آراء وتحليلات

هيا.. نَتغير معا !

 

كتبها عادل رستم

بداية .. يعرف التغيير أنه عملية التحول من الواقع الحالي للفرد أو المنظمة إلى واقع آخر منشود مرغوب الوصول إليه خلال فترة زمنية محددة، بأساليب وطرق معروفة لتحقيق أهداف معينة. والتغيير أحياناً يأتي بعد موقف ما، أو في سن معينة، أو ربما أتى بعد نصيحة من صديق، أو من خلال اكتساب معارف أو خبرات جديدة ومتراكمة. والتغيير سنة كونية، فلا شيء يبقى على حاله.

 

يبدأ التغيير من الداخل .. التغيير هو عملية طبيعية تحدث في كل شيء من حولنا، من الطبيعة إلى البشر. فكل شيء يتغير، ولكن التغيير الحقيقي والفعال هو الذي يبدأ من الداخل. يقول الكاتب والمفكر الشهير ستيفن كوفي: “إذا أردت أن تغير العالم، ابدأ بنفسك”. هذه المقولة تؤكد على أهمية التغيير الذاتي باعتباره أساس التغيير الحقيقي.

 

ويقول القرطبي في تفسير الآية: «لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». أخبر الله تعالى في هذه الآية أنه لا يغير ما بقوم حتى يقع منهم التغيير، إما منهم أو من الناظر لهم أو ممن هو منهم بسبب، كما غير الله بالمنهزمين يوم أحد بسبب تغيير الرماة بأنفسهم، إلى غير هذا من أمثلة الشريعة.

 

والتغيير، يا صديقي، يقع مفهومه كحافز لتطوير وتصميم اختبارات تفصيلية ومحددة للتغيير. إن الجمع بين مفاهيم التغيير ومعرفتك العميقة بعملية ما يمكن أن يقودك أنت وفريقك إلى تفكير جديد حول العملية وأفكار تغيير محددة وعالية العائد للاختبار. وأظن أن المقصود هنا هو التغيير للأفضل.

 

ونحن نعيش شهر البركات والخير، شهر نستطيع فيه أن نحصل على مكتسبات كثيرة وحقيقية ومعينة. ولما كانت مسألة تغيير الفرد لا تتحقق إلا بتوجيهه لغاية كبيرة وقريبة في شعوره حتى يسير وراءها، كان رمضان أبلغ العبادات في رياضة النفس وتقويمها، لأنه يقوم ببناء القدرة والدوافع التي تمنح الصائم القوة على الامتناع عن رغبات معينة وترك الشهوات المعروفة، والدوافع هنا ليست إلا تلبية أمر الله، والنزول عند إرادته لنيل مرضاته.

 

إنه جهاد نفسي وصبر متواصل لمدة شهر كامل، يشعر الصائم في نهايته بقوة اتجاهه إلى الله وبعمق انتمائه لهذا الدين. فالانتصار المتكرر على الشهوات مران على قوة العزيمة. جاء في الحديث الصحيح: “الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم، إني صائم”.

 

ومن لم يستطع أن يغيره رمضان، هنا الخلل، ويجب أن نضع السؤال في مرآة النفس، هل نستطيع أن نكمل ما بدأناه خلال شهر رمضان؟ ونعتبرها فرصة يجب أن لا تضيع. الخيار في النهاية لكم.

مقالات ذات صلة