية بمفردات البيئة الزراعية، مثل آلات الغاب (الناي، والأرغول، والمزمار، والشبابة، والكولة)، والتي هي أدوات شعبية بدائية، ولا دخل للآلة في صناعتها.
وتوالت الألات الموسيقية المصنعة يدوياً، مثل العود وألات الإيقاع وغيرها الكثير، حتى وصلنا إلى الآلات الحديثة التي تدخلت التكنولوجيا في صناعتها. وتبقى الأغنية الشعبية هي حجر الزاوية واللبنة الأولى في صرح الغناء، الذي تشعبت فيما بعد أنواعه وأغراضه، لدرجة أننا نجد غناء أوبرالياً شعبياً، والأغنيات العاطفية والرومانسية في ثوب شعبي، وصولاً إلى الأغنية الوطنية الشعبية.
ومما يثير الاهتمام أن الأغنية الشعبية توافقت بقدر كبير مع الحس الفني والمشاعر لدى كبار المثقفين والطبقات العليا في المجتمع، واستساغوها وتواصلوا معها في كافة المناسبات الخاصة والعامة. ومنذ البداية، وبفعل عدم وجود وسائل التوثيق والتواصل، وجدت أغنيات شعبية متوارثة مجهولة المؤلف والملحن.
ومع انتشار الكتابة والتدوين، أصبح معلوماً أسماء المبدعين الذين عادة ما يكونون من عامة الشعب، متعلمين أو خلاف ذلك. وصار الأمر حالياً إلى التخصص الشديد في إبداع الغناء الشعبي. وقد كان هناك العديد من الفنانين الذين ساهموا في تطوير الأغنية الشعبية، مثل صالح عبد الحي، وعزيز عيد، وعبد المطلب، وشفيق جلال، ومحمد رشدي، وعبد العزيز محمود، وكارم محمود، ومحرم فؤاد، وعبد الحليم حافظ، وأحمد عدوية، وحكيم، وشعبان عبد الرحيم، وعبد الباسط حمودة، وطارق الشيخ.
وفي المحلية السيناوية، نجد أن تراثنا الشعبي يحتوي على مئات الأغنيات التي تصاحب حركات السمار في السامر السيناوي، وفي قوافل التجارة والترحال والرعي. وتوارثتها الأجيال دون معرفة منشئها ومبدعيها. وحالياً، وجدت الأغنية الشعبية السيناوية والعامية المصرية على أيدي شعراء وملحنين وبأصوات متميزة، بدءاً بالراحلين محمد علي عيد (الجدي)، وحميد إبراهيم، وغريب مؤمن، وحسين فواز، ومحمد عواد، ومحمد عرفات، وأمين صالح، وحالياً هناك خالد الشعراوي، وحسام فيكا، وأحمد الليثي، ومحمد سلام. هذا ما أردت أن أدونه عن الأغنية الشعبية المصرية والسيناوية
واتبعها بمقالات فيها تفاصيل أخرى
والى لقاء قادم