الأدب

عباس العقاد فى ذكرى وفاته.. حياته فى سطور

 

 

تمر، اليوم، ذكرى وفاة عملاق الأدب العربى الأديب الكبير الراحل عباس محمود العقاد، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 12 مارس عام 1964، عن عمر ناهز حينها 74 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا ثقافيًا كبيرًاً لصاحب العبقريات الشهيرة من مؤلفات عكست نظرته وتحليله للشخصيات بعمق شديد وأدب صنف بسببه على أنه واحد من أهم الأدباء في التاريخ.

 

 

وُلد عباس محمود العقاد في 28 يونيو 1889 بمدينة أسوان، نشأ في بيت يعمّه الهدوء والعزلة، وعُرفت أسرته بالتقوى وحب المعرفة، تميزت مدينة أسوان بكونها ملتقى للحضارات القديمة والحديثة، مما أثرى خيال العقاد وفتح مداركه منذ الصغر.

 

 

 

 

 

 

 

تلقى العقاد تعليمه الأساسي في مدرسة أسوان الأميرية، وتخرج فيها عام 1903 عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، تأثر في نشأته بمجلس الشيخ أحمد الجداوي، حيث استمع إلى المطارحات الشعرية وقرأ مقامات الحريري، هذا الجو الأدبي المبكر زرع فيه حب المطالعة والكتابة، فصار شغوفًا بالكتب الأدبية والعلمية على حد سواء.

 

بدأ العقاد حياته العملية بالالتحاق بعدة وظائف حكومية، لكنه لم يكن راضيًا عنها. اعتبرها سجنًا لأدبه وطموحاته، فلم يلبث طويلاً في أي منها، عمل بديوان الأوقاف، ثم في مصلحة الإيرادات بقنا، حيث أسس جمعية أدبية مع أهل الأدب هناك. انتقل بعدها إلى القاهرة للعمل في الصحافة، وكانت البداية مع صحيفة “الدستور” التي أدار تحريرها مع صاحبها محمد فريد وجدي.

 

رغم عمله في التدريس خلال الحرب العالمية الأولى، استمرت علاقته بالصحافة، فكتب في المجلات الشهرية والصحف الأسبوعية، كما شغل مناصب مختلفة في صحف عدة مثل “الأهالي” و”الأهرام”، دافع العقاد عن القضايا الوطنية، وهاجم الملكية بقلمه دفاعًا عن الدستور والحياة النيابية.

 

كانت حياة العقاد سلسلة من الكفاح الأدبي والسياسي، أبدع في الشعر والمقال والنقد، وتناول الفلسفة والدين والتاريخ في كتاباته، وأسس مع عبد الرحمن شكري والمازني “مدرسة الديوان” التي قدمت مفاهيم جديدة في الأدب والنقد، واعتُبرت خطوة كبيرة لتجديد الشعر العربي.

 

خاض العقاد معارك أدبية وفكرية مع كبار عصره مثل أحمد شوقي وطه حسين، واشتهر بأسلوبه المنطقي الذي يعتمد على ترتيب الأفكار والمقدمات وصولاً إلى النتائج.

 

تميز العقاد بغزارة الإنتاج، فبلغت مؤلفاته أكثر من مئة كتاب، من أشهرها سلسلة “العبقريات” التي تناولت شخصيات إسلامية بارزة، مثل عبقرية محمد، وعبقرية الصديق، وعبقرية عمر. إلى جانب ذلك، كتب دواوين شعرية مثل “يقظة الصباح” و”أعاصير مغرب”، وكتب أدبية واجتماعية مثل “مطالعات في الكتب والحياة” و”جحا الضاحك المضحك”.

مقالات ذات صلة