
ملاحظات على الأحداث
بقلم / سوسن حجاب
• زيارة ماكرون رئيس فرنسا لمصر فى هذا التوقيت الفارق لها عدة دلالات منها :تأكيد مكانة مصر التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية،مصر تاريخيا أم الحضارات ومهدها ومَن أكثر من الفرنسيين يعرف هذا فهم من وصفوا مصر فى الموسوعة الشهيرة وصف مصر،ومصر جغرافيا رقبة العالم كما قال نابليون بونابرت فى حملته على مصر فى 1798ومن امتلكها فقد امتلك العالم،وسياسيا مصر رمانة الميزان فى المنطقة العربية والإقليمية،وكما قال حافظ إبراهيم:أنا إن قدر الإله مماتى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى،واقتصاديا فهى سوق كبيرة وفرص استثمارية واعدة وكثيرة يطمح إليها كل الدول والمستثمرين ،
• اختيار أماكن الزيارة والبداية فى أعرق وأزحم مناطق مصر المحروسة خان الخليلى والجمالية حيث تعتقد أنك دخلت صفحة من صفحات التاريخ المصرى العريق والفريد بآثاره وشوارعه وطرقاته ومحلاته وناسه الطيبين المرحبين ،ثم المتحف المصرى الكبير ومحطة المستشار عدلى منصور،المتحف الذى ورغم كل الآثار المسروقة والمهداة عبر الأزمنة المختلفة لكثير من الدول لكنه يعكس ويجسد حضارة مصر وعظمتها وشموخها والجمع العبقري بين زيارة المتحف ومحطة عدلى منصور ليرى الضيف الكبير أيضا ويعرف ويتعرف على حاضر مصر ومستقبلها فمِن مقومات الدول الكبرى وأسباب تحضرها وسائل النقل الكثيرة والمريحة والحديثة والمتنوعة،
• فرنسا دولة كبرى وزيارة رئيسها لمصر فى هذا التوقيت دعم لدور مصر وسياستها تجاه القضية الفلسطينية وليس مَن سمع كمن رأى رغم كل وسائل الإعلام،فأن يرى بعينيه ما تقوم به مصر من دور تاريخى سواء فى استقبال الجرحى وتوفير سبل ووسائل العلاج لهم أو شمولهم بالرعاية الاجتماعية من خلال مؤسسات المجتمع المدنى ،أو تقديم المساعدات ،وأن يرى كل هذه الحشود القادمة من كل ربوع مصر فى تأييد واضح للقيادة السياسية ورفضها لمخططات التهجير وتصفية القضية،والتمسك ببقاء أهل فلسطين فى أرضهم وإعادة إعمارها وهم فيها وبأيديهم بعيدا عن دعاوى الزيف الصهيوأميركى بأنهم يستحقون أن يعيشوا فى مكان يصلح للعيش!،وأحب أن أذكر فى هذا المجال أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لم ينتقل فرنسى أوبريطانى أو حتى يابانى أو ألمانى(رغم تقسيم ألمانيا)لم ينتقل أى شعب إلى خارج بلده ، ولنتذكر أيضا مقولة ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا وقتها عندما رأى دمار لندن عن آخرها ولم يبقى فيها بناء لم يتضرر من القصف قال: ما حال المحكمة البريطانية قالوا هى بخير، قال :إذن فلنبنى بلدنا من جديد ،فى إشارة لأهمية القانون، الذى يُغتال الآن وأمام أعين كل العالم الذى كنا نظنه متحضرا لديه إنسانية ويحب لغيره من الدول ما يحب لنفسه !
• أخيرا ،يذكر أنيس منصور فى كتابه فى صالون العقاد كانت لنا أيام: أن الأستاذ العقاد كان الوحيد فى مصر وربما فى العالم الذى كان يقول ويكرر ويؤكد أن هتلر سينهزم فى النهاية! فى الوقت الذى تؤكد فيه كل المعارك الدائرة أنه منتصر ،ويقول أنيس منصور :عندما سألناه مستغربين من تأكيده ويقينه هذا، كان يقول لأننى أرى الأحداث غير ما ترونها والذى يحدث ضد طبيعة الأحداث والتاريخ! وانهزم هتلر وصدق حدس العقاد وتوقعه بعد ست سنوات من حرب طاحنة أكلت الأخضر واليابس وحصدت أرواح 75 مليون من البشر،أعتقد أن سلوك الطغاة فى كل زمان ومكان واحد أو متشابه فيبدو أن أحدا منهم لم يقرأ التاريخ ،أنهم إذا قرأوا لا يفهم وإذا فهموا لا يعتبرون من عبر التاريخ ودورانه!
مع تحياتي
سوسن حجاب