
بنحب بلدنا.. يعني ايه
كتبت / سوسن حجاب
كل عام ومصرنا الحبيبة والعالم كله بخير وسلام وأمان بمناسبة وبدون مناسبة وكل يوم بل كل لحظة ونحن جميعا أفضل وأحسن وأطيب،هى مناسبات كثيرة مرت وستمر وومستمرة ستعود ما دامت الحياة وما دام الليل والنهار منبئا عن دوران هذا الكوكب واستمرار الحياة عليه،شهر رمضان الكريم والذى يأتى هذا العام كسابقه فى شهر مارس الذى هو شهر المرأة بامتياز،8 مارس يوم المرأة العالمى، 16 مارس يوم المرأة المصرية، 21 مارس يوم عيد الأم ،وهو أيضا شهر الشهيد ،ف 9 مارس يوم الشهيد والشهيد هو ابن امرأة وزوج امرأة ،هو كذلك شهر تحرير بقعة غالية من مصر لم تُجد حيل العدو ومكره ولم تفلح فى انتزاع طابا والاستيلاء عليها ،19مارس يوم تحرير طابا اليوم الذى يمثل نجاح الدبلوماسية المصرية والتى أحد معالمها البارزة وجود المرأة السفيرة والوزيرة والبرلمانية بل والمحافظ ،والتى أثبتت كل منهن قدرة على القيادة والإدارة ونجاح كبير على المستوى الدولى والمحلى،ونعيش الآن أجواء الاحتفال بعيد تحرير سيناء 25أبريل ،وقبل الحديث عن سيناء وعيدها الذى هو عيد قومى لمصر كلها والذى حسنا فعل متخذ القرار عندما جعل من هذا اليوم أجازة رسمية للدولة ،عندما يسأل الصغار ذووهم أو التلاميذ والطلبة معلميهم عن سبب الأجازة ويقال عيد تحرير سيناء ويظل اليوم والذكرى والمكان فى الذاكرة ويظل الامتنان والعرفان بالجميل لمن كانوا السبب فى أعيادنا واحتفالاتنا تلك ،وأيامنا الخالدة فى التاريخ،
التاريخ: من وعى التاريخ فى قلبه وعقله تجنب عثرات الزمان وتقلبات الأيام ،فالتاريخ كله عِبَر ودروس وتجارب خاضها الأولون بين انتصار وانكسار-عندما فكر هتلر فى غزو روسيا أثناء الحرب العالمية الثانية كانت نهاية جيشه الذى تجمد من البرد وقيل حينها أنه لو قرأ التاريخ لعرف أن نهاية جيش نابليون كانت فى محاولة غزو روسيا عندما تجمد أفراد الجيش الفرنسى من البرد
ومن يملك تاريخ مصر وحضارتها! وعندما نتكلم عن التاريخ لن يكون مثلما قال العقاد عملاق الفكر: أننا نشبه البطاطس فأفضل ما فينا تحت الأرض!ولكن لنتذكر أيامنا ولحظات الزهو والفخر عندما مثلا:يقول المصرى القديم من آلاف السنين متخيلا نفسه يُحاسب أمام الإله فى العالم الآخر:أنا لم ألوث ماء النهر، أنا لم أشتهى زوجة جارى،أنا لم أكن سببا فى دموع إنسان،أنا لم آخذ اللقمة من فم الرضيع… وهكذا فى استعراض لمبادىء وأخلاقيات نحاول ويحاول العالم كله زرعها فى مجتمعاتنا شرقا وغربا،
ونتحدث عن التحرش وهى الآفة التى قالت الدراسات أننا فى مصر فى المراكز الأولى فى هذه الظاهرة ومع وضع القوانين وصرامة تنفيذها نأمل أن تقل بل تختفى هذه الظاهرة المشينة التى تتعارض ليس فقط مع:أنا لم أشتهى زوجة جارى وأنا لم أكن سببا فى دموع إنسان ولكنها تتعارض مع القيم والأعراف والدين الذى يحث على غض البصر،لقد شبّه عالم الآثار والكاتب جيمس هنرى بريستد أخلاقيات المصريين القدماء بفجر الضمير ذلك الكتاب الذى يقول فيه أن كل فضيلة مصدرها ومنبعها مصر،ونحن لسنا فى حاجة لشهادة الآخرين،علينا فقط أن نهتم ونبحث ونقرأ ونعرف أننا أحفاد