
خيبة الأمل.. راكبة جمل
دكتور/ السيد مرسى
خيبة الأمل …راكبة جمل، تعبير شعبي ساخر ، وغالبًا يُستخدم في اللهجة العامية للدلالة على خيبة أمل كبيرة وواضحة، لدرجة إنها “راكبة جمل” وأصبحت بارزة للعيان، هذا هو حال نقابة معلمين مصر على خلاف كافة النقابات المهنية والتي يكون صوتًها مدويًا للدفاع عن حقوق أعضائها، من أجل تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية ، ونقابة المعلمين والتي كان من المفترض أن تكون الحصن الحصين للمعلم، قد شهدت على مدار عقود تراجعًا ملحوظًا في أدائها، حتى أصبحت في مؤخرة النقابات المهنية من حيث الفاعلية والتأثير بالإضافة الى وجود شبهات في الأداء النقابى تثير الشك أو الريبة بشأن قانونيتها، ونزاهتها، أو شفافيتها، ففى مارس 2025، أُلقي القبض على نقيب المعلمين ، بتهمة تلقي رشوة عبارة عن شقة سكنية فاخرة بالمهندسين ، تُقدَّر قيمتها بحوالي 1.2 مليون جنيه ، مقابل تسهيل إجراءات إرساء مزايدة تشغيل مستشفى المعلمين لصالح شركة … لإدارة المستشفيات، وتم القبض على النقيب وصاحب الشركة ،وتحقيقات هيئة الرقابة الإدارية كشفت عن وجود مخالفات مالية وإدارية في عملية إرساء المزايدة، بما في ذلك إخفاء إيرادات بقيمة 76 مليون جنيه في مستشفى المعلمين ، في أعقاب هذه التطورات، وهذه الاحداث أثارت جدلًا واسعًا حول تفشي الفساد داخل نقابة المعلمين ، وألقت الضوء على التحديات التي تواجهها مصر في مكافحة الفساد.
فمنذ عقود والمعلم المصرى يعانى من تجاهل لحقوقه المشروعة، على خلاف النقابات الأخرى، تخوض معارك لتحسين أوضاع أعضائها، وهنا يطرح الكثير من المعلمين تساؤلات مشروعة، هل النقابة غير قادرة على مواجهة الدولة ومؤسساتها؟ أم أن هناك تواطؤًا على حساب ومصالح المعلمين؟ والحقيقة أن الشفافية مفقودة، والمحاسبة غائبة، وقد أصبحت في نظر كثير من المعلمين، كيانًا اسميًا، لا يُشعر بوجوده إلا عند خصم الاشتراكات من المرتبات، أو عند الانتخابات التي كثيرًا ما تُدار في أجواء غير صحية، وكان من نتائج هذا الغياب المؤسسي، أن أصبح المعلم لا يحظى بالاحترام الذي كان يتمتع به سابقًا، فالرواتب المتدنية، والتعامل الإداري مهين، مع ضعف التأهيل والتدريب، ودفع ذلك الكثير من الكفاءات إلى الهروب من المهنة.
رغم هذا المشهد القاتم، لا يزال هناك أمل في أن تستعيد النقابة دورها التاريخي باعتبارها أكبر النقابات المهنية في مصر، ولن يتحقق ذلك إلا إذا توحدت إرادة المعلمين، وتم تجديد الدماء في شباب يتحدثون بجرأة وصدق. لصالح المعلم الذى هو أساس بناء الأوطان، وصوته الذى لا يجب أن يُقمع أو يُهمل ، مع فتح ملفات الفساد في أموال النقابة وتقديمها الى الجهات الرقابية لاتخاذ شئونها .
والى اللقاء: دكتور/ السيد مرسى