آراء وتحليلات

كلمة العدد 1408.. “”قراءه جديده لواقع قديم””

يكتب د. محمود قطامش

في عام ١٩١٦ وبعد ان رسمت سايكس بيكو منطقة الشرق الاوسط وبعد مايزيد عن مائة عام وبعد سقوط حكم بشار الاسد في سوريا وفي ظل الأوضاع المضطربه في العراق وبعض الدول العربيه الاخري يثار السؤال هل باتت المنطقه في حاجه الي سايكس بيكو جديد ؟؟ يعيد ترتيب الحدود بين الأقليات والعرقيات وذلك علي ضوء إساءة فهم حكم الاغلبيه وبالذات الأغلبيات التي تكون علي اساس ديني او عرقي او طائفي لتتحول هذه الديموقراطيات الي ديكتاتوريه الاغلبيه والذي ينتج عنها تهميش الفئات الاخري من ابناء الوطن ذلك الذي اظهر ما اسماه البعض بالعيوب في تلك الاتفاقيه ( سايكس -بيكو ١٩١٦ )
والتي من الممكن ان تكون تركت عن قصد لنشهد عقود من عدم الاستقرار في بلادنا العربيه فقد تجاهلت الاتفاقيه الانقسامات العرقيه والقبليه والدينيه وهو الذي يعد ثراء فكري في كل دول العالم ليتحول الي جحيم ووبال علي شعوب منطقتنا العربيه ……. لكن التاريخ اثبت ان الانفصال او اعاده ترسيم الحدود بين الطوائف والأعراق ليس الحل فالانفصال في السودان لم يحل مشاكل جنوبه ولا شماله بل عقدها في ظل صراع علي النفوذ والموارد لتنتج دول ضعيفه وكيانات هشه دون تاثير اضف ايضا الي فشل كل حركات الانفصال التي سعي اليها الأكراد في العراق والامر قد يتحول الي حروب اهليه وموجات نزوح بشريه وتدمير للبنيه التحتيه وانهيار للخدمات الاساسيه والامثله اليمن والعراق وليبيا وسوريا وهاهي سوريا علي الطريق في ظل الحكم الديني ( اغلبيه سنيه ) وفي ظل رغبه الأقليات بالانفصال ( الأكراد – الدروز وغيرهم ) ليتحول الأمر الي مستقبل مرعب لكل المنطقه ولكل الأقليات والطوائف…. فبدلا من العمل علي دعوات الانفصال وتغيير الخرائط ينبغي العمل علي تحويل الانظمه السياسيه الي فضاءات تعدديه تدار فيها السلطه والثروه بعادله والابتعاد عن الانفراد بالحكم تحت دعوي الاغلبيه وتجاهل حقوق الاخرين …. اذن ليس المهم تغيير الحدود وعلينا ابطال جميع دعوات التقسيم والعمل علي تغيير القواعد التي تحكم شعوب تلك البلاد فالمنطقة لم تعد تحتمل مزيد من الفوضي والاستبداد لانتاج كيانات ضعيفه تقع فريسه للنفوذ من دول كبري سعيا لانتاج كيانات ضعيفه غير مستقره علي طريقه تقسيم المقسم .
مع تحياتي
محمود صلاح قطامش
qatamesh@misrtalateen.com
مصر تلاتين

مقالات ذات صلة