
“زغلول”.. قصة للأطفال من تأليف فيكتوريا عيسى
صدر حديثا عن دار “الآن ناشرون وموزعون” بالأردن قصة الأطفال “زغلول” للكاتبة الأردنية فيكتوريا عيسى، والتي تتناول فيها حكاية “قط شارع” يحلم أن يكون له بيت دافئ مع عائلة مُحبّة، لأنّ حياة الشارع مليئة بالمخاطر والتحديات، لكنه لا يعثر على هذا البيت إلا حين يتعرض لحادث وتنقذه الفتاة الطيبة “سارة” وتقرر أن يعيش معها.
جاءت القصة، مناسبة لمرحلة الطفولة المبكرة، وهو ما ظهر عبر لغة الكاتبة القريبة من الطفل، واعتمادها على راوٍ بصيغة الأنا هو القط “زغلول”، حيث تم تقديم معلومات وافية عنه بوصفه الشخصية الرئيسية في القصة، وبأسلوب يدفع للتعاطف ويعزز قيم التسامح مع الحيوانات، إذ تبدأ القصة: “مرحبا، اسمي زغلول، أعيشُ في حارةِ الياسمين، ليسَ لي بيتٌ أسكُنُ فيه”.
اختارت الكاتبة لغة مناسبة للفئة العمرية التي تخاطبها، سواء من حيث عدد الكلمات أو تركيب الجمل أو طولها، وقد استعانت في قصتها بمفردات قريبة من عالم الطفل، مع الاعتماد على الجمل الفعلية، وهو ما حقق للسرد سمة الحركة والحيوية التي تستهوي الطفل وتجذبه، مع تركيزها أحيانا على الأصوات، من مثل “كركع كركع كركع” التي دلت على شعور القط بالجوع، وصوت المواء الذي جاء لطيفا ومشوقا داخل المتن.
ودارت أحداث القصة التي رسم لوحاتها الفنان محمد القطعان، في حيز مكاني هو الشارع وما دل عليه أيضاً، مثل حديقة بيت الحج أبو أمين الذي كان يقدم للقط الطعام والشراب، ومستودع السيدة انتصار التي كانت تسمح له أن ينام فيه.
وركزت القصة على جملة من الرسائل الإنسانية التي من شأنها أن تلهم الطفل وتنمّي خياله وتسعده، مع الابتعاد عن تقديم تلك الرسائل وكأنها درس أخلاقي أو وعظي أو تلقيني بشكل مباشر.
يتعرف الطفل من خلال هذه القصة على التحديات التي تواجه القطط بوصفها مخلوقات تعيش في محيطه وتحتاج العناية، ويثمن أيضاً مبادرات الناس الخيرة في الاعتناء بإطعام هذه الحيونات أو توفير مكان آمن لها.. وصولاً إلى الرسالة الكبرى التي ترى أهمية النظر إلى الطبيعة بمجملها كجزء أصيل من حياة الإنسان والعناية بها تعني استمرار هذه الحياة وتكاملها.
بنيت القصة وفق صيغة تقترب من روح الفكاهة والمرح، وهو ما يحقق للطفل المتعة في التلقي لدى الطفل، بخاصة أن القط الراوي امتلك الظرافة التي تميز هذه الكائنات القريبة من عالم الطفل.
يذكر أن فيكتوريا عيسى كاتبة ومترجمة أدبية أردنية، حاصلة على بكالوريوس اللغة الإنجليزية وآدابها من الجامعة الأردنية، كما أتمت دورات في فن الكتابة الإبداعية في جامعتي كامبريدج وآيوا، بالإضافة إلى برنامج تدريبي للمترجمين الأدبيين مع المركز الوطني للكتابة في بريطانيا، والمدرسة الصيفية الدولية للترجمة الأدبية والكتابة الإبداعية في المركز البريطاني للترجمة الأدبية التابع لجامعة (إيست أنغليا) بتمويل من جائزة الشيخ زايد للكتاب.