آراء وتحليلات

جامعة العريش والدور المنتظر..

كتب دكتور / سامح عطا

انشئت جامعة العريش لتكون إحدى ركائز التنمية في شمال سيناء، والا تكون مجرد مؤسسة أكاديمية، بل مشروع وطني استراتيجي يسهم في نهضة المجتمع السيناوي. في ظل التحديات التي تواجه المنطقة، يظل التساؤل قائمًا: هل تؤدي الجامعة دورها المنشود في التغيير المجتمعي، أم أنها لا تزال بحاجة إلى تطوير رؤيتها لتكون قاطرة حقيقية للتنمية؟

حيث تم إنشائها فى 5 ابريل 2016 بقرار رئيس الجمهورية رقم 147 لسنة 2016 ، بهدف المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، و مواكبة احتياجات مجتمعها المحلي ووضع تصور علمى لتلبية هذه الاحتياجات .

والان وبعد ما يقرب من عشرة سنوات منذ انشاء الجامعة هل تقوم بالدور المنوط بها ؟؟؟

لكي تحقق جامعة العريش تأثيرًا حقيقيًا في المجتمع، يجب أن تركز على ثلاثة محاور أساسية:

1. البحث العلمي لخدمة البيئة السيناوية

• تمتلك شمال سيناء طبيعة فريدة وظروفًا بيئية خاصة، مما يجعل الحاجة ملحة إلى أبحاث تطبيقية تركز على قضايا مثل استصلاح الأراضي، وتحلية المياه، والزراعة الصحراوية.

• يجب دعم الأبحاث التي تسهم في تطوير الصناعات المحلية، مثل إنتاج الأعشاب الطبية، وصناعات الأسماك، مما يحقق تنمية اقتصادية فعلية.

2. إعداد الشباب لسوق العمل وريادة الأعمال

• يعاني شباب سيناء من محدودية الفرص الوظيفية، لذا يجب أن تكون الجامعة جسرًا بين التعليم والتوظيف من خلال ربط المناهج باحتياجات سوق العمل.

• تشجيع الطلاب على ريادة الأعمال وإنشاء مشروعات صغيرة قائمة على موارد المنطقة، مثل الاستثمار في السياحة البيئية والصناعات الحرفية.

• توفير حاضنات أعمال داخل الجامعة لدعم الأفكار الريادية وتوفير التدريب والتمويل اللازمين لتحويلها إلى مشروعات ناجحة.

3. تعزيز الدور المجتمعي والوطني للجامعة

• يجب أن تكون الجامعة أكثر اندماجًا مع المجتمع السيناوي من خلال برامج التوعية الصحية والتعليمية والتنموية.

• تعزيز الهوية الوطنية والانتماء بين الطلاب، والعمل على نشر ثقافة التعايش والتنمية المستدامة، خاصة في ظل الأوضاع التي مرت بها المنطقة.

• دعم مبادرات محو الأمية الرقمية، وتوفير فرص تعليم مستمر لأبناء سيناء من مختلف الفئات.

ما الذي تحتاجه جامعة العريش لتعظيم دورها؟

رغم الجهود المبذولة، لا تزال هناك تحديات تحتاج إلى حلول عملية، ومنها:

• زيادة الدعم المالي والتقني لتطوير البنية التحتية للجامعة.

• تعزيز التعاون مع الجامعات الكبرى داخل مصر وخارجها لتبادل الخبرات.

• تقديم منح دراسية لجذب الطلاب المتميزين من مختلف أنحاء الجمهورية.

• توفير برامج تدريبية للطلاب وهيئة التدريس لتعزيز المهارات البحثية والتطبيقية.

• مشاركة القيادات المحلية فى تطوير افكار لتنمية المجتمع

ختامًا.. جامعة العريش بوابة التنمية في سيناء

إن جامعة العريش ليست مجرد مؤسسة أكاديمية، بل أداة استراتيجية لتحقيق التنمية والاستقرار في شمال سيناء. الدور المنتظر منها يتجاوز تخريج الطلاب إلى المساهمة الفعلية في بناء مجتمع أكثر استدامة وإنتاجية. ولتحقيق ذلك، يجب أن تكون الجامعة أكثر تفاعلًا مع القضايا المحلية، وأكثر قدرة على إعداد أجيال قادرة على قيادة التنمية في سيناء، وليس مجرد البحث عن فرص عمل خارجها.

مع تحياتي

سامح عطا