حضارة راقية،تملأ العالم شرقا وغربا معالمها وكنوزها،متحف برلين فى ألمانيا قائم فى الأساس على رأس نفرتيتى،متحف اللوفر فى باريس ومتحف المتروبوليتان فى نيويورك بأمريكا،والمتحف البريطانى ،بريطانيا!!!74سنة احتلال جعلت من مصر معينا لا ينضب من الآثار والمقتنيات النادرة مثل البرديات التى تحوى العلم كله فى الطب والفلك والفنون وكل مناحى الحياة،وليس ببعيد منا هوارد كارتر الذى احتفلوا بمئوية عثوره على مقبرة توت عنخ أمون فى شهر نوفمبر 2022تلك المقبرة التى اُكتشفت بالصدفة وكانت كاملة لم تصل إليها أيدى اللصوص- لصوص!!وماذا يكون وجود عشرات الآلاف من القطع الأثرية الموجودة فى متاحف بريطانيا لا يفوقها عددا إلا المتحف المصرى الكبير،حتى حجر رشيد الذى كان سببا فى فك طلاسم وشفرات اللغة المصرية القديمة ويرفضون إعادته،كما ترفض ألمانيا إعادة رأس نفرتيتى،وغيرها من متاحف العالم التى تقوم على وجود الأثار المصرية مهما قل عددها،هذا عدا المسلات الفرعونية التى تزين ميادين أكبر مدن وعواصم العالم مثل باريس وروما ونيويورك
نعود لاحتفالات تحرير سيناء ونقول أن كل عمل يؤخذ بجدية لابد سينجح،قبل نكسة 67قال العدو فى تباهى وثقة:أن العرب لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا ينفذون،لذا وقعت تلك النكسة التى أعقبها الجدية والكد والمعرفة والإصرار على الثأر والانتصار فكانت حرب الاستنزاف ثم نصر أكتوبر الذى تكلل بعودة سيناء كاملة،والوصول إلى الانتصار تسبقه دائما خطوات على المستوى المدنى والعسكرى،كل طرف يعرف دوره ويؤديه بدون النظر للأخرين وهذه هى المسئولية:
نحب بلدنا يعنى إيه؟..يعنى اللى نقدر عليه نعمله
زى زمان لما سُدنا …وكتبنا التاريخ من أولّهُ
نقدر كمان من صُنع إيدنا…نقّوم المايل ونعدله
كل واحد يقوم بدوره …نشوف الناقص ونكملهُ
لو أخلصنا أكيد حا نقدر…نحل الصعب ونسهلّه
نأخذ الأمور بجدية ونية صادقة ويحضرنى فى هذا الإطار ما كانت تفعله زوجة الملك كامس وأم أحمس طارد الهكسوس ومحرر مصر الملكة إياح حتب،كانت تجوب البلاد طولا وعرضا تستحث الهمم والعزائم للمشاركة فى مقاومة هذا العدو الدخيل المحتل وعندما مات زوجها فى ساحة المعركة دفعت بابنها الأكبر كامس وعندما مات أثناء القتال شجعت ابنها الأصغر أحمس والذى كلل هذا الكفاح بالنصر ودحر شوكة الهكسوس إلى الأبد فلم يُسمع أو يُرى لهم أثر بعد ذلك وكانت مصر مقبرة للغزاة مهما طال بقاءهم،هذه المرأة المحاربة القوية يجب أن تزين سيرتها التاريخ بل والجغرافيا والعربى والحساب باختصار يجب أن يكون المعلم أىّ كانت المادة التى يدرّسها واعيا بالتاريخ حافظا للسيَر الخالدة فيه،ونتذكر قول الإسكندر الأكبر عندما سٌأٌل:لماذا تٌجل معلمك أكثر مما تٌجل والدك؟قال:إن والدى سبب حياتى الفانية أما والدى فسبب حياتى الباقية!
ولما لا يكون الوالد هو المعلم؟نقرأ ونعلم أبناءنا القراءة ،نستوعب تاريخنا وما يحويه من كنوز ومعارف وننقلها لأبناءنا،نعتز ونفخر بمصريتنا ونعمل على إبراز الإيجابيات الكثيرة جدا والعلامات التى تركت أثر فى كل العالم ،كل عام وأنتم بخير وفخر بمصر
مع تحياتي
سوسن حجاب