آراء وتحليلات

عيد الفطر بين الحساب الفلكي والرؤية الشرعية

دكتور / السيد مرسى

يُعد عيد الفطر المبارك هو أحد أهم الأعياد الإسلامية التي يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم الإسلامي ، ويأتي هذا العيد بعد شهر رمضان المبارك، ليكون تتويجًا للصيام والعبادة ، و يجتمع فيه المسلمون لتبادل التهاني ، فمن أبرز مظاهر العيد اجتماع العائلات وزيارة الأقارب وافراح للصغار والكبار ، إلا أن كل عام تتجدد حالة من الجدل والاختلاف بين الدول الإسلامية حول تحديد موعد عيد الفطر المبارك ، هذا التخبط يؤدي إلى تباين في صيام المسلمين وإفطارهم ، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا الاختلاف ؟ وللإجابة ، نقول أن بعض الدول تعتمد على الرؤية البصرية للهلال وفق موروث دينى وتقليدى حتى لو تعارض ذلك مع الحسابات الفلكية التي قد تؤكد أو تنفي إمكانية رؤيته ، بينما تستخدم دول أخرى الحسابات الفلكية لتحديد بداية الشهر القمرى ، كما انه لا يمكن الإنكار أن بعض الدول تتخذ قراراتها بشكل مستقل عن غيرها ، مما يؤدي إلى تباين في إعلان بداية العيد، حتى بين الدول المتجاورة ، هذا التباين يؤدي إلى عدم الاتفاق على موعد العيد، وإلى حيرة المسلمين، خاصة في المجتمعات المختلطة أو بين العائلات التي تمتد بين أكثر من دولة ، ولا سيما أن بعض الدول تعتمد على تنظيم العطلات الرسمية والتخطيط الاقتصادي السليم ، وقد يؤدى اختلاف يوم العيد إلى مشاكل في إدارة العطل الرسمية وتنظيم الأعمال.

وبناء على ما سبق: نقدم اقتراحات سبق ذكرها مرارا والتى تشير بالاعتماد على الحسابات الفلكية الدقيقة، ويمكن من خلالها توظيف العلم والفلك لتحديد بداية الشهر بدقة، مما يساعد في توحيد إعلان العيد الفطر المبارك في جميع الدول الإسلامية، مع إنشاء هيئة موحدة لرصد الهلال يمكن للدول الإسلامية تشكيل هيئة مشتركة تضم علماء دين وفلكيين للإشراف على تحديد بداية الشهور الهجرية، ومن الضروري أن يكون هناك تنسيق مسبق بين المجامع الفقهية ودور الإفتاء المختلفة لاعتماد معايير موحدة للرؤية.

وفى الخاتم ، فإن عيد الفطر المبارك مناسبة عظيمة تحمل في طياتها كل معانى الفرح والتقوى، والمحبة ويحتفل المسلمون بهذا اليوم السعيد بعد شهر من العبادة والطاعة، ليكون بداية جديدة مليئة بالأمل والتقارب بين الناس، ويظل عيد الفطر رمزًا لوحدة المسلمين وتجديدًا للعلاقات الاجتماعية بروح من المحبة والاحترام، على الرغم من أن الاختلاف في تحديد موعد عيد الفطر بين الدول العربية قد يبدو مسألة فلكية ودينية، إلا أن له أبعادًا اجتماعية وسياسية واقتصادية، وتوحيد رؤية الهلال والاعتماد على أساليب علمية دقيقة يمكن أن يساهم في تقليل هذا التخبط وتعزيز وحدة المسلمين في هذه المناسبة المباركة، وكل عام وانتم بخير ،،،،

والى اللقاء: دكتور / السيد مرسى

 

مقالات ذات صلة