آراء وتحليلات

الوصاية

كتبت / سوسن حجاب
أمريكا تدين قتل المدنيين الأبرياء فى سوريا على يد المتطرفين الإرهابيين!هذا بيان الخارجية الأمريكية،
شىء غريب على رأى الدكتور مصطفى محمود الله رحمه الله، كان لما يعرض حاجة منافية للعقل أو المنطق أو الواقع فى برنامجه المعروف العلم والإيمان يقول عبارة: شىء غريب!وهذا فى عجائب المخلوقات وعجيب تصرفاتها أما الإنسان فقد فاق فى غرابة تصرفاته وازدواجية معاييره تلك المخلوقات التى يُفترض أنها بلا عقل،أين كانت الإدانة والشجب منذ بداية حرب غزة وحتى الآن مع استمرار مسلسل القتل اليومى؟بالأمس كنا فى زيارة إحدى عضوات الجمعية التى استشهد ابنها أول أمس بعد فراغه من صلاة الفجر ومعه مجموعة من الشباب قتلتهم مسيّرة إسرائيلية،
مع رفضى القاطع واستنكارى واستغرابى لما يحدث فى سوريا من قتل السورى لأخيه السورى مهما اختلفت الديانة أو الطائفة ،كما يحدث فى السودان ودائما أردد الآية القرآنية”أليس منكم رجل رشيد”
وأعود لأمريكا الوصى الأكبر الآن على العالم تأمر فتُطاع ألم يستغرب كبيرهم من رفض مصر والأردن لخطته العجيبة فى تهجير أهل غزة واستقبالهم لدينا، وكأنه أمر إلهى غير قابل للنقاش واستغرابه من رد فعل رئيس أوكرانيا عندما قرر أن يناقش إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بدون حضوره! قديما قال الشاعر:
لا تُحقرن صغيرا فى مخاصمة .. فإن البعوضة تُدمى مقلة الأسد! فحتى لو أذعن زيلينسكى فى النهاية فلا عجب لفارق القوة طبعا ولكن ومثلما حدث فى السابع من أكتوبر عندما علّمت حماس على إسرائيل علامة لن تنمحى رغم كم القتل وكم الدمار فقد فعلتها وانتهى الأمر ،أيضا رئيس أوكرانيا فعلها وانتهى الأمر أيضا مهما كانت العواقب بعد ذلك،سلوك الجبابرة واحد فى كل زمان ومكان كما قال فرعون “أنا ربكم الأعلى”،”واستخف قومه فأطاعوه”ويذكرنى موقف ترامب مع أوروبا بالمثل الإيطالي: لو لم يكن أهل روما وعولا لم يكن قيصر أسدا!فتفاجأ بأنهم تحولوا واتحدوا ويبحثون عن طرق بديلة للاستغناء عن الاعتماد على أمريكا ولم يكونوا وعولا،! كما اتحد العرب فى قمة القاهرة وأجمعوا على أن يتبنوا خطة مصر لإعادة إعمار غزة بدون تهجير أو نقل أهلها كما تريد أمريكا واسرائيل،والمفاجأة كانت فى تأييد هذه الخطة من كبار أوروبا: ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من الدول التى نأمل ونرجو أن تصمد فى وجه الأوصياء على العالم فالدور حتما سيأتى على من يظن نفسه بمنأى عما يحدث من عجائب وتغيير فى العالم ،وكأننا نعيش حقبة من التاريخ تشبه ما كنا نقرأ عنه فى الكتب فالتاريخ يعيد نفسه ومن يقرأ ويستوعب ويفهم يجب أن يحتاط،ولكن ولأن القوة غاشمة وتدفع للغرور نجد أن الجبابرة يسقطون ولا يستفيدون من دروس التاريخ ،
منذ عدة سنوات أرسلت أمريكا لجنة كانت تُسمى لجنة الحريات الدينية (وصاية تانى)!أرسلتها للدول العربية والإسلامية ومنها دول كمصر والعراق واليمن وسوريا تفوق حضارتها أعمار دول العالم مجتمعة،وكان لغرابة توصياتها واستفزازاتها دافع لدىَ فكتبت هذه الكلمات:
لجنة الحريات الدينية ..مبعوث العناية الأمريكية لإصلاح أحوال العباد.. فى الأمة الإسلامية
لجنة الحريات المكشوفة ..جايبة أوامر بالزوفة ومش عايزة نقاش يا أوباش.. ياللى عقولكم مهفوفة
أمريكا خلاص ها تفكر ليكم.. واهى باعتة اللجنة توصيكم
بلاش قرآن ولا أحاديث .. الفرقان الحق ها يكفيكم
غيروا مناهجكم وعلومكم .. وخدونا قدوة ف أفعالكم
ليه الجلباب والا الحجاب ..خففوا خالص ف هدومكم
وآدان مفيش ولا تسابيح.. ولزومه إيه تصلّوا التراويح
أغانينا حلوة وأفلامنا .. ولإمتى تقفوا ف وش الريح
والصوم مشقة فلزمته إيه.. والحج ميعاده محدد ليه
حجوا طوال العام تخفيف.. ليه ذى الحجة الزحمة عليه ! هذا ملخص توصيات اللجنة بدون زيادة من عندى سوى الصياغة فقط
ولكم تحياتي
سوسن حجاب