
يوم المرأة
كتبت / سوسن حجاب
يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي يوم الثامن من مارس من كل عام وأصل هذا الاحتفال
يرجع لعام 1908 عندما ثارت النساء فى مصنع للنسيج بالولايات المتحدة الأمريكية للمطالبة برفع أجورهن ، ولكن صاحب المصنع رفض وأغلق أبواب المصنع ثم حدث حريق مروع راحت ضحيته أعداد كبيرة من النساء العاملات بالمصنع،وبعد هذا الحادث بعامين أي في 1910اجتمعت بعض المنظمات النسائية فى كوبنهاجن عاصمة الدنمارك وطالبت النساء في هذا المؤتمر باعتبار يوم الثامن من مارس من كل عام يوما عالميا للمرأة واحتفلت النساء فى هذا اليوم بإيقاد الشموع فى صمت لإحياء ذكرى النساء المقهورات اللائي ذهبن ضحية للمطالبة بحقوقهن، وليكون يوما لكل النساء فى أي مكان من العالم يطالبن ويبحن فيه بما يردنه ويتمنينه حتى ولو لم يتحقق فى حياتهن ،حقوق المرأة فى الغرب لا زالت منقوصة من وجهة نظر الحركة النسائية عندهم فهى لا زالت تتقاضى أجرا أقل من الرجل على نفس العمل،ولا زالت تحمل اسم الزوج بعد الزواج وإن كانت بعض الدول تتجه الآن لسن قانون يعطى المرأة الحق فى الاحتفاظ باسمها بعد الزواج!،كما أن حالات العنف الأسرى موجودة وفى الدول الكبرى والمتقدمة مثل ألمانيا التى يوجد فيها مراكز إيواء للنساء المعنفات !
أما فى مصر فنحن نحتفل بهذا اليوم ، مع العالم ونحتفل أيضا بيوم المرأة المصرية الذى يوافق السادس عشر من مارس من كل عام ويعود أصل الذكرى إلى عام 1919عندما خرجت النساء فى مظاهرة ضد الاحتلال الإنجليزي ،ويقول عبد الرحمن الرافعى فى كتابه المهم (ثورة 1919تاريخ مصر القومى من سنة1914 إلى سنة 1921):إن النساء خرجن فى حشمة ووقار وعددهن يربو على الثلاثمائة من كرام العائلات وأعددن احتجاجا مكتوبا ليقدمنه إلى معتمدى الدول،ومن أبرز المشاركات بحسب الكتاب :حرم سعد زغلول باشا وحرم محمود سامى البارودى رب السيف والقلم وابنته،وطبعا هدى شعراوى حرم على شعراوى باشا وغيرهن من النساء المصريات الوطنيات كاتبات التاريخ، أما أبرز الشهيدات: فهن: أم محمد بنت جاد ويمنى بنت صبيح فى منيا القمح بالشرقية يوم 16 مارس وفى الفيوم سقطت ثلاث شهيدات حميدة سليمان وفاطمة محمود ونعمات محمد يوم 19 مارس وفى أسيوط استشهدت أختان هما فائقة ونجية عبد الله الشامى يوم24 مارس ،أما أول شهيدة فهى حميدة خليل من الجيزة،يعنى مصر من شمالها لجنوبها كانت المرأة مشاركة وفاعلة وهل بعد الاشتراك فى الثورات دليل على ذلك؟،تحية لكل امرأة فى يوم المرأة سواء المصرى أو العالمى فمن الواضح أن الحق لا يُوهب أو يُمنح أو يُعطى لكنه يٌنتزع انتزاعا وما المكانة التى تتمتع بها النساء الآن فى كل العالم وحصولهن على حقوقهن المختلفة إلا نتاج نضال وكفاح نساء أخريات لا يجب أن ننساهم لأن المجتمع يخسر كثيرا بعدم مشاركة المرأة وضرورة الحصول على حقوقها ،فى التعليم،فى الصحة ،فى العمل،وفى المشاركة السياسية بالتأكيد والتى هى كما عرفها أرسطو من 23قرن من الزمان بأنها المشاركة فى الشأن العام يعنى فى كل شئون حياتنا وليس فقط المحليات والبرلمان ومواقع اتخاذ القرار ،فالمشاركة السياسية ليست ترفا ولا رفاهية
،ولا شك أن المرأة المصرية الآن تتمتع بمزايا وحقوق كثيرة جدا وفى هذا الصدد يجب أن نذكر أنه لولا وجود رجال متنورون فى كل زمان ومكان ما استطاعت المرأة الحصول على حق من حقوقها على اعتبار أن متخذ القرار كان وما زال دائما رجل !وكل ما نرجوه فى هذه المناسبة هو العدل والإنصاف وعدم التمييز إلا على أساس الكفاءة وفقط وإلغاء مبدأ أو مفهوم الوصاية فلا وصى على الإنسان إلا العقل “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجورهم بأحسن ما كانوا يعملون”صدق الله العظيم
مين بيمشّى أمور البيت…ومين بيحاسب بالمليم
مين بيربى كأنه مُعلم…ومين بيعلم بشكل رحيم
مين بيطفّى نيران الحرب…ومين بأمور السلم عليم
حبة ثقة ف عقولنا شوية..واللى اتكسّر يبقى سليم
أمين عام الأمم المتحدة أظن أنه بان كى مون وقتها منذ عشرين عام 2005وبمناسبة مرور ستين عام على انتهاء الحرب العالمية الثانية قال: أننا جربنا الرجال ستين عام فسادت الحروب والنزاعات والقتل والتشريد فلنجرب النساء فى حكم العالم ربما ساد السلام،
كل عام وأنتم بكل الخير